كتب ابراهيم بيرم: منذ فترة، انطلق نائب رئيس المجلس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب لتحقيق دعوته الى عقد قمة روحية مسيحية – اسلامية عنوان انعقادها هو “ضرورة وطنية لجبه التحديات”.
لكن أمر إنعقادها لا يبدو محسوماً أو تم التوافق عليه لحد الآن، مع أن اوساطاً اعلامية على صلة وثقى برئاسة المجلس الشيعي بدت حاسمة ومتفائلة، إذ اعربت عن ثقتها بأن انعقاد القمة الروحية لم يعد بعيداً وربما سيكون قبل عيد الميلاد المقبل، والا في مطلع السنة الجديدة على ابعد تقدير، لافتة الى أن الامر كله بات مرهوناً بانجاز الترتيبات اللازمة.
والمعلوم أن الخطيب اثار هذه الدعوة إبان زيارة قام بها اخيراً الى بكركي على رأس وفد من المجلس، واجتماعه مع البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي.
لتلك الزيارة في وقتها اهمية استثنائية، فهي أتت بعد سجال اعلامي حول “الصينيّة” التي دعا اليها البطريرك الراعي لتعود أموالها في ذاك الاحد لدعم النازحين من البلدات الحدودية الجنوبية بفعل الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليها، خصوصاً وأن أوساطاً شبابية شيعية إعترضت عليها لأسباب شتى.
وفي كل الاحوال، نقل عن سيد بكركي إرتياحه للزيارة وتقديره لخطوة الوفد وما حمله الزائرون معهم من آراء وتوجهات، فيما كان اهتمام الوفد الضيف مركزاً على أمر أساسي وهو أن فكرة الدعوة الى عقد القمة الروحية التي حملها الشيخ الخطيب معه وجدت مقبوليّة عند البطريرك الراعي، بل وكان هناك تجاوب معها.
وتحدثت لاحقاً اوساط الوفد عن “تفاهم حول كل المواقف الداخلية والخارجية” بين الراعي والخطيب.
وعلى الرغم من أن اوساطاً مسيحية بيّنت لاحقاً عن أن ثمة استعجالاً في غير محله لتسويغ فكرة القمة الروحية مما اوحى بعدم رضاها عن المسألة وعدم تشجعها على المضي في هذ الفكرة، الا ان اوساط المجلس اكدت في مطلع الاسبوع الجاري ان نائب رئيس المجلس مصمّم على المضي قدماً في تهيئة المناخات اللازمة لعقد القمة في أسرع وقت.
وقد كشفت تلك المصادر عن ان الشيخ الخطيب يعتزم خلال الاسبوع الحالي زيارة كل من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وشيخ عقل الدروز الشيخ أبو المنى، للتشاور في الترتيبات المتعلقة بانعقاد القمة، على أن يستكمل جولة لقاءاته بزيارات موعودة للمرجعيات المسيحية المتبقية.
واللافت أن المصادر عينها تسهب في الحديث عن ضرورة المضي قدماً في إنفاذ مبادرة المجلس الشيعي الرامية الى عقد الروحية.
وابرز هذه الضرورات، تحصين الوضع الداخلي ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، في ظل استمرار الحرب الاسرائيلية الظالمة على غزة، بشراً وحجراً، وتداعياتها وامتداداتها وخصوصاً على الحدود اللبنانية، فضلاً عن معالجة الإستحقاقات اللبنانية الداهمة ومنها ملء الشغور الحاصل في الرئاسة الأولى وسواها من المراكز والمؤسسات الأخرى.
ومن البديهي ان الدعوة الى عقد قمّة روحيّة في المرحلة الحاضرة المثقلة بالتناقضات والحافلة بالانقسامات حيال العديد من الملفات الرئيسية، مبادرة بالغة الاهمية، ولكن بالتاكيد ثمة عقبة أو خشية تتملك الكثيرين وخصوصاً المندفعين لرؤية هذه القمة تلتئم، تتمثل في ما إذا كان هناك ضمانات من شأنها أن تقي القمة الموعودة شبهة انها قمة تريدها المرجعية الشيعية الدينية بغية إيجاد غطاء أو إضفاء شرعية على الحرب المضبوطة التي فتحتها الشيعية السياسية على الحدود الجنوبية، وهي حرب لها من يرفضها أو يجاهر بمعارضته لها، او يتوجّس منها في الداخل اللبناني.