أعلنت المقاومة الإسلامية لأول مرة عن محاولة إسرائيلية للدخول الى الأراضي اللبنانية لتنفيذ عدوان، وتصدت المقاومة لتلك القوة عند منتصف ليل الأحد الاثنين بالأسلحة الصاروخية في محيط ثكنة زرعيت.
التوتر الأخير على الجبهة الجنوبية يرفع احتمالات تصاعد الصراع بين
(ا ل ح ز ب) وإسرائيل، مما يزيد من مخاطر اندلاع حرب قد تلجأ إليها إسرائيل للتغلب على الأزمات الداخلية والانقسامات في مجلس الحرب وحكومة نتنياهو.
واللافت بأن إسرائيل عادت إلى تكتيكات المرحلة الأولى من حربها، باستهداف قادة عسكريين في (ا ل ح ز ب) وعناصر بارزة في مناطق بعيدة عن الحدود وفي سوريا، مستخدمة الطائرات المسيرة وقصف المواقع الحدودية، في إشارة إلى نيتها توسيع نطاق المعركة.
يتزامن هذا التصعيد مع تهديدات إسرائيلية بشن حرب شاملة على لبنان، بدعم من ضباط الجيش الإسرائيلي الذين يسعون لخلق معادلة جديدة ضد (ا ل ح ز ب). ووفقًا لتقارير “يديعوت أحرونوت” وتقرير أمريكي، إسرائيل أبلغت الإدارة الأمريكية بنيتها تصعيد الهجمات ضد لبنان إذا لم يهدأ الوضع مع (ا ل ح ز ب) في نهاية كانون الثاني الجاري.
التحدي الاسرائيلي للبنان تمثل مساء الاحد بقيام اسراب الطائرات الحربية الاسرائيلية بطلعات جوية على علو متوسط شملت أجواء معظم المناطق اللبنانية بما فيها بيروت والضاحية الجنوبية وكسروان والمتن وصولا الى طرابلس والشمال.
تصعيد لافت جنوبا
شهد يوم الاحد تصعيدا ملحوظا بين (ا ل ح ز ب) والعدو الإسرائيلي بعد فترة من الهدوء الحذر على جبهة الجنوب. وكان الابرز في المشهد الميداني قصف مسيرة اسرائيلية لسيارة في كفرا، كانت تستهدف قائد القطاع الاوسط في (ا ل ح ز ب) فادي سليمان الذي نجا، في حين استشهد زميله فضل علي سليمان من النبطية الفوقا الى جانب سيدة قتلت نتيجة الاستهداف، وجرح 8 مواطنين، حالة عدد منهم خطرة نقلوا جميعا الى مستشفى تبنين.
ولاحقا أوضح (ا ل ح ز ب) أنه “ردّاً على استشهاد مواطنة في غارة كفرا، استهدفنا مستوطنة “أفيفيم” بالأسلحة الصاروخية ما أدى الى إصابة منزل وسقوط من بداخله بين قتيل وجريح”.
كما أعلن عن إستهداف موقع حدب البستان بصاروخ بركان وتمَّ إصابته إصابةً مباشر. كذلك استهدف موقع القرن في مزارع شبعا وقصف ثكنة برانيت محققا اصابات مباشرة.
ومن جهته استهدف العدو الإسرائيلي مركزاً للدفاع المدني في بلدة كفركلا ما أدى إلى تضرر وتعطّل سيارات الإسعاف.
كما تعرضت أطراف الجبين وطير حرفا وشيحين ورامية وبيت ليف وادي السلوقي قرب قلعة دوبيه
لقصف مدفعي إسرائيلي وتم إلقاء قنابل مضيئة في أجواء الضهيرة.
وجالت 4 مسيرات اسرائيلية بشكل دائري بين راميا-جبل البلاط-مروحين على علو متوسط.
وادى القصف المعادي الى تدمير 5 منازل بالغارات على بلدة مركبا من دون تسجيل اصابات.
سعد: شعبنا يئن من الويلات والحكومة لم تفعل شيئا
أحيا التنظيم الشعبي الناصري، الذكرى الـ39 لتفجير العدو الصهيوني منزل مصطفى معروف سعد واستشهاد ابنته ناتاشا حيث اجتمعت الحشود في جبانة سيروب في صيدا لقراءة الفاتحة على ضريح سعد.
والقى النائب اسامة سعد كلمة قال فيها: “إن امتهان الكرامة والقهر والاستبداد والقتل والفقر والمرض والتهجير والتفتيت والتبعية لكل شعب من شعوب أمتنا العربية نصيب منها، إنه زمن الانحطاط العربي، زمن استباحة بلاد العرب وهدر كرامة شعوبها وسفك دمائها، كلنا في الهم عرب”.
وأردف سعد: “هذا لبنان، أنين اجتماعي بلغ مداه وأطلال دولة، وزعماء طوائف بين شرق وغرب، قدر الشعوب العربية أن تواجه في ذات الوقت تحديات متعددة، تقاوم الصهيونية العنصرية وتقاوم لتستعيد كرامتها الانسانية من مغتصبيها، ولتسقط نهائياً من حياتها ومستقبل أجيالها كل العوائق أمام حريتها وتقدمها، واليقين اليقين أن الشعوب سوف تنتصر، من الجنوب إلى الشمال شعب لبنان يتألم لألم شعب فلسطين، ويحيي بطولات مقاوميه، ومن الشمال إلى الجنوب يقف شعبنا جميعه إلى جانب أبناء الجنوب من أهل ومن مقاومين، احتمالات تصاعد العدوان ضد لبنان واردة، والحرب الشاملة واردة أيضاً، تلك تقديرات المسؤولين اللبنانيين، ربطت الحكومة جبهة الجنوب بحرب غزة لكنها لم تفعل شيئاً لحماية شعبنا من المخاطر الماثلة، شعبنا يئن من أزمات وويلات، ذلك قبل أن تدهمه الحرب بتداعياتها وويلاتها، شعبنا مستعد أن يدفع فواتير الدم ضد عدو غاصب ليصنع الحياة فوق أرضه وفق إرادته، لا ليقدمها إلى سلطة فاسدة، او لتكون موطئ قدم لنفوذ يفرض عليه فرضاً من خارج حدود وطنه، آن لمعادلات الذل والتبعية أن تسقط في لبنان”.
عزالدين: المقاومة تحتفظ بالكثير من القدرات النوعية
رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عزالدين، “أننا ما زلنا قادرين على ردع العدو الإسرائيلي، وأي توسعة للحرب، سيتحمل العدو بالتأكيد مسؤولية ما يقوم به في هذا الشأن، والميدان بيننا وبينه، علما بأنهم يرسلون لنا الموفدين الذي يؤكدون بأن العدو لا يريد توسعة للحرب، وفي نفس الوقت، يخرج وزير حرب الكيان، ويهدد بأنه إذا لم تحقق الديبلوماسية شيئا، فإننا سنقوم بتوسعة الحرب، ونحن إذا ما فرضت هذه الحرب على لبنان، فإن المقاومة جاهزة وقادرة على صد العدوان، وإلحاق الهزيمة بهذا العدو”.
وقال خلال احتفال تكريمي: “عندما تم اغتيال الحاج وسام طويل، كان رد المقاومة لمقر القيادة والتمركز لسلاح الجو الإسرائيلي في جبل ميرون، وبعدها مباشرة قصفت المقاومة مركز قيادة العدو في شمال فلسطين، وهذا يعني أن الردع عند المقاومة ما زال موجودا، وهي ما زالت تحتفظ بالكثير من القدرات النوعية التي تؤثر بمسار المواجهة، وهي تستخدم السلاح النوعي والكمي بحسب تطورات الميدان”.
أضاف: “نقول لكل من يحاول أن يضغط على لبنان دون أن يذهب إلى الكيان الإسرائيلي لإيقاف العدوان، بأن هذا لن يجدي نفعا، ولن يحقق شيئا أو تطورا أو تقدما، وبالتالي، فإن الحل الوحيد يكمُن في وقف العدوان على غزة، وما لم يحدث هذا، فإننا مستمرون في هذه المواجهة دفاعا عن أرضنا وشعبنا ونصرة لأهل غزة وفلسطين، لأن فلسطين تستحق منا البذل والعطاء والتضحية”.
الحاج حسن: نقاتل لغزة لننصر لبنان
حسين الحاج حسن: “نقول للذين يشككون في جدوى هذه العمليات، تعرفون أنها تؤذي العدو من خلال كثرة التهديدات التي يطلقها، وكثرة الموفدين والضغوط طيلة 106 أيام لتتوقف هذه العمليات لأنها موجعة للعدو”.
وأكد “لو أن العدو استطاع تحقيق أهدافه في غزة فإن ترانسفيرا جديدا كان سيحصل في غزة والضفة، وأعتقد أن كل من يفكر سياسة بهدوء يعلم أن هناك شيئاً اسمه الأمن الإقليمي، يعني الأمن في لبنان والأردن وسوريا وفلسطين ومصر والسعودية والعراق وباقي دول المنطقة مرتبط بعضه ببعض، وأي عملية ترانسفير ستهز الأمن في المنطقة، ومن ضمنه الأمن في لبنان. وفيما لو حقق العدو أهدافه من يضمن انه لا ينتقل إلى باقي دول المنطقة؟ بينما إذا انتصرت المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة يصبح هذا الأمر غير ممكن”.
وقال: “عندما نقاتل نصرة لغزة فإننا ننصر لبنان والمصلحة الوطنية اللبنانية، ونحصن الأمن الوطني والقومي اللبناني”.