إعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنطوان حبشي في مداخلةٍ له عبر محطة BBC عربي ضمن برنامج نقطة حوار، أنه لا يمكننا إلا أن نأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجدّ. مما لا شك فيه، إننا كلبنانيين نعرب عن أقصى التضامن مع القضية الفلسطينية وغزة؛ اذ نستغرب بالمعنى الإنساني أن يكون هناك صمت عن كل ما يجري فيها ، وأدعو العالم الى بذل كل الجهود الممكنة لتبني حل الدولتين. ولكن في الوقت نفسه كلبناني وبإسم الشعب اللبناني الذي أمثل، وأعبر عن صوته، نرى ان قرار الحرب والسلم في لبنان يتحكم به بشكل مطلق حزب الله، دون الأخذ بعين الإعتبار مصلحة الشعب اللبناني او إرادته. لذلك ما وجب فعله هو حثّ الدولة اللبنانية على إستعادة دورها والإمساك بسيادتها، لإتخاذ قرار الحرب والسلم، لأنه لا يمكن لحزب الله الذي يشكل جزء من لبنان المغامرة باللبنانيين من خلال فرض إرادته عليهم.
وأردف حبشي الواضح ان حزب الله يتفادى الحرب بالمطلق، وهو يصّعد كلاميًا. في وقت نرى ان خيرة الشباب اللبناني يموتون في الجنوب ودون جدوى الّا المجازفة بوضع لبنان في خطر الحرب.
وأكّد حبشي على أنه في دولة سيّدة لا يمكن لفريق ان يفرض عليها إرادته، فقرار الحرب والسلم يجب ان يكون في يد مؤسسات الدولة الرسميّة. وذكّر بما حصل في العام ٢٠٠٦، حين وعد أمين عام حزب الله السيد نصر الله يأنه سيكون لدينا صيف هادئ في لبنان. ولكنه بعدها قام بإختطاف جنديين إسرائيليين الأمر الذي أشعل حرب فرضها حزب الله، وكلّفت لبنان الكثير من الضحايا ودمار بمليارات الدولارات، قامت آنذاك الدول العربية بعملية اعادة البناء، واكتفى نصرالله ب”لو كنت أعلم”. لكن اليوم في حال نشوب الحرب من سيعيد الاعمار؟ في الوضع الحالي، لا يمكنه قول لو كنت اعلم او لا اعلم، لذلك لا يمكن ان يبقى قرار الحرب والسلام بيد حزب مسلح بينما غالبيّة الشعب اللبناني لا يريد هذه الحرب.
ويكمل حبشي، انا اعيش مع بيئة حزب الله في منطقة بعلبك الهرمل وأسمع منهم هذا الكلام كل يوم، جميعهم يتوجسون من الحرب، حتى من هم في كنف حزب الله لا يريدون هذه الحرب. اذا فعليًّا عن أية حرب نتكلم اليوم، لتخفيف الضغط عن غزة؟
اما بالنسبة للمساعي الفرنسية والأمريكية التي تبذل لمنع امتداد الحرب، والزيارات المكوكية للبنان التي تجري يقول حبشي، إن هذه الزيارات او المساعي ما هي الا للتفاوض، وحزب الله الذي يقول عن الولايات المتحدة الأمريكية “الشيطان الأكبر”، يقبل بها راعية لترسيم الحدود البحرية اللبنانية في الوقت الذي يُمنع على النائب او البرلمان اللبناني مناقشة بنود هذه الإتفاقية لتاريخه.
والحراك اليوم ، هو إستمرار لما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري عام ١٩٨٩ “نحن ضد تفريس الجنوب ونحن مع عروبة الجنوب”، اذا كيف سيكون عربيًا اذا كان زمام المبادرة بإتخاذ قرار الحرب والسلم هو بيد حزب الله؟ و مردود هذا التفاوض يعود لمحور الممانعة الممتد من ايران وصولًا الى لبنان.
وختم حبشي متسائلًا، هل نريد الزجّ بلبنان ومصيره وشعبه وخيرة شبابه في فم التفاوض الأمريكي الإيراني؟؟