زيارة لودريان مبعوث الرئيس الفرنسي حملت طرح ملفت وهو التمديد لقائد الجيش مما ادى الى اشتباك مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وككل زيارة يقوم بها المبعوث الخاص للرئاسة الفرنسية ومفوض “الخماسية الدولية” جان ايف لودريان الى لبنان، شملت جولاته الماراتونية الأخيرة معظم المسؤولين السياسيين في البلد.
فهو زار في اليوم الثاني من محطته اللبنانية، الخميس، ( ا ل ح ز ب) و”التيار الوطني الحر”. أما زيارته الاولى فبقيت محاطة بجدران من الكتمان، في حين أن الثانية لم تتعد ال7 دقائق، وهذا يدل على عدم توافق وإشكالية حصلت أثناء اللقاء، حيث وترت قضية التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الجو عند طرحها من قبل الضيف الفرنسي.
ففي ميرنا الشالوحي التقى لودريان رئيس “التيار” جبران باسيل، الذي طرح سلاح القانون والدستور في مواجهة اقتراح فرنسا المؤيد لبقاء عون في سدة المؤسسة العسكرية، في وقت لم ترشح معطيات عن اجتماع الضاحية حيث مفتاح الحل والربط في الملفين الرئاسي والعسكري، وعلى اساسه يبنى المقتضى.
واستهل لودريان نشاطه صباح الخميس من حارة حريك حيث التقى، يرافقه السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، في مقر الكتلة، في حضور مسؤول العلاقات العربية والدولية في (ا ل ح ز ب) عمار الموسوي.
بعدها توجه لودريان الى ميرنا الشالوحي حيث التقى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وغادر من دون الادلاء بتصريح. ولم يدم اللقاء الا دقائق قليلة لم تتعدى السبعة، ليغادر بعدها الموفد الفرنسي بعد خلاف على طرحه ضرورة التمديد لقائد الجيش.
ولاحقا، اوضح المستشار السياسي لباسيل انطوان قسطنطين ” في تصريح تلفزيوني، أن “الجديد الوحيد في لقاء اليوم، أن باسيل فوجئ بطلب الموفد الفرنسي التّمديد لقائد الجيش اللبناني، فكان جواب باسيل أنّ هذا الأمر مخالف للدستور والقوانين، وأن “التيّار” لن يكسر المبادئ الّتي طالما سار على أساسها”.
وأكّد قسطنطين “أننا تعودنا على احترام دولة الحق والقانون من السّياسة الفرنسيّة، ولم يحصل إشكال اليوم بل استقبل لودريان بحسب البروتوكول الّذي تقتضيه علاقتنا مع فرنسا، وهناك فقط موقف مغاير لما طلبه وهو ليس جديدا، بل سبق وأعلنه باسيل مرارا”.
وأشار إلى أن “المسألة ليست شخصيّة مع قائد الجيش، بل مبدئيّة بعدم مخالفة الدستور.
بعد لقائه باسيل توجه لودريان الى الصيفي حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. واكد الجميل بعد اللقاء أن “هدفنا مصلحة لبنان وقول الحقيقة للناس، والمشكلة ليست عند المعارضة بل عند (ا ل ح ز ب) المتمسك بمرشحه والرافض لأي كلام حول إسم آخر، وبات مصدر التعطيل واضحاً”.
وبعد الصيفي، التقى الموفد الفرنسي النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي على مائدة غداء عمل في قصر الصنوبر ، في حضور السفير ماغرو.
كما التقى لودريان في قصر الصنوبر النواب مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق وكذلك كتلة “الاعتدال الوطني”.
وفي السياق، قال ضو في حديث صحافي: لودريان أكد انه لم يلمس اي اصرار لدى أي طرف على مرشح رئاسي معين والكل منفتح على الخيار الثالث ونحن أكدنا على ضرورة الانتقال الى مرحلة الأسماء.
وتعليقا على رفع لودريان لواء ضرورة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون في ظل الاوضاع الامنية الدقيقة، قال عضو “لبنان القوي” النائب سليم عون عن الجلسة التشريعية للتمديد لقائد الجيش “كما تعاطينا في السابق، السؤال هو هل سنشارك في الجلسة أم لا”. أضاف: “سننظر إلى جدول الأعمال ونرى ما القانون الذي سيمرّ إن كان قانوناً مخصصاً لأشخاص أو أن فيه شمولية، وعلى ضوئه نتعاطى مع الموضوع. في حال كان القانون مخصصاً لأشخاص وغير شامل، فالطعن عندها يكون ناجزاً”. وسأل “بحسب الدستور، هناك الكثير من الحلول الممكنة، فلماذا يتم الاجتهاد وتجاوز الدستور وخرق القوانين”؟
وفي زيارة لها دلالاتها في هذا التوقيت في ظل الحديث عن التمديد لقائد الجيش، استقبل العماد جوزف عون في اليرزة رئيس أركان الدفاع البريطاني الأدميرال السير طوني راداكين الذي استهل زيارته بوضع إكليل من الزهر على النصب التذكاري في باحة وزارة الدفاع الوطني. كما أكد خلال لقائه العماد عون أهمية دور المؤسسة العسكرية في حفظ أمن لبنان واستقراره خلال هذه المرحلة الاستثنائية، لافتًا إلى استمرار دعم بلاده لها. في المقابل، أعرب قائد الجيش عن تقديره للدعم البريطاني المتواصل، مشددًا على مواصلة التعاون بين الجيشين اللبناني والبريطاني.