كتب ابراهيم بيرم: ابلغت مصادر موثوقة الى موقعنا بأن لقاء عقد خلال الايام القليلة الماضية بين الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وزعيم تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية في الضاحية الجنوبية.
وكانت فرصة ليتم فيها التداول في التطورات والمآلات بين الحليفين. وقد اجاب نصرالله عن تساؤلات طرحها ضيفه عليه، ملقياً أضواء على التصورات التي يستند اليها (ا ل ح ز ب) ومحور المقاومة عموماً لمسارات المرحلة الحساسة والمصيرية في لبنان والاقليم، والتي تلت عملية “طوفان الاقصى” وكانت بمثابة زلزال ترك ارتداداته وتدعياته التي ما زالت تتوالى على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، اضافة الى ساحات اليمن والعراق وسوريا، فضلاً عن الضفة الغربية المحتلة.
ووفق المصادر اياها، فان السيد نصرالله كان مستعداً ليؤكد خلال اللقاء بأن الرهان الذي عقده جهاراً على “الميدان” وحده ليقول كلمته، وهو ما اعلن عنه بوضوح وشفافية في اطلالته الاعلامية الثانية التي تلت حدث 7 تشرين الاول الماضي، والتي أتت بعد نحو شهر على هذا الحدث المدوّي الذي شهده ذلك اليوم. فقد ثبت للحزب وللمحور كله بعد اكثر من مئة يوم من المنازلات والمواجهات في كل الميادين انه كان رهاناً في محله. اذا ان هذا الميدان المشتعل اظهر وقائع وحقائق ومعادلات متينة وصلبة لم تكن موجودة عند قيادات المحور ساعة اطلقت حركة “حماس” من دون علم (ا ل ح زب) وربما من دون علم آخرين، عمليتها النوعية (طوفان الاقصى) في اتجاه غلاف غزة الذي تعامل معه الكيان الصهيوني الغاصب على انه حصن حصين يدرأ عن عمق الداخل المحتل المخاطر والهجمات.
وهكذا تنقل تلك المصادر عن لسان السيد نصرالله تأكيده على ان “الميدان لم يخذلنا اطلاقاً، ولقد أثبت بما لا يرقى اليه شك صحة شعار وحدة الساحات الذي عندما اطلقناه قبل زمن، وتحثنا على انه صار منجزاً وامراً واقعاً، سارع كثر ليستخفوا بهذا الأمر ويعتبروه مجرد شعار في الهواء”.
واخذ السيد نصرالله وقته للحديث باسهاب عن ابعاد دخول “الاخوة في اليمن المعركة بقوة ليؤدوا الى جانبنا مهمة ودور الاسناد والدعم للاخوة المجاهدين في غزة والضفة. فالمعلوم ان هذا التطور الميداني الضخم غيّر الكثير من المعادلات والوقائع عندنا كمحور وعند اعداء هذا المحور ايضاً. وليس من مبالغة القول، بأن هذا الدخول غير المسبوق احدث انعطافة وتحولاً كبيرين، وعزز من موقع صنعاء ودفع بها من موقع الهامشي الى نادي اللاعبين الاساسيين في الاقليم، اضافة الى تقديمه اسناداً قوياً للاخوة المناضلين بشراسة في غزة”.
واضاف ان النتائج الاستراتيجية التي افرزها دخول اليمن في المعركة، سواء عبر باب المندب او عبر قصف المواقع الاسرائيلية في الداخل المحتل، ستتبدى اكثر في قابل الايام وستفرض على الجميع وخصوصاً الأعداء، إعادة النظر بكل حساباتهم وخياراتهم.
وذكرت المصادر اياها ان السيد نصرالله ابلغ الى فرنجية، ان (ا ل ح ز ب) ابلغ الى موفد الاتحاد الاوروبي بوريل خلال لقاء معه في زيارته الاخيرة الى بيروت قبل فترة، “اننا لسنا في وارد الدخول في حرب مفتوحة وواسعة مع العدو الاسرائيلي واننا نتعهد بأن لا نكون البادئين باشعال نار تلك الحرب، وبأننا نلتزم ان لا نكون السائرين نحوها، ولكن هذا الامر مقرون بشرطين:
- الاول اننا لسنا في وارد الكف عن اداء الدور الذي نقوم به منذ الثامن من تشرين الاول الماضي، وهو دور الجبهة المساندة والداعمة لغزة ولمقاومتها وشعبها الذي يتعرض لحرب ابادة جماعية حقيقية بشهادة العالم الحر كله. لا يمكننا ان نقف مكتوفين ونحن نعاين هذه الوحشية وهذا التغول الاسرائيلي حيال غزة وشعبها.
نحن قلنا ونردد بأننا سنوقف هذا الدور في اللحظة التي تتوقف فيها آلة القتل والتدمير الصهيونية جرائمها في هذه المدينة المحاصرة والمنكوبة والتي تجاوزت المئة يوم. - الثاني ان هذا التعهد سيقط حتماً وتلقائياً في اي لحظة نستشعر فيها ان هذا العدو قد فتح أبواب حربه الواسعة النطاق على لبنان. وعندها سنثبت في الميدان ما سبق وحذرنا منه، من اننا مستعدون لخوض حرب بلا سقوف مع العدو الاسرائيلي وسنريه ساعتها بأسنا. باختصار، قلنا لهذا الموفد ما نطلقه في خطابنا اليومي من اننا لا نريد حرباً واسعة، ولكننا جهزنا لها واعددنا العدّة اللازمة لخوض غمارها”.
في كل الحالات، تؤكد تلك المصادر بأن فرنجية دخل الى محضر اللقاء مع السيد نصرالله وحال من القلق تداخله، لكنه خرج منه وهو اكثر اطمئناناً وارتياحاً وثقة بالمستقبل.