كتبت عايدة الاحمدية: على وقع العدوان الاسرائيلي الغاشم المتواصل منذ قرابة الشهرين على قطاع غزة، تعقد في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم ، الدورة الرابعة والأربعون لدول مجلس التعاون الخليجي على مستوى القادة.
ولفت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ، الى إن دول الخليج العربي يمكنها لعب أدوار تسهم في حلّ “التحديات الكبيرة” التي تشهدها المنطقة والعالم، والتخفيف من آثارها.وقال، الأمير تميم في تدوينة على منصة “إكس”: “أرحّب بإخواني قادة وممثلي دول مجلس التعاون الشقيقة في بلدهم الثاني قطر، اليوم، للمشاركة في قمتنا الخليجية الـ44”. ولفت إلى أن القمة “تنعقد في وقت تشهد فيه منطقتنا والعالم تحديات كبيرة، يمكن لدولنا الخليجية أن تلعب فيها أدوارا تسهم في حلها والتخفيف من آثارها”.
ومن المنتظر ان تشارك دول الخليج الست في القمة على أعلى المستويات وقال الأمين العام لمجلس التعاون العربي، جاسم البديوي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيكون ضيف القمة الخليجية. وقال ، أن “مشاركة الرئيس التركي لها دلالة هامة على التطور الإيجابي في العلاقات الخليجية التركية”. ولفت البديوي إلى أن إقرار التأشيرة السياحية الموحدة على المستوى الخليجي، سيكون من أبرز الملفات المطروحة على قمة الدوحة
.وبحسب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، فمن المرتقب أن تهيمن الحرب العدوانية التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، على جدول أعمال القمة الخليجية. وقال الأنصاري في تصريحات صحافية “إن القمة الخليجية التي تستضيفها الدوحة تأتي في سياق الرسالة التكاملية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودورها في المنطقة، والوضع في غزة سيكون في مقدمة مناقشات القمة”.
ويحفل جدول أعمال القمة ببنود تؤسس لمرحلة وانطلاقة جديدة لدول مجلس حيث يتضمن جدول الاعمال مشروعي السكك الحديدية والسوق الخليجية وكذلك التأشيرة السياحية الموحدة..
وسبق القمة الخليحية اجتماع للمجلس الوزاري لمجلس التعاون برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في الدوحة يوم الأحد، حيث بحث المجلس الملفات المطروحة على قمة القادة ولاسيما الوضع في الأراضي الفلسطينية والموقف الخليجي الموحد تجاه وقف الحرب فورا، فضلا عن ملفات التعاون الخليجي المشتركة.
وأكد وزير الخارجية القطري أن الاجتماع الوزاري التحضيري حفل بالعديد من ملفات التعاون المشترك بين دول المجلس، و”التي تسعى إلى إنجازها ، وذلك تعزيزا لمسيرة مجلس التعاون، وتحقيقا مصالح وآمال شعوب ودول الخليج وتعزيز سبل الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم”
ولفت الوزير القطري العدوان الهمجي والجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة عبر استهدافها المدنيين والبنية التحتية وقطع الخدمات الأساسية، إضافة إلى محاولة وضع الشعب الفلسطيني المحاصر بين مطرقة الإبادة الجماعية وسندان التطهير العرقي أو التهجير القسري، وجميعها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح أن قطر بذلت جهودا كبيرة في الوساطة لوقف هذه الحرب الانتقامية، ونجحت هذه الجهود في التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في القطاع وتبادل الأسرى بين الجانبين، وقد سمحت الهدنة بدخول عدد أكبر من قوافل المساعدات الإغاثية، مشيرا إلى أن قطر ستواصل جهودها مع الدول الفاعلة كافةً لاستئناف الهدنة وصولا إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وثمّن وزير الخارجية القطري جولات وزراء خارجية عدد من الدول العربية والإسلامية في عدد من دول العالم، والتوجه إلى مجلس الأمن للمطالبة بتحمل مسؤولياته نحو وقف الحرب على غزة، وإجبار إسرائيل على العودة إلى مفاوضات ذات مصداقية لتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية عبر حل الدولتين.
وقال إن دول الخليج لا تألو جهدا في المشاركة الفعالة للتصدي للتحديات العالمية والإقليمية كاستضافة قطر حاليا معرض إكسبو 2023 للبستنة من أجل البحث عن عالم بيئي متوازن، فضلا عن استضافة الإمارات مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ “كوب 28″، الذي يعد مساهمة هامة في التصدي لهذا التحدي العالمي الخطير، وغيرها من الفعاليات التي استضافتها دول الخليج مؤخرا.
ومن جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي أن المواقف السياسية التي ستصدر في بيان الدوحة واضحة ومتوافق عليها من قبل جميع الأعضاء، وستكون هناك العديد من الإنجازات في البيان الختامي للقمة.
وأضاف البديوي، في حوار مع صحيفة الشرق القطرية، أن منظومة مجلس التعاون الخليجي واحدة من أنجح المؤسسات الإقليمية على مستوى العالم بلا منازع، مشددا على أن دول مجلس التعاون يربطها مصير مشترك ورؤية ومستقبل واحد، وأن الدول الخليجية تسعى لتفعيل المؤسسات والمشاريع الموحدة حتى يشعر المواطن الخليجي بالنتائج والتطورات الإيجابية للم الشمل وتحقيق المصالح المشتركة.
وأشار إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي قامت بجهود كبيرة لخفض التصعيد في قطاع غزة، مشيدا بالدور الكبير لدولة قطر بشأن التوصل إلى الهدنة الإنسانية وإدخال المساعدات للفلسطينيين.
كما شدد على أن مجلس التعاون يحرص على الحفاظ على سياسة خارجية متزنة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، مؤكدا أيضا سعي المجلس لمساعدة الدول الأخرى من خلال أذرعها التنموية، ويعمل على ربط علاقات سواء بشكل ثنائي أو من خلال منظومة المجلس عبر تعاون وشراكات إستراتيجية مع البلدان ومع المؤسسات والمنظمات الإقليمية.
يذكر ان القمة الخليجية الـ43كانت قد عقدت بالعاصمة الرياض في ديسمبر/كانون الأول الماضي وفي القمة الرابعة والأربعون لدول مجلس التعاون الخليجي اليوم ، يبرز التوافق السياسي الواضح في بيان الدوحة، مع التأكيد على مصير مشترك وتعاون مستمر لتحقيق مصالح الشعوب الخليجية. بينما يسود الوضع في غزة جدول الأعمال، تستمر الجهود لتحقيق الهدنة ودفع جهود التنمية المشتركة. يتجسد دور القمة كفرصة لبناء مستقبل يتسم بالتكامل والازدهار، في وقت تؤكد المواقف الخليجية على الالتزام بالسلام الإقليمي والتعاون البناء.”