كتب باسل عيد: قالها بصراحة غسان بن جدو، رئيس مجلس إدارة قناة الميادين: إسرائيل إستهدفت فريقنا الاعلامي كوننا قناة مقربة من المقاومة وناطقة باسمها.
ما قاله بن جدو لا ينطبق على “الميادين” فحسب، بل هو ايضا ينسحب على باقي صناع الرأي الحر، الذي تعرض بدوره للوحشية الاسرائيلية وسقط منه شهداء، من مؤسسات إعلامية ليست تابعة وغير متصلة بمحور المقاومة، وآخرهم الشهيد عصام عبدالله من وكالة “رويترز”، الذي قتل بقصف اسرائيلي استهدف موقع تواجده في الجنوب برفقه فريق “الجزيرة” ووكالة الصحافة الفرنسية الذين سقط منهم جرحى.
استهداف إسرائيل المتكرر للصحافيين هو استهداف من قبلها لنقل الحقيقة المتجردة، وهو يبرز مدى عدوانتيها تجاه أصحاب الرأي، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ينقلون الصورة كما هي من دون إضافات ولا تحريف.
اليوم، ومع استشهاد الزميلين فرح عمر وربيع المعماري وسائقهما حسين من “الميادين”، أصبح الهم الأول هو كيفية حماية الاعلاميين والمراسلين والمصورين عند الحدود الجنوبية من البطش الاسرائيلي، في ظل عدم القدرة على ردع هذا العدو عن استهداف أشخاص مدنيين يقومون بواجبهم المهني.
قصيفي
وأمام هذا الحدث الجلل، أكد نقيب المحررين جوزيف قصيفي في حديث لموقع “أخباركم أخبارنا”، أن قناة الميادين هي “قناة مستقلة وليست تابعة لأي حزب، واذا كان لديها توجها قوميا سياسيا مؤيدا ومناصرا للقضايا المحقة والعادلة في العالم العربي والعالم بأسره، فهي ليست جريمة وليست حجة او ذريعة تتحصن بها اسرائيل لكي تنال من مراسلي هذه القناة الذين كانوا يقومون بعمل إعلامي احترافي بحت”.
وتابع قصيفي: إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية باستهداف الاعلاميين في الميادين وغيرها عن سابق تصور وتصميم”.
وعن الخطوات القانونية التي يجب على الدولة اللبنانية اتخاذها ضد اسرائيل بعد اعتداءاتها المتكررة على الصحافيين قال: الدولة دائما تقدم شكاوى امام الامم المتحدة ضد الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية على لبنان، وما تعرضت له اليوم قناة الميادين وقبلها الفريق الاعلامي الذي سقط منه الشهيد عصام عبدالله وستة جرحى. وبطبيعة الحال ان تقدم الدولة اللبنانية دعوى ضد اسرائيل لانها هي من قامت بعملية القتل المتعمد.
واضاف: نحن كنقابة محرري الصحافة اللبنانية، أعلنا اليوم مجددا كاتحاد دولي للصحافيين والاتحاد العام للصحافيين العرب والاتحاد الآسيوي والاوقياني للصحافيين، بأن اسرائيل اقدمت على جريمة موصوفة هي جريمة حرب بشعة وشنعاء في حق قناة الميادين، وطالبنا درس امكانية تقديم دعوى وتوثيق هذه الجريمة وسواها امام محكمة العدل الدولية وامام المحكمة الجنائية الدولية.
وقال قصيفي: ماذا اقول عن زملاء منهم من هم في عمر الورود وفي ريعان الشباب وفي عز العطاء، يسقطون وهم يؤدون واجبهم المهني كما يؤدي الجندي واجبه في الدفاع عن حدود بلده وسيادته وكرامته. إن هؤلاء الذين ارتقوا شهداء انما يدافعون عن كرامة الحقيقة وهم يوثقون الجرائم الموصوفة التي ترتكبها اسرائيل في حق الاطفال والنساء والشيوخ وفي حق الابرياء في غزة والضفة وجنوب لبنان دون ان تقيم وزنا لاي مواثيق واتفاقات دولية في شأن حماية المدنيين والصحافيين والاعلاميين.
وختم: ماذا اقول لعائلات هؤلاء الشهداء سوى أن صبركم الله وان ابناءكم ارتقوا شهداء وهم احياء عند ربهم يرزقون، وان ذكراهم لن تمحى ودمهم الغالي المقدس سيكون جسر العبور الى الحقيقة والعدالة والى السلام بشروط محبي السلام ما سيحمل الهزيمة لاسرائيل.
حمادة
أما الاعلامي علي حمادة فعلق في اتصال مع موقعنا بالقول: هذه الجريمة التي اودت بحياة اثنين من أبرع زملائنا ليست الاولى، انما هي تأتي في سياق استهداف هذا الجسم الصحافي وهؤلاء المناضلين والابطال الذين يضحون بحياتهم ويضعونها في الميزان من اجل نقل الحقيقة ونقل الصورة ووقائع هذه الحرب المجنونة التي تقوم بها اسرائيل.
واضاف: هؤلاء هم شهداؤنا جميعا، شهداء كل لبنانية ولبناني على هذه الارض، وهم سطروا بدماء ملحمة وبطولة لن ننساها.
وختم: تغمدهم الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جنانه.
بيرم
من جهته اعتبر الصحافي الزميل ابراهيم بيرم لموقعنا، ان “اغتيال اسرائيل الممنهج للصحافيين اليوم، وقبله منذ فترة المصور عصام عبدالله، فإنه من الواضح ان هذا العدو فقد أعصابه وهو يتصرف بجنون، وان الاساس لديه هو إلحاق الاذى بأكبر عدد من المواطنين والاعلاميين”.
وقال: نحن نعرف مدى عداوة اسرائيل للاعلام وبأنها لا تريد الا كتم الحقيقة وإظهار الصورة التي تريدها، وكل ما قيل عن ديموقراطية الكيان الصهيوني ثبت منذ فترة بعيدة بأنه كذب وافتراء، لان اسرائيل تخبىء الاخبار التي لا تريدها ولا تلائم مصلحتها، وهي تحاول إسكات كل الاصوات التي تعترض عليها، سواء في محيطنا العربي او اقصى انحاء العالم، فتلاحق كل من يكتب في الاعلام تعاطفا مع اطفال غزة ونسائها ومرضاها.
وأكد ان العدو “يكشف عن وجهه الحقيقي، فهو مغتصب وقاتل للاطفال، ومنذ 80 عاما وهو يقتل اطفالنا وصحافيينا وكتابنا واعلاميينا وعلمائنا”.
وختم: حزننا على ضحايانا الذين فقدناهم اليوم سيزيدنا بالتأكيد، نحن والاجيال المقبلة، إصرارا على مقارعة هذا الاحتلال وسيأتي حين من الدهر ونرى هذا العدو يدفع ثمن جرائمه بحق البشرية قاطبة.