كتبت عايدة الاحمدية: عيد الشهيدة بربارة هو عيد مسيحي يُحتفل به بشكل خاص لدى المسيحيين العرب في لبنان، سوريا، فلسطين، الأردن .
وليلة أمس، احتفلت الطوائف المسيحية، كما في كل سنة، بعيد البربارة. واجتمعت العائلات حول القمح المسلوق الذي يرمز إلى اختفاء بربارة في حقول القمح في مدينة بعلبك هرباً من طغيان والدها الذي كان يرفض أن تعتنق الديانة المسيحية.
لكن العيد مرّ مختلفا هذا العام على أطفال فلسطين، وتحديداً أطفال غزة. فكيف لهؤلاء الأطفال أن يحتفلوا وهم هدفٌ مباشرٌ للعدوان الإسرائيلي؟ فوجوه الأطفال التي كانت تُلون بالألوان تُصبغ في غزة بالدم، والحلوى التي ترافق العيد من قطايف ومشبك، كيف لهم يتناولوها و يحتفلوا بها وهم محرومون من لقمة الخبز بسبب الحصار المفروض على غزة؟
وفيما كان العيد يشكل مناسبة للأطفال ليرتدوا الأزياء التنكرية ليقوموا بزيارة الأقارب (الجد والجدة، العم والعمة، الخال والخالة ومعظم منازل الجيران)، لكن هذه الزيارات لم تحصل بسبب سوء الوضع الأمني.
ففي ليلة البربارة، يتحلّق الأطفال فيها ضمن مجموعات، ويجوبون طرقات القرى متنقلين بين البيوت، لملء أكياسهم بالحلوى والمكسرات. أما في فلسطين، وتحديداً في غزة، فقد لزموا منازلهم وسط أصوات القصف.
الاحتفال بعيد القديسة بربارة يعد تذكيرًا مؤثرًا بمرونة الروح البشرية والإيمان الراسخ الذي تمتلكه المجتمعات حتى في مواجهة التحديات الهائلة . في حين لم يتمكن أطفال فلسطين من المشاركة في الاحتفالات التقليدية هذا العام ، إلا أن روحهم تظل ثابتة. قد تكون أصوات القصف قد حلت محل ضحك الأطفال المبتهج أثناء تنكرهم ، لكن شعلة الأمل والمثابرة لا تزال مشتعلة بقوة في قلوبهم. تجسد القوة الراسخة للشعب الفلسطيني ، في خضم الصعوبات التي لا هوادة فيها التي يواجهونها ، جوهر تراث القديسة بربارة الحقيقي – شهادة على القوة الدائمة للإيمان والمرونة في مواجهة الشدائد.
يذكر أن “عيد القديسة بربارة، من أقدم التقاليد في الكنائس المسيحية، ويصادف عند الطوائف الغربية مثل الموارنة والكاثوليك في ليل الثالث من ديسمبر/ كانون الأول، في حين تحتفل به الطوائف الشرقية مثل الروم الأرثوذكس فيه بين 7 و 12 منه. كذلك يحتفل به الأقباط في 8 هذا السهر، وهو الشهر الرابع في السنة القبطية، ويصادف في شهر ديسمبر.