استغل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الفرصة التي وفرتها الهدنة بين إسرائيل وحماس لطرح رؤية لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، دون اللجوء إلى مفاوضات حل الدولتين. خففت الهدنة من الضغوط على مصر، التي كانت تخشى من تهجير قسري لسكان غزة نحو سيناء. وأوضح السيسي أن الدولة الفلسطينية يمكن أن تكون منزوعة السلاح مع وجود قوات أمن دولية لتأمين الأمن لها ولإسرائيل، مشيراً إلى إمكانية مشاركة قوات من الناتو أو الأمم المتحدة أو عربية أو أميركية.
أقر السيسي بأن الحل السياسي لإقامة دولة على حدود يونيو 1967 مع القدس الشرقية كعاصمة لها لا يزال بعيد المنال، ويُعتبر مقترحه بديلاً قد ينهي النزاع المستمر. تواجه الفكرة العديد من التحديات، أبرزها مصير سلاح الفصائل الفلسطينية والانقسامات الداخلية التي تعيق التوافق الفلسطيني.
يحتاج الاقتراح إلى عملية سياسية شاملة تأخذ بعين الاعتبار حدود الدولة وموقف القدس، والأراضي التي يمكن أن تتنازل عنها إسرائيل. وقد ناقشت جولات التفاوض السابقة هذه العقبات دون أن تصل إلى حل.
تسعى مصر إلى استغلال الهدنة لدفع المجتمع الدولي لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، مؤكدة على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وضمها للأمم المتحدة. وقد تزامنت زيارة رئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا للقاهرة مع الهدنة، وتم التأكيد على دعم أوروبي للموقف المصري.
وفي النهاية، يبدو السيسي مرتاحاً للهدنة التي أسهمت مصر في إنجازها، ويظهر ذلك في تصريحاته الإيجابية. وتؤكد المصادر المصرية أن الهدنة خفضت خطر النزوح القسري لسكان غزة، ولكن يجب تثبيت الهدنة والبحث عن حل دائم للقضية الفلسطينية لتجنب هذا السيناريو في المستقبل. وتهدف مصر إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لوقف الحرب