كتب مسعود محمد وباسل عيد: انتهز البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، فرصة قداسه عشية عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس، لتذكير أتباعه بأهمية السلام في ظل استمرار الحرب على غزة.
وذكًر رأس الكنيسة الكاثوليكية، التي يتبعها نحو 1.3 مليار كاثوليكي، المؤمنين برسالة عيد الميلاد “السلام على الأرض”، خلال قداس أُقيم في الفاتيكان مساء اليوم الأحد.
وفيما يتعلق بالحرب في الشرق الأوسط، قال البابا فرنسيس: قلبنا الليلة في بيت لحم، حيث مازال أمير السلام يرفض منطق الحرب الخاسر، مع زئير الأسلحة.”
يسوع تحت الانقاض
ألقت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة للشهر الثالث على التوالي بظلالها على أجواء احتفالات عيد الميلاد في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، فقد تقرر عدم إضاءة شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد كما هو المعتاد، والاستعاضة عن ذلك بمجسم لحجم الدمار الذي لحق بالقطاع.
ويمثل المجسم الذي نفذه الفنان الفلسطيني طارق سلع مغارة الميلاد وسط ما بدا أنه منزل مدمر، وأطلق عليه (الميلاد تحت الأنقاض) في إشارة رمزية للدمار الذي يشهده قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، إضافة إلى تماثيل لعائلة فلسطينية في أثناء النكبة.
وأُضيئت الشموع وأقيمت الصلوات في ساحة كنيسة المهد بحضور عدد من رجال الدين والمسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية والمواطنين.
وقال حنا حنانيا رئيس بلدية بيت لحم خلال حفل افتتاح العمل الفني “هنا غزة حاضرة، فالمغارة ليست عادية فهي مدمرة بفعل القصف، بين جدرانها تحتضن العائلة المقدسة من خلال شكلها الذي يماثل خريطة غزة، والأطفال الذين ارتقوا شهداء كالملائكة تنظر من السماء”.
ابو ردينه
أشار نائب رئيس الوزراء، وزير الإعلام الفلسطيني نبيل أبو ردينة، إلى ان الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة ومجازر غير مسبوقة، تستهدف الوجود الفلسطيني بأكمله، في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، الأمر الذي يتطلب وقفة عربية ودولية جادة لوقف هذا العدوان.
وأضاف أبو ردينة، في كلمة دولة فلسطين في اجتماع المجلس التنفيذي لوزراء الإعلام العرب المنعقد في العاصمة الليبية طرابلس، الأحد، أن “الأولوية الآن لدى الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية، هي وقف المذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني فورا، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر بشكل عاجل”، مؤكدا أن “إسرائيل ومن يدعمها في ممارسة العدوان يتحملون مسؤولية هذه الجرائم”.
وتابع: إن “الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا بدعم أميركي، تسببت بارتقاء آلاف المدنيين وارتكاب مئات المجازر التي ترتقي إلى جرائم حرب، وتحاول تهجير أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة”، مؤكدا أننا “لن تسمح بتكرار نكبة 48 وتهجير أي فلسطيني من أرضه مهما كان الثمن”.
وأشار أبو ردينة إلى أنه إلى جانب العدوان على قطاع غزة، “تواصل قوات الاحتلال عدوانها على الضفة الغربية بما فيها القدس، التي تتعرض لمحاولات عديدة لطمس هويتها العربية والإسلامية”.
وأكد أن “القدس خط أحمر، وشعبنا سيواصل النضال من أجل القدس ومن أجل تحقيق السلام والعدل، وأنه بدون تحقيق الأمن والسلام لشعبنا لن ينعم أحد بذلك، ولن نتنازل عن حقوقنا المشروعة وسنحافظ على القدس عاصمة دولتنا الأبدية”.
وشدد أبو ردينة على “ضرورة وجود توجه عربي مساند للمساعي الفلسطينية للضغط على الإدارة الأميركية لإجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانها وحربها على الشعب الفلسطيني”.
وقال إن “المطلوب هو تحويل الأقوال التي نسمعها من الإدارة الأميركية إلى أفعال، لأنها الوحيدة القادرة على إلزام إسرائيل”، مشيرا إلى أن “اللجنة الوزارية العربية والإسلامية كان لها أثر إيجابي بالتحرك الدولي لدعم القضية الفلسطينية”.
نتنياهو: اميركا لم تطلب منا عدم توسيع عملياتنا العسكرية
رفض رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة أقنعت إسرائيل بعدم توسيع عملياتها العسكرية، مشددا على أن “الجيش يتحرك وفقا للحسابات الإسرائيلية”، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وقال نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس وزراء العدو يوم الأحد: “إسرائيل دولة ذات سيادة. قراراتنا العسكرية تبنى وفقا لحساباتنا الخاصة”.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” السبت، أن الرئيس الأميركي جو بايدن أقنع رئيس نتنياهو، بوقف ضربة استباقية ضد “حزب الله” في لبنان بعد هجوم “حماس” في السابع من تشرين الأول الماضي، وفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
وكان نتانياهو أكد الأحد، أن تكلفة الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي “باهظة”، بعد مقتل 14 جنديا منذ الجمعة، بحسب “فرانس برس”.
وقال نتانياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة: “ندفع ثمنا باهظا للغاية في الحرب لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال”.
أرقام جديدة لضحايا العدوان على غزة
أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد، ارتفاع عدد شهداء القصف العدو الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 20424 شهيدا و54036 جريحا.
وأشارت الصحة إلى أن “القصف العدو الإسرائيلي على القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، أسفر عن استشهاد نحو 166 شخصا وإصابة 384 آخرين.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن “جيش الاحتلال يضلل المدنيين ويرغمهم على النزوح إلى مناطق يقصفها ويقتلهم فيها”.
وأضاف المكتب في بيانه: “طالب جيش العدو السكان ل8 أحياء في المحافظة الوسطى بالنزوح إلى دير البلح خلال الـ48 ساعة الماضية، وبعد ذلك نفذ 5 مجازر في ذات المنطقة التي طالبهم بالنزوح إليها مما أدى إلى ارتقاء 28 شهيدا و88 جريحا”.
ومن جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد، عن مقتل 9 من عسكرييه في المعارك الدائرة بالقطاع، ليرتفع عدد قتلاه منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 486، بينهم 158 منذ بدء العملية البرية، فيما بلغ إجمالي المصابين 1996، بينهم 826 منذ بدء العملية البرية.
من جانبه أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة اليوم، مقتل نائب مدير وكالة “الرأي” الفلسطينية أحمد المدهون، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الصحافيين إلى 101 منذ بدء الحرب في القطاع.
وفد من “الجهاد” في القاهرة
قال عضو في حركة الجهاد الإسلامي لرويترز، الأحد، إن وفدا من الحركة وصل إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين.
وتحتجز الحركة عددا من الإسرائيليين في قطاع غزة.
وقال المسؤول المطلع على المحادثات إنها ستتركز على سبل إنهاء “العدوان” الإسرائيلي.
وترفض حركة الجهاد حتى الآن أي اتفاقات جديدة لتبادل محتجزين بأسرى مع إسرائيل قبل أن تنهي حملتها العسكرية على القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة.
وكانت مصادر مصرية مطلعة قد قالت لـ”سكاي نيوز عربية” إن إسرائيل طلبت وساطة من القاهرة والدوحة لإبرام صفقة تبادل أسرى ومحتجزين في إطار هدنة إنسانية جديدة في غزة، قبل 10 أيام.
وباتت آمال الهدنة محط تداول في الأوساط الفلسطينية والإسرائيلية، لكنها لم تنضج بعد، بالتالي لم تتضح معالمها.
وشهدت هدنة إنسانية بين حماس وإسرائيل استمرت أسبوعا وانتهت في 1 ديسمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 أسيرا فلسطينيا.
لكن جهود تمديد الهدنة تعثرت، وتقول إسرائيل إن ما لا يقل عن 137 محتجزا يعتقد أنهم لا يزالون لدى حماس.