كتبت عايدة الأحمدية: في ظل قرار الولايات المتحدة وبعض الدول، وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، تبرز مخاوف حقيقية بشأن خلفيات هذا القرار وتأثيره على ملايين الفلسطينيين وحقوقهم.
المسؤول عن الملف الفلسطيني في الحزب التقدمي الإشتراكي الدكتور بهاء أبو كروم، اكد لموقعنا “أخباركم اخبارنا”، ان وقف التمويل هو استكمال للضوء الأخضر المعطى للاحتلال لاستكمال حربه التدميرية على قطاع غزة، موضحاً انها خطوة متخذة سلفاً بتصفية القضية الفلسطينية وتشريد وتهجير الفلسطينيين وإنهاء حق العودة.
واعرب عن أسفه لانسياق بعض الدول وراء المنطق الإسرائيلي في التعاطي مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، مؤكداً أن إسرائيل عملت بشكل منهجي على تشويه صورة “الأونروا” وتجفيف تمويلها تمهيداً لإلغاء مهامها وتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حق العودة.
وتابع: “المؤسف في الموضوع أن الدول التي أوقفت تمويل “الأونروا” تبنّت الرواية الإسرائيلية من دون انتظار نتائج التحقيق الذي تجريه لجان متخصصة في الأمم المتحدة، وهذا يعني أن الرواية الإسرائيلية هي التي يتم تبنيها دولياً تماشياً مع ما تقوم به إسرائيل وإعطائها الضوء الأخضر من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية”.
وحول ما إذا كان لوقف التمويل صلة بقرار محكمة العدل الدولية، قال الدكتور أبو كروم: “هو تعبير عن مأزق تعيشه إسرائيل تجاه المؤسسات الدولية بعدما أصبحت معزولة وملاحقة بمجرد قبول دعوة جنوب أفريقيا في محكمة العدل التي أظهرت إسرائيل بأنها تقوم بالإبادة الجماعية تجاه الفلسطينيين”، ورأى أنه “من الواضح أنه كان هناك رد فعل على هذا القرار بدليل أن اتهام بعض الأعضاء من “الأونروا” هو اتهام قديم وليس جديداً، ولكن تم إخراجه إلى العلن الآن وبعد موضوع المحكمة”.
وعن دعوة الحزب التقدمي الاشتراكي الدول العربية إلى تعويض التمويل، أوضح أبو كروم أن هناك دولاً عربية تقوم بتمويل وكالة غوث اللاجئين بمشاريع محددة. وليس المطلوب اليوم أن تغطي الدول العربية كل تقديمات أميركا وبعض الدول الأوروبية، لأن المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية يجب أن تبقى في عهده الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. فالمعاناة التي تعرض لها اللاجئون هي نتيجة ما قامت به بعض الدول منذ أيام الاستعمار والانتداب والوعود التي قدموها، وبالتالي من الضروري جعلهم مسؤولين أمام الشعب الفلسطيني وامام اللاجئين، وليس المطلوب أن تقوم الدول العربية مقام المجتمع الدولي بما خص “الأونروا” وذلك لإبقاء هذا الأمر ضمن المسؤوليات الدولية، وإنما تستطيع هذه الدول عبر مشاريع موجهة إلى برامج محددة، كما لها عادة أن تفعل، حتى نبقي على وكالة الأونروا بوصفها الشاهد الوحيد على مسألة اللاجئين الفلسطينيين وعلى معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن موضوع وقف تمويل “الأونروا” لا ينعكس على الفلسطينيين في غزة فقط بل على الضفة الغربية والشتات، وهذا شيء يدل على أن هناك محاولة لتجويع الفلسطينيين، عدا عن طردهم وقتلهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ونأسف أن يكون هذا الأمر موجوداً اليوم على أجندة بعض الدول التي تتبع الموقف الأميركي من دون النظر إلى المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون.
ولفت إلى أنه لدى وكالة “الأونروا” بعض الإمكانيات للاستمرار حسب ما أعلنته هي حتى نهاية شباط أو آذار المقبلين، وبالتالي يجب أن تكون هناك صرخة يطلقها الجميع باتجاه دعوة كل الدول لكي تغطي بعض الحاجات الإنسانية الضرورية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
واشاد بموقف النرويج وغيرها ممن رفضوا وقف التمويل، واصفاً ذلك بالموقف المشرف، داعياً كل الدول القادرة على التمويل إلى التمثل بالموقف النرويجي.
ولفت الى أن قرار وقف تمويل “الأونروا” هو أحد أنواع الضغوط التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والتي تمارس بحقه، ولكن هذه الضغوط تطال الشعب وليس “حماس” أو غيرها من القوى الفلسطينية، وبالتالي هذا أمر مجحف بحق الفلسطينيين.
وأكد أن الرغبة الإسرائيلية في محاولة شطب “الأونروا” قديمة، والإسرائيليون يحاولون أن يفرضوا تفسيرهم على الأمم المتحدة بأن اللاجئ الفلسطيني هو اللاجئ الأساسي من دون نسله أي من دون أولاده والأجيال اللاحقة، وبالتالي هذا مفهوم خطير ونأسف أن تنقاد اليه بعض الدول التي لديها جانب إنساني وتتباهى بالتزامها بشرعية حقوق الإنسان.