
كتب ابراهيم بيرم: منذ اكثر من 36 ساعة تبرز مؤشرات ودلائل توحي باقتراب موعد ابرام اتفاق غير مباشر، تنسج خيوطه عبر وسطاء بين حركة “حماس” من جهة والكيان الصهيوني من جهة اخرى، يفضي الى هدنة مؤقتة يليها مباشرة إطلاق اسرى ومعتقلين مدنيين من جانب كل طرف، ويتبعها طبعاً ادخال قوافل اغاثة ومواد طبية ومحروقات الى غزة المحاصرة والجريحة.
لكن على الرغم من كل هذه المعطيات الواعدة، تبرز فجأة وقائع توحي بتعثر الصفقة المنتظرة وتأخر موعد تنفيذها.
ماذا لدى حركة “حماس” من معلومات ومعطيات على هذا الصعيد؟
يقول الناطق بلسان الحركة في بيروت جهاد طه لموقعنا: “لا شك في ان الجهود والمساعي المبذولة والهادفة الى ابرام الصفقة التي تتعلق باطلاق سراح الاسرى والمعتقلين المدنيين والاطفال ما زالت مستمرة”.
اضاف: “من يعطل انجاز هذه الصفقة هو المجلس الحكومي العسكري المصغر “الكابينت” الذي يرأسه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو. اذ من المعلوم ان ثمة تبايناً وصراعات وتضارب رؤى داخل هذا المجلس تحول دون موافقة نهائية على بنود الصفقة. فضلاً عن أن ثمة توجهاً اسرائيلياً يرمي الى اعطاء فرصة في الميدان من شأنها ان تحقق بعض المكاسب التي قد تنعكس ايجابياً لمصلحة العدو، وتعزز من وضع نتنياهو من جهة، وتعزّز ايضاً اوراقه التفاوضية من جهة أخرى، خصوصاً بعد التحركات والتظاهرات الواسعة التي اجتاحت المجمتع الاسرائيلي في الساعات الماضية، معلنة وقوفها ضد اداء نتنياهو ومحمّلة اياه مسؤولية الهزائم والخيبات التي لحقت بالمؤسسة العسكرية الصهيونية منذ السابع من الشهر الماضي.
وخلص طه الى القول: “حتى هذه اللحظة لم يتم الاتفاق على شيء، لكن ما هو ثابت عندنا ان الاتصالات وعمليات التفاوض لم تنقطع. ربما تحمل الساعات المقبلة في طياتها مؤشرات وانفراجات معينة تترجم ايجابا في هذا الملف”.