
سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذوكس المطران الياس عودة في عظة الأحد: أَيْــنَ الـمَــســؤولــون مِــنْ هَــذِهِ الأَفــكــارِ الإِلَــهِــيَّــة؟ كُــلٌّ مِــنْــهُــم يَــظُــنُّ أَنَّــهُ خــالِــدٌ، فَــيُــوَسِّــعُ أَهــراءَهُ، ويَــخْــزِنُ فــيــهــا مــا وَهَــبَــهُ إِيَّــاهُ اللهُ لِــمُــســاعَــدَةِ الآخَــريــن”.
وأضاف: بَــلَــدُنــا انــهــارَ، وذوو الــســلــطــةِ والــنــفــوذِ مــا زالــوا عــلــى تَــرَفِــهِــم، وبَــطْــشِــهِــم، وطَــمَــعِــهِــم بِــخَــيــراتِ الــبــلــدِ وأمــوالِ الــشــعــب، لــذا لا نَــرى جَــدِّيَّــةً فــي الــعَــمَــلِ عــلــى حُــلــولٍ نــاجِــعَــةٍ تَــنْــهَــضُ بِــالــبَــلَــدِ وأَبْــنــائــه. الإصـلاحُ الـمـوعـودُ تَـعَــثَّــرَ لـسَـبَـبٍ نـجـهَـلُـه، مـسـيـرةُ الـنُـهـوضِ تَـوَقَّـفَـتْ، أمـوالُ الـنـاسِ تَـبَّـخَّـرَتْ، حتى تَـحـقـيـقُ الـمـرفـأِ عُـثِّـرَ وصُـرِفَ الـنَـظَـرُ عـنـه. لـقـد عَـجِـزوا عَـنْ انـتـخـابِ رئـيـسٍ، والـبـلـدُ يُــدارُ مِنْ حـكـومَـةِ تـصـريـفِ أعـمـالٍ تُـكَــبِّــلُـهـا ارتِـبـاطـاتُ أعـضـائِـهـا أو مَـصـالِـحُـهـم، ومـجـلـسُ الـنـوّابِ لا يَـعـمـلُ، لا يَـنـتَـخِـبُ ولا يُـشَـرِّعُ ولا يـراقِـبُ ويُـحـاسِـب، والـشـغــورُ يـكـادُ يَـعُــمُّ مـعــظَــمَ الإداراتِ الـعـامـةِ شِـبْـهِ الـمُـقْــفَــلَـة. والأخـطَــرُ عَــدَمُ احـتـرامِ الـدسـتـورِ وتَـفْـسـيــرُه بِـمـا يُـنـاسِـبُ الـمَـصـالِـح. إنَّ الإسـتِـهـانَـةَ بـالـمـوقِـعِ الأوّلِ في الـبـلـدِ يـؤَثِّـرُ على الـحـيـاةِ الـوطـنـيـةِ بـأسـرِهـا، على وحـدةِ الـبـلادِ ودورِهـا، وعلى أداءِ الـمـؤسَّـسـاتِ ومـلءِ الـشـغـورِ فـيـهـا. ألـمْ يَـحِـن الـوقـتُ بـعـد لِـتَـخَـطّـي الأنا والإلـتِـفـاتِ لـلـمـصـلَـحَـةِ الـعـامة، خـاصـةً في هـذا الـظـرف؟
وختم عودة: نـرفَـعُ الـصـلاةَ مِـنْ أجـلِ الـمُـعَـذَّبـيـن والـمَـقـهـوريـن في غـزة حـيثُ حتى الـحَـجَـرُ يَـئِـنُّ، ونـسـألُ اللهَ أنْ يَـرفَـعَ عـنـهم الـظُـلـمَ، وأنْ يُـدرِكَ الـعـالَـمُ أنَّ ما يـجـري هـنـاك جـريـمـةٌ بـشِـعَـة، لـكـنَّ الأبـشَـعَ هو سـكـوتُ الـعـالَـمِ وعَـجـزُه عـن وقْـفِ الـمـجـزرة. حـمـى اللهُ الأطـفـالَ والأبـريـاءَ وحـمـى لـبـنـانَ مِنْ كُلِّ شَـرّ. آمين.