فريق أخباركم ـــــ أخبارنا
فيما ينتظر اللبنانيون ويدهم على قلوبهم مما سيعلنه الأمين العام (ا ل ح ز ب) حسن نصر الله اليوم، نتيجة تخوفهم من تحويل إسرائيل لبنان غزة ثانية، وادخال لبنان في مغامرة تصعيد على طريقة “لو كنت أعلم”، بعد ان تجرأت إسرائيل أمس، على اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري مع عدد من رفاقه في كتائب القسام في منطقة المشرفية في عقر دار حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت.
كثيرة هي التحليلات التي انهمرت بعيد إغتيال العاروري، منهم من ينتظر ردا قويا من الحزب على إسرائيل لكون نصر الله هدد إذا ما تعرض أمن الضاحية الى خطر سيكون هناك ردا عنيفا وكبيرا لتجاوز إسرائيل لهذا الخط أحمر والاعتداء على بيروت وتجاوز قواعد الاشتباك.
ومع هذا لا يعول اخرون على رد قوي على عملية الاغتيال الجبانة من قبل الحزب لانه سيزن الأمور بميزانها، اي ان الرد لن يكون قويا بما يكفي لإشعال الحرب، ولكن السؤال الأكبر كيف سترد إسرائيل على الرد إذا ما تحولت جبهة الاسناد في لبنان لغزة من الجنوب إلى حرب مفتوحة، وماذا إذا لم تنجح الدول الكبرى في لجم مثل هذا التصعيد وانفلات الساحة وكسر قواعد الاشتباك في الجبهة الشمالية، وهو من يريده رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لعله يحقق نصرا يعوض فيه هزيمته في غزة ويرفع معنويات جيشه ويمنع الولايات المتحدة من سحب السفينة الحربية ايزنهارو من المتوسط، اي يستمر في سياسة توريط الاميركيين بالدم الفلسطيني وبالطبع لن تترك واشنطن ربيبتها دون دعم ولن تتخلى عنها بأي حال من الأحوال.
لا يجد اللبنانيون اليوم ان اغتيال قائد فلسطيني على ارضه يستوجب ربما فتح حرب تدمر لبنان، رغم تهديدات حزب الله ولا يتوقع بعض الفلسطينين هنا ردا مزلزلا من الحزب لكونه في وضع صعب وقد يعتبر ان الرد يكون بمزيد من اطلاق الصواريخ وسيكون رده مضبوطا بدقة على وفقا للساعة الايرانية.
وبعيدا عن التكنهنات يبدو ان اسرائيل دخلت المرحلة الثالثة من حربها ضد غزة والشعب الفلسطيني بتكتيك جديد وهو اغتيال القيادات الفلسطينية في حماس خارج الاراضي المحتلة، والبداية كانت مسؤول حماس في الضفة الغربية الرجل المناضل والمنفتح على الحوار والذي يلقى احتراما واسعا في صفوف جميع الفصائل الفلسطينية وابناء الشعب الفلسطيني، فصالح العاروري كما وصف قائد فريد، رجل حوار ووحدوي، ومهندس المقاومة، ومفكر، ومتواضع، وواقعي ثوري، وهو طلب الشهادة ونالها.
وبينما يعم الحداد والاضراب اليوم مدن وقرى فلسطين على القائد الاستثنائي وقائدين آخرين في كتائب القسام هما سمير فندي “أبو عامر” وعزام الاقرع “أبو عمار” وعدد آخر نعتهم حماس امس.
وذكرت مصادر أمنية ان عمليت الاغتيال التي تمت بواسطة مسيرة اسرائيلية، اطلقت 3 صواريخ استهدف اثنين منهما الطابقين الثاني والثالث من مبنى سكني في المشرفية يوجد فيه مكتب لحماس، بينما استهدف الصاروخ الثالث سيارة اسفل المبنى.
وقالت “الوكالة الوطنية للاعلام” ان مسيّرة إسرائيلية استهدف مكتباً لـ«حماس» في المشرفية وأدّى إلى سقوط 6 قتلى.
وفيما أثرت إسرائيل الاختباء وراء جريمتها فلم تؤكد أو تنفي مسؤوليتها، تحركت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان وبدأت بتحضير شكوى إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة الاعتداء الإسرائيلي بناءً لتوجيهات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وحاول مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تبرير الاعتداء على ضاحية العاصمة اللبنانية “إننا لا نستهدف لبنان، ولا (حزب الله)، بل كل من تورط في هجوم 7 أكتوبر”.
وتحدثت معلومات إسرائيلية عن ان الاغتيال جاء عشية لقاء العاروري بنصر الله. ولاقت العملية إدانات في لبنان.
فيما اعتبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أن «هذا الانفجار هو توريط للبنان ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب عن لبنان»، داعياً “الدول المعنية إلى ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف استهدافاتها”.
وكان مسؤول إسرائيلي رفيع، قال مساء الثلاثاء، إن إسرائيل تستعد لـ”رد شديد” من قبل حزب الله اللبناني، على عملية اغتيال العاروري،
وأشار موقع “واللا” الإخباري إلى أن القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل “تلتزم الصمت المطبق، ويتجنبون التعليق على العملية”، فيما أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بأن جيش الاحتلال بحالة جهوزية وتأهب قصوى على الحدود الشمالية.
وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن “الاستعدادات الإسرائيلية تجري أيضًا (لمواجهة) صواريخ بعيدة المدى قد يتم إطلاقها من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية”، علما بأن حزب الله كان قد شدد على أن عملية اغتيال العاروري “اعتداء خطير على لبنان وتطور خطير في مسار الحرب”، مؤكدا أنها “لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب”.
ونقل مراسل الشؤون السياسية لموقع “واللا”، عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، تأكيدهما أن إسرائيل هي من نفذ عملية اغتيال العاروري، وشددا على أن “تل أبيب لم تبلغ الولايات المتحدة مسبقًا” بعملية الاغتيال، في حين أشار تقرير إسرائيلي آخر إلى أن إسرائيل أخطرت واشنطن بعزمها اغتيال العاروري، أثناء تنفيذ العملية.
من هو العاروري؟
ويعتبر العاروري شخصية رئيسية في حركة حماس، إذ كان العقل المدبر لعملياتها في الضفة الغربية من المنفى في سورية وتركيا وقطر، وأخيرا لبنان، بعد فترات طويلة في السجون الإسرائيلية. يتوقع اغتياله منذ فترة طويلة، قبل أن يستشهد. وقال في آب/ أغسطس الماضي، بينما كان يحثّ أهالي في الضفة الغربية المحتلة، على حمل السلاح، وسط تصاعد المقاومة: “بستنّى الشهادة، وحاسِس حالي طوّلت”.
وكانت إسرائيل تتهم العاروري منذ فترة طويلة بشن هجمات دامية على مستوطنين، لكن مسؤولا في حماس قال إنه كان أيضا “في قلب المفاوضات” المتعلقة بنتائج حرب غزة، وإطلاق سراح الرهائن الذي تتوسط فيه قطر ومصر.
وباعتباره مسؤولا كبيرا بالحركة في لبنان، فقد لعب دورا مهما في تعزيز علاقات حماس مع حزب الله اللبناني، ومن خلاله مع إيران. والتقى العاروري عدة مرات مع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وكذلك مع مسؤولين إيرانيين في لبنان.
وعُرف العاروري داخل حماس بأنه من أبرز المدافعين عن المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وتمتع بعلاقات جيدة مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
وكان العاروري قد ساعد في تأسيس الجناح العسكري للحركة، كتائب عز الدين القسام، واتهمته إسرائيل بتدبير هجمات أسقطت قتلى على مر السنين.
وتقول سلطات غسرائيل إنه كان وراء خطف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في الضفة الغربية في 2014، وهو العمل الذي أدى إلى هجوم إسرائيلي على غزة استمر لسبعة أسابيع، مما أودى بحياة 2100 فلسطيني.
مع استمرار احتلال إسرائيل للضفة الغربية، وتوسّع المستوطنات، وعدم وجود بصيص أمل في إقامة الدولة الفلسطينية، قال العاروري إنه “لا يوجد خيار آخر” سوى الانخراط في المقاومة الشاملة.
وكان أحد كبار مسؤولي حماس الذين يقفون وراء التوسع القوي للحركة في الضفة الغربية، حيث نفذ مسلحوها سلسلة من العمليات التي استهدفت مستوطنين على مدى أشهر مضت.
وبعد وقت قصير من إطلاق سراحه من السجن في عام 2011، كان العاروري أحد مفاوضي حماس المشاركين في صفقة تبادل المحتجزين مع إسرائيل.
ولد العاروري بالقرب من رام الله في الضفة الغربية عام 1966، وكان من أوائل المنضمين للحركة عندما تشكلت عام 1987، عندما أطلق الفلسطينيون شرارة انتفاضتهم الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي. وعندما أُطلق سراح العاروري في عام 2007، سرعان ما عاد إلى النضال. وسُجن مرة أخرى حتى عام 2010، عندما أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بإبعاده.