أصدرت محكمة بريطانية، الجمعة، قرارا بسجن نمساوي مولود في الشيشان، مدة 3 سنوات ونصف سنة، بعد إدانته بالتجسس لحساب مجموعة يشتبه بتخطيطها للاعتداء على قناة تلفزيونية إيرانية مستقلة في لندن.
وأدانت هيئة محلفين في لندن، الأربعاء الماضي، محمد – حسين دوفتاييف، الذي اعتقل على يد جهاز مكافحة الارهاب في لندن في شباط الماضي، على أثر محاكمة مقتضبة.
ودفع الرجل، البالغ 31 عاماً، ببراءته في قضية حيازة سجلات تحوي معلومات يرجّح أن تكون ذات فائدة للاستخدام في عمل إرهابي.
وذكرت النيابة العامة البريطانية إن دوفتاييف قصد لندن لجمع “معلومات معادية” على صلة بمبنى يؤوي قناة “إيران إنترناشيونال” التي تبث بالفارسية، والتي يعد صحافيوها تقارير بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان يعتقد أنها ترتكب في إيران.
من جانبه نفى القائم بالأعمال الإيراني في لندن، مهدي حسيني متين، اتهامات وسائل الإعلام البريطانية بشأن “مؤامرة إيرانية مزعومة” لاغتيال مذيعين تلفزيونيين دوليين يعيشان في لندن.
وأفادت وكالة “مهر” للأنباء، بأنه في منشور على موقع “إكس”، الجمعة، رفض مهدي حسيني متين ادعاءات قناة “ITV News”، ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة، وشبهها بسيناريو أحد أفلام هوليوود.
وفي وقت سابق نشرت قناة “ITV News” تقريراً يزعم أن “الحرس الثوري” قد تواصل مع أحد المتاجرين بالبشر في تشرين الأول 2022، وعرض 200 ألف دولار لاغتيال اثنين من مقدمي قناة “إيران إنترناشيونال” الناطقة بالفارسية في غرب لندن، في محاولة لترويع منتقدي النظام، من أنهم “يمكن أن يطولهم الأذى في أي وقت”.
وكشفت القناة البريطانية عن تسجيلات فيديو ورسائل نصية متبادَلة، بين عناصر “الحرس الثوري”، والعميل الذي حاولوا تجنيده وكشف عن مؤامرة الاغتيالات لأجهزة الأمن الغربية قبل استهداف القناة، التي أصبحت هدفاً عقب تقاريرها عن وفاة مهسا أميني في أثناء احتجازها في إيران والاحتجاجات اللاحقة العام الماضي.
وكانت “إيران إنترناشيونال” قد قالت في شباط الماضي، إنها ستنقل استديوهات البث المباشر إلى الولايات المتحدة بعد التهديدات التي واجهتها في بريطانيا. واستأنفت القناة البث من لندن في أيلول.
وقبل انتقالها وضع عملاء “الحرس الثوري” خططاً لضرب استديوهات القناة التي مقرها في مجمع تجاري في غرب لندن، بتفجير سيارة مفخخة. لكن تغييراً طرأ على الخطة، مع تشديد الحراسة على مبنى القناة، وبدلا من تفجير سيارة مفخخة، قرر قادة “الحرس الثوري” أن “الهجوم بالسكين له فرصة أكبر في النجاح”. وحددوا مذيعين مؤثرين لطعنهما بالسكين.
ووضع عملاء “الحرس الثوري” خطة لاستهداف المذيعين اللذين أُشير إليهماً رمزياً بـ”العريس والعروس”. لكنّ خطة الهجوم أُحبطت من مهرب البشر نفسه الذي استأجروه لتنفيذ الهجمات وهو في الواقع عميل مزدوج، حسب قناة “آي تي في”،
لاسيما انه كان مجندا من قبل وكالة استخبارات غربية. وأطلع العميل جهاز المخابرات الغربي على خطط “الحرس الثوري” لاغتيال الصحافيين.
وتلقى العميل وعوداً بالحصول على امتيازات منها التنقل بسهولة بين إيران وسوريا دون الحاجة إلى وثائق وجوازات سفر، على أن تنقله سفينة إلى سوريا ومن هناك إلى إيران.
وتكشف الأدلة مرة أخرى التي حاول “الحرس الثوري” إخفاءها، عن الأسلوب الذي استخدمه الجواسيس الإيرانيون، الذي يشمل تأجير مجرمين دوليين، بدلاً من الأشخاص المؤدلجين، لتنفيذ اغتيالات في الخارج.
وقال العميل المزدوج إن “قادة (الحرس الثوري) قرروا مهاجمة الأهداف داخل منازلهم، في المصاعد، وعلى الدرج أو في الممرات”.