كتب ابراهيم بيرم: تؤكد حركة “حماس” أنها ما برحت تتفاعل مع جهود الوسطاء القطريين والمصريين المتواصلة، بغية التوصل الى اتفاق يوقف العدوان الوحشي على غزة، والذي يقترب من شهره الثالث على التوالي. وهي تشدد مجدداً على ان المدخل الاساس لهذا الاتفاق هو وقف شامل وتام ودائم للعدون على المدينة وقطاعها، وبعد ذلك هي منفتحة لمناقشة الخطوات التالية.
وابلغ الناطق بلسان الحركة في بيروت جهاد طه الى موقعنا، “ان الوسطاء القطريين والمصريين ما انفكوا يبذلون جهودهم الحثيثة بهدف التوصل الى وقف شامل للعدوان الصهيوني، الذي هو بالنسبة الينا اولوية مطلقة،
وثمة بعض التقدم الذي يلوح في الافق، على الرغم من ان العدو يصعّد في الساعات الماضية من وتيرة عدوانه الوحشي، آملاً في كسر معنويات شعبنا المقاوم وإجباره على الرضوخ لمطالبه، وبالتالي اقناع العالم بأن يده هي العليا في الميدان، وهو امر تثبت زيفه وبطلانه نتيجة المعارك والمواجهات الدائرة في كل غزة، والاعترافات الاسرائيلية نفسها بسقوط قتلى من جنوده وضباطه، وبإقرار القيادة الاسرائيلية بحجم خسائرها على مدار الساعة في الميدان”.
ورداً على سؤال اكد طه، ان موقف فصائل المقاومة موحّد، ونحن نتحدث بلسان واحد وموقف واحد لا يشذ عنه احد. ونحن على يقين من أن توحيد الموقف المقاوم يعزز من حضورنا في معادلة التفاوض الاقليمية والدولية الدائرة منذ ايام.
وقال: “مع اقتراب العدوان على غزة من شهره الثالث على التوالي لا يمكن لأحد ان يتراجع عن مطلب ايقاف العدوان الذي يحقق ايقافاً للمجازر والجرائم التي ترتكب بحق ابناء شعبنا في غزة وقطاعها والضفة الغربية.
واكد رداً على سؤال آخر بأن “الحركة منفتحة على درس كل العروض والأفكار المتحركة التي تلي وقف العدوان، وحسب علمنا فان الأمور ما زالت في طور الافكار المعروضة. أملنا في ان نصل خلال الساعات المقبلة الى بلورة صيغة مقبولة من جانبنا، ونعتقد انها ستكون من مصلحة شعبنا الذي يقاسي”.
واذ رفض طه اي حديث عن مهلة زمنية لبلورة الحل المقبول والمفضي الى وقف النار، قال: “اننا نتعامل مع عدو لا يزال يبذل جهوداً كبرى لكي يظهرنا بمظهر الخاسرين وانه هو في موقع الكاسب، وكل هذا أمر نرفضه لأننا نعرف بالضبط موقعنا وحدود قدراتنا الميدانية وصلابة مجاهدينا وقوة ارادة شعبنا”.
وخلص طه الى القول: “ان موقفنا كحركة حماس يتلاقى في العمق مع الموقف نفسه الذي نادت به اخيراً الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث صوّت مندوبو ما يربو على 150 دولة عضو لمصلحة قرار جلي يدعو الى وقف للنار والعدوان، والسماح بفتح المعابر وادخال قوافل المواد الاغاثية والطبية الى المدينة وقطاعها للتخفيف من معاناة اهالينا الصامدين الصابرين. وعموماً نأمل ان تبلور الساعات المقبلة شيئاً ما يبشّر بوقف معاناة اهلنا في غزة”.