بدأ الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، التحضير ليكون مرشحا رئيسا للحزب الجمهوري بالانتخابات العامة أمام الرئيس جو بايدن، وذلك بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية في نيوهامبشر ليلة الثلاثاء، الأمر الذي جعله يشدد قبضته أكثر وأكثر.
وجعلت انتصارات ترامب المتتالية في ولايتي آيوا ونيو هامبشر منه المرشح الجمهوري الوحيد في التاريخ السياسي الحديث الذي يفوز بأول مسابقتين للترشيح، الأمر الذي يزيد أيضاً من الضغوط على آخر منافسيه الرئيسيين، السفيرة الأممية السابقة نيكي هيلي، للخروج من السباق، وهو ما أصرت الأخيرة على أنه لن يحدث.
وقالت هيلي لمؤيديها في كلمة ألقتها بعد الدعوة لانتخابات ترامب: “هذا السباق لم ينته بعد، هناك عشرات الولايات المتبقية”. “والخطوة التالية هي ولايتي الجميلة كارولينا الجنوبية!”.
وقصدت هيلي التقليل من أهمية خسارة نيو هامبشر، لكنها أخطأت في ذلك كما يجد محللون، فانتصارات ترامب القوية في الولايات ذات التصويت المبكر أبطلت أي شك متبقٍ في أنه يسيطر بشكل كامل على الحزب الجمهوري، حتى في حين أنه لا يزال متورطا في محاكمات مدنية وجنائية في ولايات قضائية متعددة.
لكن لو ان ترامب خسر تلك الولاية، لكانت النتيجة ستنشط القوى المناهضة له في الحزب، الى جانب توجه هايلي إلى ساوث كارولينا كبديل صالح لترامب، حيث تطرح الحجة القائلة إنها تمثل مستقبل الحزب وهو يمثل الماضي لتجعل بذلك النتيجة النهائية غير مؤكدة.
ووفقا ل”رويترز”، فإن فوز ترامب المقنع سيكون مدمرا لهايلي، وسيحرمها من أي ادعاء بالقدرة على البقاء. كما سيظهر ذلك أن دعم ترامب واسع النطاق في جميع أنحاء الحزب، بحيث لن يكون هناك أمل كبير في إخراجه عن مساره.
وكانت هيلي راهنت في الاسابيع الماضية بترشحها في نيو هامبشر، حيث حصلت على دعم الحاكم الشعبي كريس سونونو، وصحيفة Union Leader الشهيرة.
كما حاولت لدى الأمم المتحدة مناشدة الناخبين المستقلين والمعتدلين الذين سئموا ترامب من خلال وصف الرئيس السابق بأنه عميل “الفوضى”.
من جانبه هاجم ترامب هيلي بشراسة، وسخر من اسمها الأول، واقترح كذباً أنها غير مؤهلة لتولي منصب الرئيس لأنها لم تولد في الولايات المتحدة، حيث هاجر والداها من الهند واستقرا في ولاية كارولينا الجنوبية في الستينيات.
فتحرك ترامب بقوة في الأيام الأخيرة لتسليط الضوء على الدعم الذي تلقاه من الجمهوريين البارزين، متطلعا إلى التعبير عن أن الحزب يلتف حوله.
وعشية الانتخابات التمهيدية، قام بحملته الانتخابية في لاكونيا مع ثلاثة منافسين سابقين تحولوا إلى مؤيدين، بينهم السيناتور تيم سكوت (جمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية)، وحاكم داكوتا الشمالية دوج بورجوم، وفيفيك راماسوامي.
وهذا الأسبوع، حصل على دعم خصمه اللدود السابق، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي انسحب من السباق وأيد الرئيس السابق.
يشار إلى أن المنافسة تتحول الآن إلى ولاية نيفادا، حيث يخوض ترامب الانتخابات الحزبية الشهر المقبل من دون معارضة كبيرة.
ومن هناك، سيتوجه إلى ولاية كارولينا الجنوبية، حيث تظهر استطلاعات الرأي أنه يتقدم بفارق كبير.
وبينما عوّلت هيلي على مسقط رأسها حينما قالت لمؤيديها في كلمة ألقتها بعد الدعوة لانتخابات ترامب: “هذا السباق لم ينته بعد، هناك عشرات الولايات المتبقية.. والخطوة التالية هي ولايتي الجميلة كارولينا الجنوبية!”، شارك ترامب ليلة السبت، في تجمع حاشد شارك فيه كل الجمهوريين الرئيسيين على مستوى الولاية ذاتها تقرّباً من سكانها.