وصف واقعي للمرحلة الراهنة التي يمر بها لبنان والمنطقة جاء على لسان رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط، السبت، عندما توقع للحرب المندلعة في غزة وكذلك العدوان الإسرائيلي على الجنوب بأن يستمرا سنة أو أكثر، وان اي حديث عن توقف الحرب ستتوقف أو اقامة دولة فلسطينية “لا يجدي نفعاً”.
جنبلاط أكد أنه “يحاول مع الرئيس نبيه برّي والأمين العام ل(ا ل ح ز ب) حسن نصرالله والمخلصين في البلد تجنب توسع الحرب وإيقافها … علماً أن الحرب تتوسع في المنطقة ولا نعرف مغامرات العقل الإسرائيلي”، مشيرا في الشأن السياسي الداخلي، “ألا مؤشرات لانتخاب رئيس”.
عدا كلام جنبلاط، أتت المواقف السياسية الداخلية باردة، السبت، ليطغى عليها التطور الامني الذي تمثل بقصف اسرائيل سيارة على طريق البازورية في الجنوب، ما ادى الى مقتل عنصرين من (ا ل ح ز ب) احدهما القيادي في “فرع فلسطين” في “فيلق القدس” محمد حدرج.
أيوب تدعو (ا ل ح ز ب) للخروج من “محور خراب لبنان”
أكدت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائبة غادة أيوب أن “التلاعب بمصير اللبنانيين هو أمر مرفوض، ونحن في المعارضة وتكتل” الجمهورية القوية” مستمرون في معركتنا حتى النهاية”.
ودعت “اللبنانيين الذين ما زالوا مؤمنين بلبنان الدولة ان يكونوا بجانبنا فنتوحد لمواجهة مشروع جر لبنان إلى محور الممانعة، الذي لدينا نماذج عدة له في المنطقة من اليمن إلى العراق”.
وقالت في حديث لاذاعة “صوت لبنان”: “التخوين وإلصاق تهم العمالة التي نشهدها اليوم ضد حزب الكتائب والنائب سامي الجميل ليس أمرا جديدا”، مشددة على أن “فريق 14 آذار وتحديدا القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية قدموا الشهداء ولن يهابوا رسائل التهديد وهذا يزيدهم تمسكا بقضيتهم إلى النهاية “.
ودعت (ا ل ح ز ب) الى “أن يخرجوا من محور خراب لبنان ويتراجعوا عن مخططهم ويأتوا إلينا لنبني معا لبنان الدولة”.
وأضافت: “نحن اليوم في دولة بلا رأس، وممنوع علينا انتخاب رئيس للجمهورية تحت أي حجج إلا إذا كان رئيسا ممانعا والاسم الوحيد لديهم الوزير السابق سليمان فرنجية، ولكن معركتنا مستمرة لإيصال مرشح بمواصفات ومعايير وضعناها، ولن نسمح بوصول رئيس يقدم قرار الدولة إلى الدويلة”.
عزالدين: المنطقة بأكملها على صفيح ساخن
أكّدت عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائبة عناية عز الدين أن “لبنان يتأثر بالجغرافيا السياسية، وكما تأثّر بالحرب السورية عام 2011 وموجة النازحين السوريين الى لبنان وغيرها، لا يمكن إلا أن يتأثر بما يجري في فلسطين”، وقالت: “نحن في موقع الدفاع عن النفس على الحدود اللبنانية الفلسطينية، ونسمع تهديداً دائماً من العدو الاسرائيلي، ولكن ما زالت المواجهة مضبوطة رغم أن هناك بعض التصعيد في مناطق معينة إلّا أن التصعيد الى حرب واسعة يحددها العدوان”.
وأشارت الى أن “المنطقة بأكملها في وضع دقيق وخطير وعلى صفيح ساخن وعلى فوهة بركان، والتصعيد وارد، ولكن القراءة الدقيقة للأمور لا ترجح ذلك، إلا اذا قرّر العدو الاسرائيلي الهروب الى الأمام وتوسيع نطاق الحرب”.
ولفتت الى أن “المقاومة في لبنان أرست معادلات جديدة وبرهنت لكثير من الشعوب العربية التي عانت من هذا العدوان أن المقاومة تجدي، وبخاصة في جنوب لبنان حيث للمقاومة بيئة حاضنة وإلا لما كان حصل التحرير في العام 2000 ولما انتصرنا في حرب تموز 2006″، قائلة: “أن ما حصل في غزة من بطولات وإيمانهم الراسخ رغم الإجرام أعاد الإيمان بأن إرادة الحياة تنتزع الحقوق ويمكن أن تنتصر”.
وختمت بالحديث عن الملف الرئاسي اللبناني، ورأت أنه “في ظل التطورات الخطيرة التي تواجهها المنطقة مرت العديد من الملفات بمرحلة الجمود، وتحرك هذا الملف مجدداً من خلال اللقاءات والزيارات، وهناك حديث عن انعقاد اللجنة الخماسية مع بعض الأفكار المقترحة حول الموضوع، ودولة الرئيس نبيه بري أكّد أن “أي أفكار جديدة حول ملف الرئاسة نحن منفتحون عليها”، مؤكدة أن من يحمل مسؤولية تأخّر حسم هذا الملف هو كل الأطراف الذين لم يتجاوبوا مع دعوات الحوار التي دعا اليها الرئيس بري”.
قبلان: لرد الصاع صاعين
اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، ان “ما يجري الآن حرب تطال صميم المنطقة وصميم مصالح لبنان، وشهداء فيلق القدس شهداء سيادة لبنان وسوريا وفلسطين وباقي المنطقة، والحرب الآن لها ما بعدها، والصهيوني بمأزق لا سابق له سوى أنّ شراكته العسكرية مع واشنطن والأطلسي وباقي وكلاء المنطقة تساعده على محاولة إنعاش نفسه، والمطلوب ردّ الصاع صاعين وقطع شرايين وجوده في البرّ والبحر وكل ما يتعلّق بصميم كيانه الإرهابي، وما يقوم به أبطال فيلق القدس ولبنان وغزة واليمن والعراق وسوريا يصبّ بعمق مصالح المنطقة بما في ذلك صميم مصالح لبنان وفلسطين”.
“مجلس ثورة الارز” يحذر من تسوية على حساب الجمهورية اللبنانية
رأى “المجلس الوطني لثورة الأرز- الجبهة اللبنانية”، في بيان أصدره بعد اجتماعه الأسبوعي، أنّ “الأوضاع العامة في البلاد على مفترق مصيري خطير في ظل واقع سياسي مُقلق على الصعد السياسية والأمنية والإقتصادية والمالية والإجتماعية والديمغرافية”، متخوفا من “المستقبل القاتم”.
وأعلن المجتمعون أنهم في ظل الأجواء الحالية لا يستبشرون خيرًا “من كل الذين يُقاربون الأوضاع العامة بما فيها الإستحقاق الرئاسي وما من المفترض أن يليه دستوريًا، فهناك إفلاس كبير وموصوف على كل المستويات وهروب من الحقيقة المرّة ألا وهي الفشل”، مستبعدين “أي إنفراج على أي مستوى في ما خص كل الأمور العالقة والخطير في الأمر أنّ ملفًا في غاية الأهمية وهو الإستحقاق الرئاسي قد غُيِّبَ عمدًا عن أي مقاربة موضوعية”.
كما تخوف المجتمعون من “تسوية يُعمَلْ لها في الكواليس الدولية قد تأتي على حساب الجمهورية اللبنانية، كل هذه التسويات في ما مضى لم تَكُنْ تأتي إلاّ على حساب الشعب اللبناني والمؤسسات الشرعية المدنية والعسكرية، لا بل كانت السبب في زيادة الوصاية والإحتلالات ومصادرة القرار الوطني الحر”، وأعربوا عن رفضهم “أنْ تكون الجمهورية اللبنانية موّزعة حصصًا في ما بين اللاعبين الدوليين والإقليميين”، وشجبوا “أي إتفاق يُعمل له على مستوى إعادة تطبيق القرارات الدولية وخصوصًا القرار 1701 بشكل إنتقائي وإستنسابي”، معتبرين أن “المطلوب مواجهة موضوعية وعلميّة لهكذا تفاهمات قد تأتي على حساب لبنان، فلا المناصب ولا السلام المبني على توازن الرعب يقيمان العدل والسلام في المنطقة”.
عمليات المقاومة
فيما تواصلت الاعتداءات الاسرائيلية على عدد من المناطق الجنوبية، السبت، كان ابرزها استهداف سيارة في البازورية ومقتل عنصرين من (ا ل ح ز ب) احدهما القيادي محمد حدرج، نفذت المقاومة سلسلة عمليات ضد مواقع العدو، فاستهدفت بعد ظهر السبت تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة وأصابته إصابة مباشرة.
كما استهدفت المقاومة تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الضهيرة بالأسلحة المناسبة وأوقعت فيه إصابات مؤكدة.
واستهدف عناصر المقاومة تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط قلعة هونين بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.