كتب ابراهيم بيرم: تنفي حركة “حماس” كل ما يشاع عن أن الاحتلال الاسرائيلي قد نجح في توجيه ضربة الى المقاومة في غزة وقطاعها، من خلال تقدّم قواته الى عمق المدينة في الايام القليلة الماضية، مجتازاً كل خطوط الدفاع التي اعدها المقاومون وثبتوا عندها اكثر من شهر.
ورداً على سؤال لموقعنا عن الوضع العسكري في غزة، قال الناطق بلسان حركة “حماس” في بيروت جهاد طه: إن الاحتلال ما برح مستمراً في عدوانه الوحشي، وهناك تقدم لقوات العدو في المناطق الزراعية والمفتوحة باتجاه بعض الاحياء السكنية. لكن ما نجزم به هو أن قوات الاحتلال لم تستطع الثبات والتمركز في جغرافية معينة بفعل بطولات المقاومين ونتيجة قرار قيادة المقاومة بمواجهة آلة العدوان. ولله الحمد، لقد نجح المقاومون في الحاق الخسائر بأفراد العدو وآلياته، وهذا ما يجبره على الانكفاء والتراجع الى خارج الاحياء السكنية في ساعات الليل وبين فترة وأخرى.
اضاف: يمكننا القول ان المقاومة ما زالت حاضرة بفاعلية في الميدان، وتسجل انتصارات في وجه آلة الحرب الصهيونية المدمرة.
وعن نتائج جولات التفاوض وصولاً الى اتفاق لوقف النار في غزة؟ اجاب طه: في هذا الصدد، نقول ان الكرة هي في ملعب العدو. هناك اتصالات مستمرة وثمة تواصل معنا من قبل جهات عدة، منها قطر ومنها مصر، فضلاً عن موفد الامم المتحدة وآخرين، مضافة اليها جهود حثيثة في هذا الصدد انطلقت منذ اكثر من اسبوعين، لكن جميعها لم تؤد الى الاتفاق المنشود لحد الآن. نحن من جهتنا، كشفنا منذ البداية عن مطالبنا وشروطنا وفي مقدمها وقف اطلاق النار من جانب المعتدي، ومن ثم المسارعة الى ادخال قوافل الاغاثة الطبية والغذائية، فضلاً عن تأمين الحماية للمستشفيات والمراكز الصحية واعادة تشغيل المتوقف منها بغية السماح لها بالقيام بواجبها الانساني.
ومن مطالبنا المعروفة ايضاً، اعادة فتح معبر رفح بشكل دائم، واطلاق سراح النساء والاولاد من ابناء شعبنا الفلسطيني الذين يزجّ بهم العدو في زنازينه ومعتقلاته بالمئات، على ان نطلق نحن في المقابل عدداً من الاسرى المدنيين الموجودين عندنا وفي قبضة الفصائل الاخرى. والعالم كله يشهد ان العدو هو من يماطل ويسوّف ويؤجل رغبة منه في تعزيز اوراقه. والثابت أيضاً اننا لسنا في وارد التراجع اطلاقاً عن شروطنا التي اعلنّا عنها منذ البداية لكي نمضي قدماً في رحلة الحل.
وخلص طه الى القول: باختصار، وضع المقاومة ليس كما يصوّره عدوها، فهي لا تزال بخير وعلى زخمها، وخلافاً لكل ما يقال ما زالت صامدة تفعل فعلها وتظهر بأسها في الميدان. ونحن كحركة “حماس” اعتدنا ان نقدم مساء كل يوم تقريراً وافياً عن انجازاتنا البطولية الميدانية. وفي المقابل، ثمة حجم هائل من الدمار والخراب قد لحق بغزة وقطاعها خصوصاً على مستوى المؤسسات الطبية والاغاثية التي اضحت في وضع صعب للغاية نتيجة توحّش العدو ورغبته المعلنة في ابادة غزة واهلها، وهو ما يعني أنّ هناك وضعاً انسانياً كارثياً.