كتبت ناديا شريم: مع اقتراب موعد نهاية ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون، في العاشر من شهر كانون الثاني 2024، تختلط المواقف من موضوع التمديد لهذه الولاية، وتترافق مع اتصالات محلية واقليمية ودولية مكثفة تعبّر في غالبيتها عن ضرورة التمديد في ظل الظروف الامنية الخطيرة التي يمر بها لبنان والمنطقة خصوصاً، وأن كل الوقائع تستبعد أن تتغيّر هذه الظروف في المدى المنظور.
وإذا كانت الأطراف المسيحية، بشقيها الديني والمدني، هي المعنية بهذا الاستحقاق أكثر من غيرها، فإن هذه الأطراف – كما عند كل استحقاق مسيحي – تبدو مربكة ومنقسمة تجاه الموضوع أكثر من البقية.
بالنسبة إلى البطريرك الماروني فإن الموضوع محسوم عنده، ويضغط بكل ما لديه من وسائل للتمديد لعون “لأن الظروف المحليّة لم تعد تسمح بتفريغ المزيد من المواقع المسيحية، ولأن الظروف الإقليمية الضاغطة لا تسمح بذلك ايضاً”. بالنسبة الى القوات والكتائب، فإن موقفهما بات واضحاً من حيث القبول بالتمديد، لكن ماذا عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي أعلن بكل صراحة بعد استقباله رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رفضه التمديد لقائد الجيش؟
وهنا تقول مصادر مقربة من بنشعي لموقعنا، “إن فرنجية الذي بات مقتنعاً أن الهدف الأساسي من جولة باسيل الأخيرة على بعض الأطراف هو إقناعها بعدم التمديد لقائد الجيش والحصول على غطاء مسيحي مقبول، بات يراجع حساباته المسيحية من جهة والوطنية من جهة أخرى بعيداً من هدف باسيل.”
وهنا تكشف هذه المصادر “أن فرنجية يعمل في هذه المرحلة على خطين، فمن جهة هو لا يريد خسارة بكركي، لذلك فإنه يجري اتصالات مع الصرح توحي بأن مستعد لتغيير موقفه والموافقة على التمديد في هذه المرحلة الصعبة، ومن جهة أخرى يكثف اتصالاته مع الثنائي الشيعي الذي لم يحدد موقفاً في الفترة الأخيرة من موضوع التمديد، في إنتظار التطورات التي تشهدها المنطقة وارتباطها بالتطورات التي تجري في الجنوب وضرورة التنسيق مع الجيش على الأرض”. فهل تفرض حرب غزة التمديد للعماد جوزف عون بعيداً من كل الحسابات الشخصية؟