لا يزال ملف قيادة الجيش يحتل الصدارة بين الملفات اللبنانية التي غابت عن طاولة البحث والاهتمام، وبرز في الساعات الاخيرة كلام عن الاتفاق على تعيين قائد جديد هو مدير المخابرات الحالي، الا ان المسألة لم تحسم بعد وبقي نقاش جدي حول تأجيل تسريح العماد عون، ونقاش اقل جدية حول اللجوء الى تعيين رئيس للأركان يتولى قيادة الجيش.
ملف قيادة الجيش تحول الى ملف صراع بين “الموالاة” و”المعارضة”. وأكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يريد التخلّص من قائد الجيش العماد جوزف عون لاعتبارين: الاول أن الأخير تمكن من بناء كيان للمؤسسة العسكريّة ومنعه من التدخل فيها خصوصاً لناحية التشكيلات، وأدارها كما يجب، ولا سيّما أن لا خلاف سياسيا بين الرجلين، باعتبار أن عون لا يتدخل في الشؤون السياسيّة ولم يطلق يوماً مواقف سياسيّة، بينما الاعتبار الثاني يكمن في أن باسيل يخاف من قائد الجيش على خلفية أن “العونيين” يسمعون له ومن الممكن إذا استمر في موقعه وبعدها في غيره، أن يشكّل منافساً جدياً وقوياً له”.
كلام جعجع جاء خلال لقائه، في المقر العام للحزب في معراب، طلاب جامعتي “الحكمة” و”العائلة المقدسة” إثر فوزهم في الانتخابات الطالبية.
الزعيم وليد جنبلاط قال عبر منصة اكس: لا أفهم الخلافات الضيقة في البلاد لأجل رئاسة قد تأتي أو لا تأتي.
ومن خلوة الشيخ أبو طاهر منير بركة في ضهور العبادية، أكد أن الإفراج عن قاتل الجندي الإيرلندي خطأ لأن الشعب الإيرلندي يقف إلى جانب القضية الفلسطينية وكان من الخطأ الإفراج عن قاتله بهذه الظروف.
اللواء عباس ابراهيم قال عبر منصة اكس: الاستنزاف المعنوي الذي تتعرض له المُؤسسة في سوق “عُكاظ السياسة” هدفه تدمير آخر ما تبقى من هياكل الدولة. أياً يكن القرار بشأن مستقبل قيادتها فالمطلوب سحب النقاش العلني من التداول صوناً لآخر ما تبقى من هياكل الدولة ومعنويات العسكريين.
ذكر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون، في حديث لقناة “إل بي سي أي”، أنّ “الأكثرية في الحكومة أو في مجلس النواب لم تتكوّن بعد في موضوع قائد الجيش، ومن الآن وإلى حين الوصول الى الاستحقاق سنرى مَن مِن الكتل سيطوّر موقفه من أجل تلافي الشغور”، موضحًا أنّ “الأساس الذي يجب أن يكون لدى الجميع هو منع الفراغ في مؤسسة الجيش”.
ولفت إلى أنّ “التمديد هو الاستثناء والتجديد هو القاعدة في واقع المؤسسات كلها، ونحن بوضع استثنائي، وخلفية رفض التمديد لقائد الجيش أو الموافقة عليه قد أخذ خلفية سياسية”، مشيرًا إلى أنّه “لكي نحمي الجيش يجب أن نجنّبه التجاذبات الشخصيّة. يفترض لمن يرفض التمديد أن يكون لديه حجّة منطقيّة لذلك ولمن يتحمّس للتمديد أن تكون حجته منطقية وليس التعاطي بكيدية”.
واعتبر عون أنّه “يتم تحويل موضوع قيادة الجيش الى “تحدٍّ” بين فريق وآخر، وليس العمل على ما يصبّ في مصلحة الجيش”، كاشفًا أنّ “السفيرة الاميركية قامت باتصالاتها من أجل منع الشغور في قيادة مؤسسة الجيش وكان اتجاهها الاكبر نحو التمديد”.
وذكر أنّ “في موضوع الرئاسة انتقلنا من “البرّاد الى الثلاجة”، لأن هناك توازنًا سلبيًّا داخليًا، أمّا خارجيًا فالاصدقاء مهتمّون بموضوع غزة والوضع الامني”.