خاص: مصدر سياسي رفيع قال لموقعنا اخباركم مرة جديدة اثبتت القوات اللبنانية انها قادرة على ممارسة “الواقعية السياسية” وتحقيق النقاط بظروف محلية ودولية شديدة التعقيد لها علاقة بالحفاظ على وجه لبنان التعددي.
لولا ضغط “القوات” وحضورها الجلسة التشريعية، وممارستها للواقعية السياسية، لكان ما زال التمديد في مجلس الوزراء، أسير الطعن والضغط الذي يتقن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ممارسته على “حزب الله”.
لطف الدكتور سمير جعجع وقع الانتصار الذي حققه على باسيل والحزب بالقول “ ما قمنا به ليس ضد أحد ولا مع أحد، إنما فعلناه مع أنفسنا وناسنا وشعبنا وبلدنا، وليس كما يطرحه البعض لناحية مقارنة الجيش بمؤسسات أخرى في الدولة. فالموضوع مختلف تماماً بالنسبة للجيش والأمن الداخلي باعتبار أن هاتين المؤسستين العسكريتين تحتاجان لقيادات تمسك بزمامهما ولا تسيران بأي تغيير أو تعيين، فوق أو تحت القانون”. فالدكتور جعجع يعلم انه بظل تركيبة لبنان التعددية لا بد من الحوار والتلاقي والمعركة لم تنتهي بعد فهي معركة وجه لبنان واي لبنان نريد، ولا بد من حوار داخلي بمرحلة من المراحل.
بدا الحزب مربكاً اكثر من باسيل فهو لم يكن ضده بل كان يشاركه حلم الاستيلاء على منصب قائد الجيش المدعوم اميركياً والقادر على تنفيذ ال 1701 ليكون حشداً شعبياً بخدمة مخططاته، بعدما خرج الجيش اللبناني في عهد الجنرال جوزف عون من اخراج الجيش تدريجياً من مرحلة اميل لحود ولو ليس بشكل كلي.
قرار “القوات” بالمشاركة في جلسة مجلس النواب مهما كان جدول أعمالها والضغط الدولي الذي مورس بكل الاتجاهات حشر الجميع، وهذه هي الواقعية التي مارستها القوات وهي ثاني مرة تمارسها بفعالية الاولى كانت بمنع النصاب في المجلس لانتخاب سليمان فرنجية وتأمين اكثرية وازنة للمرشح جهاد أزعور.
مشاركة القوات بالجلسة كان بمثابة مفاجأة لباسيل ورافضي التمديد، وشكّل النقطة المفصلية التي أعادت تحريك التواصل بين الحزب وباسيل، حيث عاد الأخير واقتنع أن تأجيل التسريح في الحكومة والطعن فيه افضل من تمريره بالمجلس الا ان الضغوط الدبلوماسية والسياسية والكنسية الداخلية اوقفت جلسة مجلس الوزراء و اعطى فرصة لرئيس مجلس النواب نبيه بري لحفظ مقعده في مرحلة ما بعد حرب غزة، فقفز الى كرسي قيادة مرحلة التمديد عبر المجلس النيابي مثبتاً علاقته الطويلة الامد مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وبمعزل عن مجريات الجلسة النيابية في يومها الثاني والثالث، فإن إقرار تأجيل التسريح في مجلس الوزراء يشكّل نجاحاً سياسياً لـ”القوات اللبنانية”، حتى لو كلّفها ثمن المشاركة في التشريع بغياب رئيس للجمهورية.
ما حصل أمس سيشكّل مناسبة لإعادة وصل علاقة القوات مع الرئيس بري منذ أن أبعدهم الإستحقاق الرئاسي عن بعضهم البعض.
أما في ما يخصّ باسيل، فبالإضافة لخسارته معركة منع التمديد لقائد الجيش، قد بدا التيار وتكتله هامشي ومتفرّج على مسار التمديد في المجلس والحكومة، والرسائل والتغريدات المتوترة لبعض النواب المقرّبين من باسيل ضدّ الجلسة التشريعية، دليل على درجة الإحباط الذي أصابهم جراء نجاح عقدها، يبقى امام باسيل مسار واحد وهو تقديم الطعن امام المجلس الدستوري وهناك صعوبة لقبول الطعن.
بعد عدة أشهرٍ من التجاذبات، يطوي المشهد السياسي صفحة التمديد لقائد الجيش وهو مشهد يوحي ان الفراغ الرئاسي مستمر على الاقل مرحلياً الا ان الجنرال جوزف عون مازال الحصان الاوفر حظاً ومتقدماً في سباق الرئاسة بعد التمديد له بحضور68 نائبا وتصويت 65 نائباً وان غداً لناظره لقريب.