تصعيد جنوباً وخوف من انفجار اوسع هكذا وسم يوم امس وصباح اليوم الذي بدأ باطلاق 12 صاروخاً من جنوب #لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة والجليل الأعلى. وسجل قصف على عدد من القرى الجنوبية .
ولم يكن الاحتدام الواسع في المواجهات الميدانية بين “ا ل ح ز ب” وإسرائيل عند الحدود الجنوبية امس مفاجئا، اذ سبقته تقديرات وتوقعات متخوفة من انفجار أوسع عقب اغتيال أحد كبار المستشارين لدى الحرس الثوري الإيراني في سوريا رضي موسوي، بضربة صاروخية شنّتها إسرائيل على منزله في منطقة السيدة زينب بالقرب من العاصمة السورية دمشق. ومع ان تبادل المواجهات لم يخرج الى حدود بعيدة عن خطوط المواجهات المألوفة، الا ان اللافت فيها تمثل في استهدافات “نوعية” متبادلة على جانبي خط المواجهة اذ حصدت قتلى في الجانب اللبناني فيما أوقعت الكثير من الجرحى العسكريين في الجانب الإسرائيلي. وتبدو الساحة الجنوبية بذلك مقبلة على “وداع ” السنة 2023 بستاتيكو النزف الميداني المفتوح بلا أي افق واضح حيال المدى الزمني لوقف دوامة المواجهات بهدنة ترتبط بهدنة يجري العمل عليها بلا امال كبيرة في غزة، او بتسوية لا يبدو ان طريقها مفتوح لاعادة احياء الروح في القرار 1701 المجمد او المعلق تنفيذه حتى اشعار اخر.
وفي يوميات المواجهات على الحدود الجنوبية بين المقاومة الاسلامية من جهة والجيش الاسرائيلي في الجهة المقابلة، استشهد 3 أشخاص في غارة اسرائيلية استهدفت سيارة كانوا يستقلونها في سهل المعلية قرب القليلة في جنوب لبنان.
وتسببت الغارة بتضرر عدد من السيارات بعد أن استهدفت الشارع العام المؤدي إلى بلدة القليلة.
غارة على بنت جبيل اسقطت شهداء
أسفر العدوان الصهيوني على مدينة بنت جبيل ليل امس من خلال الغارة الجوية التي شنها الطيران الحربي على منازل المدنيين إلى استشهاد المواطنين علي بزي وشقيقه ابراهيم وزوجة ابراهيم شروق حمود.
عمليات كشافة الرسالة
وصدر عن غرفة عمليات الدفاع المدني في جمعية “كشافة الرسالة الإسلامية” البيان التالي: “عملت فرق الإطفاء في كشافة الرسالة الإسلامية على إخماد النيران التي اندلعت جراء القصف الصهيوني الذي إستهدف أحد المنازل في منطقة المعلية في بلدة القليلة، وتم نقل إصابات الى مستشفيات المنطقة”.
كما أفادت غرفة عمليات جمعية كشافة الرسالة الإسلامية (الدفاع المدني ) ان فريق الانقاذ في بلدة تولين نقل اصابتين بجروح بسيارات الاسعاف من جراء القصف المعادي الذي تعرضت له البلدة عصرا .
وشن الطيران الحربي الاسرائيلي، الثلاثاء، غارات استهدفت منطقة الكنيسة جنوب غرب بلدة ميس الجبل ومنطقة كروم المراح شمال شرق البلدة.
وشنت قوات الاحتلال غارتين على سهل القليلة، وقصفت المنطقة الواقعة بين الضهيرة وعلما الشعب. كما ألقت قذيفتين على خراج بلدة العديسة – محلة خلة التركمان، فوق وادي هونين وقصفت ميس الجبل ومحيبيب ورب ثلاثين.
وتعرضت اطراف بلدة عيتا الشعب منذ الثامنة والثلث من مساء الثلاثاء لقصف مدفعي متقطع مصدره مرابض العدو الاسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. وأغار الطيران الحربي المعادي على جبل بلاط في القطاع الغربي.
ونفذت مسيرة اسرائيلية عدوانا جويا بعد ظهر الثلاثاء، فشنت غارتين متتاليتين على منطقة مفتوحة بين بلدتي جبشيت وشوكين ملقية صاروخا موجها في كل غارة، وقد تردد دوي انفجارهما القوي في ارجاء منطقة النبطية.
المقاومة نعت شهيدين
نعت “المقاومة الاسلامية ” في بيان، الثلاثاء، الشهيد هادي حسن عوالا “حيدر علي” من بلدة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت والشهيد أحمد حسن الديراني “أمير علي” من بلدة قصرنبا في البقاع.
ميدانيا، شنّ عناصر المقاومة الإسلامية عند الساعة 03:30 من بعد ظهر الثلاثاء هجومًا جويّا على مقر قيادة مستحدث للعدو الصهيوني في محيط مستعمرة كريات شمونة (قرية الخالصة المحتلة) بطائرة مسيّرة إنقضاضيّة وتم تحقيق إصابات مؤكّدة.
كما استهدفت المقاومة عند الساعة 03:30 من بعد ظهر الثلاثاء، موقع البغدادي بالأسلحة المناسبة”.
واستهدف عناصر المقاومة عند الساعة 02:50 من بعد ظهر الثلاثاء، ثكنة زبدين بصواريخ بركان.
كذلك استهدفت المقاومة الإسلامية عند الساعة 01:45 من بعد ظهر الثلاثاء، قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بالأسلحة المناسبة. واستهدفت بعد ظهر الثلاثاء، تجمعاً لجنود العدو قرب ثكنة دوفيف بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
واستهدف عناصر المقاومة، غرفة رصد قرب ثكنة الشوميرا بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيها إصابات مباشرة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
كما استهدفوا صباح الثلاثاء موقع زبدين بالأسلحة المناسبة.”
فضل الله: أعددنا لكل مرحلة خطتها
قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله: “لقد أعددنا لكل مرحلة خطتها، ولكل مواجهة أسلحتها، وهذا ما يعرفه العدو جيدا من خلال الميدان، ولذلك فإن المقاومة الاسلامية تثبت اليوم معادلات جديدة تتعلق بحماية شعبها، فعندما تستهدف بيوتنا وقرانا، فإن منازل العدو ومستوطناته لن تكون بمأمن، وبالتالي، على العدو أن يدرك أن المنزل بالمنزل وأن الحقل بالحقل وأن استهداف المدنيين سيرد عليه بشكل سريع وحاسم، وإنه إذا كان يمتلك قوة تدمير وسلاح جو، فإننا نملك الإرادة والعزيمة والقرار الذي ننفذه في كل يوم، وعلى العدو أيضا أن يعرف أن كل نوع من أنواع المواجهة سيقابل بمعادلة في الميدان، وهذا يتم تثبيته في كل يوم”.
اضاف فضل الله خلال حفل تكريم احد شهداء (ا ل ح ز ب): “ان القرى الحدودية تدفع اليوم ضريبة الدم والنزوح والصمود والممتلكات دفاعا عن لبنان ومساندة لغزة، وهذا واجب وتكليف نقوم به بملء إرادتنا، وباقتناعنا أن هذا هو الطريق الصحيح لنحمي الجنوب ولبنان وشعبنا، لأن العدو إذا حقق أهدافه في غزة، فإننا لن نبقى بمنأى عن التداعيات والآثار، والعدو في كل يوم يتوعد ويهدد ويطلق المواقف، وقد تحدثوا عن الخطط الاستباقية التي وضعوها لاستهداف بلدنا في الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى”.
وتابع: “إن المقاومة عندما دخلت هذه المواجهة فضلا عن أنها كانت تنتصر للشعب الفلسطيني المظلوم، لكنها أحبطت مخططا إسرائيليا كان يُعد للبنان، ويريد العدو أن يباغتنا وأن يفاجأنا فيه متوهما أننا لسنا في حالة جهوزية أو استعداد، ولكن من الأيام الأولى عندما بدأت المقاومة عملياتها ضد العدو، وبدأت مواجهة اعتداءاته، كانت تقول له إنها جاهزة ومستعدة وحاضرة في الميدان، ولا يمكن أن يفاجأها هذا العدو بعدوان، ويظن أننا نائمون، ويأتي إلى بيوتنا ومراكزنا ومواقعنا، ويُغير علينا ويستهدفنا”.
فنيش: لا يمكن لأحد ثنينا عن قيامنا بدورنا
شدد الوزير السابق محمد فنيش خلال احتفال تكريمي أقامه (ا ل ح ز ب) لأحد شهدائه، على أننا “خبرنا طبيعة العدو الإسرائيلي، ولا يمكن لأحد أن يأتي ليثنينا عن تأدية دورنا، وبالتالي، لا عودة أبداً لمرحلة عرفنا فيها كل ألوان الاضطهاد والإذلال والحرمان والخضوع لإرادة المحتل، ولمرحلة دفن الرؤوس بالرمال، ومن يريد أن يدفن رأسه في الرمال فليفعل هو ذلك، وليهرب من مواجهة الحقائق وليبتعد عن تحمل المسؤولية، وأما نحن هنا في المقاومة، لن نقبل من أحد أن يعيد دفن رؤوس مجتمعنا في الرمال، بل سنبقى يقظين حاضرين مبادرين.”
وقال: “أننا لن نسمح لأحد لا بتهديد ولا بإغراء ولا بتهويل أن يثنينا عن المضي في طريق التصدي للمشروي الصهيوني، لأننا نعتبر أننا لسنا بمنأى عن تداعيات الصراع، فلو نجح العدو الإسرائيلي ومعه سيده الأميركي في بلوغ غاياته في تمرير مشاريعه التصفوية، عندها لن يكون لبنان بمنأى عن هذا، وإن سلبيات وتداعيات هذه الحلول تشكل خطراً مستقبلياً ومصيرياً على لبنان، عدا عن أن العدو الإسرائيلي يعلن جهاراً نهاراً أنه يتربص بمقاومتنا وببلدنا.”
وشدد على أن “التوقيت الذي اخترناه للتعبير عن مساندتنا للحق وعن الانتصار له، هو التوقيت الملائم لإجهاض كل ما يعدّه العدو، ولإجهاض مكر سيده الأميركي، ولمنع العدو الإسرائيلي ومعه الأميركي من أن يُدخلا بلدنا في متاهات يُنهيا فيها ما حققناه من إنجازات، وبالتالي، لن نسمح، ولن نقبل، ولن نسقط في حبائل لا وعود ولا إغراءات”.
تابع: “إن المتباكين على أمن لبنان والحريصين على الاستقرار وعدم التصعيد، عليهم أن يضعوا حداً لدعم هذا العدو، وأن يوقفوا العدوان وجرائم الحرب وينهوا هذه الجريمة والمذبحة التي تحصل على أرض فلسطين، وما دام ذلك لم يحصل، فإننا لا نعتبر أنفسنا في منأى عن أي خطر أو تهديد قادم، ولذلك، فإن المقاومة مستمرة في تأدية دورها في حضورها الميداني متكلةً على الله عز وجل وعلى عدالة ما تؤمن به، وعلى تشخيص قيادتها السليمة بطبيعة المرحلة وعلى حكمة قيادتها في إدارة الصراع، ومن يمتلك هذا العزم وهذا الوعي وهذا المجتمع وهذه العوائل التي تضحي وهذا الايمان، لا بد أن يفوز بإحدى الحسنيين.”
واعتبر أن “كل الادعاءات باحترام حق تقرير المصير وحماية الطفولة والدفاع عن حق النساء، قد تهاوت على أرض غزة،” مشيراً إلى أن “همّ الفكر العنصري والاستعلائي ينصَبّ على سيطرته ومصادرة إرادتنا وتقييد حريتنا، وعلى تأمين أمن الكيان الصهيوني في المنطقة للاستمرار في تأدية وظيفته في خدمة مشروع التسلط الأميركي على العالم العربي والإسلامي”.