كتب باسل عيد: التوترات مستمرة جنوباً في وقت غابت فيه المواقف السياسية، الاربعاء، في حين حضرت الهموم المعيشية والتي كان ابرزها توقف الشركات المستوردة للنفط عن تسليم مادة البنزين الى المحطات.
المشكلة تسببت بها جلسة إقرار موازنة العام 2024 في مجلس النواب من خلال ضريبة الدعم الاستثنائية. بدورها أعربت نقابة مستوردي المواد الغذائية، الاربعاء، رفضها لفرض ضريبة على الشركات المستفيدة من الدعم واصفة القرار بالمجحف. فهل يعيد النواب النظر في قانونهم المتسرع ، ام تظل الشعبوية سيدة الموقف؟
كل هذه الامور تجري بظل اقرار موازنة لا تستجيب لمطالب المرحلة ومطالب صندوق النقد الدولي وشروطه بالاصلاح الاقتصادي والمالي، فهي لا تتضمن أي إجراءات حقيقية للاصلاح الاقتصادي والمالي، بل تعتمد على إجراءات تقليدية ومؤقتة، وهي سترهق كاهل المواطن الذي يعاني من الفقر والازمات بمزيد من الضرائب الغير عادلة.
قضائيا، المجلس الدستوري لم يتوصل الى قرار في شأن الطعن المقدم من تكتل لبنان القوي في قانون التمديد لقادة الاجهزة الامنية، وبالتالي فإن التمديد وخصوصا لقائد الجيش أصبح نافذا حكما.
في الأمن، المواجهات في الجنوب مستمرة، المقاومة الإسلامية في لبنان – (ا ل ح ز ب)- نفذت 7 عملياتٍ جديدة خلال ال 24 ساعة الماضية واستهدفت فيها مواقع وآليات وتجمعات “جيش” الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية للبلاد مع فلسطين المحتلة، وتؤكّد تحقيق مجاهديها إصاباتٍ مباشرة. وقد أدت غارة اسرائيلية على منزل في بيت ليف، الاربعاء، الى استشهاد مواطن من آل حمود.
ولحقت اضرار مادية بمركز للجيش اللبناني جراء القصف المعادي على بلدة الضهيرة في القطاع الغربي.
من جهتها أعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في بيان، أن “طائرة مسيرة معادية نفذت غارة على ساحة بلدة بليدا وأصابت مباشرة سيارة إسعاف تابعة لنا”.
وأوضحت أن “المسعفين نجوا بعناية إلهية”، لافتة إلى أن “فريق الإطفاء في الجمعية يعمل على اخماد الحريق في أحد المباني المتضررة”.
واستهدفت قوات الاحتلال بالقصف المدفعي بلدة محيبيب، وألقت قنابل مضيئة في اجواء بلدة ميس الجبل.
كما قصفت المدفعية المعادية أطراف بلدة علما الشعب ويارين والضهيرة.
وشن الطيران الحربي المعادي غارة على بلدة بيت ليف.
كما اطلقت مسيرة معادية 3 صواريخ باتجاه أحد المنازل في بلدة بليدا، مما أدى إلى اشتعاله.
وشن الطيران الاسرائيلي غارة على أطراف بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل. وتزامن ذلك مع قصف مدفعي طال أطراف البلدة، مصدره مرابض العدو الإسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.
كما سقطت قذائف فوسفورية معادية و”هاون” على بلدة كفركلا، تزامنا مع تمشيط اسرائيلي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة. وطال قصف العدو بالمدفعية محيط تلة الحمامص بالقذائف المدفعية.
ونفذت مسيرة اسرائيلية عدوانا جويا حيث شنت غارة على بلدة يارون ، مستهدفة منطقة كانت استهدفتها بغارة مماثلة الثلاثاء ايضا .
وتعرضت الاطراف الشرقية لبلدة عيترون لقصف مدفعي متقطع مصدره مرابض العدو الاسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.
معلومات مهمة من اعلام العدو
وسائل إعلام العدو تحدثت عن تضرر 512 منزلاً بنيران حزب الله منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر وترواحت الأضرار بين أضرار جزئية أو هدم كامل وتوزعت الأرقام، وفق إحصاء رسمي:
– 131 منزلاً في المطلة.
– 43 منزلاً في كريات شمونه.
– 121 منزلاً في المنارة.
– 9 منازل في المالكيه.
– 11 منزلاً في أفيفيم.
– 25 منزلاً في زرعيت.
– 37 منزلاً في شتولا.
– 5 منازل في حنيتا.
– 130 منزلاً في شلومي.
قاووق: المقاومة استعدت لكل الاحتمالات
أكد عضو المجلس المركزي في (ا ل ح ز ب) الشيخ نبيل قاووق أن “المقاومة صعّدت من عملياتها النوعية كرد ميداني قوي على التصعيد الإسرائيلي، وأما العدو الذي يهدد لبنان، عليه أن يعلم أن المقاومة قد استعدت لكل احتمالات الحرب والتصعيد كمّاً ونوعاً، ونحن حاضرون في الميدان، ورجال الله هم أسود الميدان، وأبطال الحرب وصنّاع انتصاراتها”.
وشدد الشيخ قاووق على أن “المقاومة في لبنان مستمرة في عملياتها طالما العدوان مستمر على غزة، والمقاومون متّفقون على موقف واحد، وهو مواجهة العدوان حتى وقف العدوان على غزة، ورغم كل الضغوط العسكرية والإعلامية والسياسية، فإن هذا الموقف ثابت، ولن نبدل تبديلا”.
وأشار إلى أن “العدو الإسرائيلي يهدد ويريد أن يحقق المكاسب من موقع الهزيمة، علماً أن الذي يشجعه على التهديد، هو الموقف العربي الرسمي، فبعض الدول العربية لا زالت تمد يد المساعدة للعدو، وهناك دولاً عربية مطبّعة لم تقطع علاقاتها معه بعد، ولا تزال أعلام الكيان الإسرائيلي ترفرف إلى اليوم فوق عواصمها”. واعتبر ا أن “المطلوب محاكمة أميركا أولاً، لأنها الشريك الأساسي وصاحبة القرار في إطالة أمد الحرب”.
وختم:” إن أميركا اختارت أن تكون عدوّة لفلسطين ولشعوب الأمة والمقدسات، وهي تدفع اليوم ثمن سياستها العدوانية”.
فنيش: المقاومة ليست جزءا من الألاعيب السياسية الداخلية
شدد الوزير السابق محمد فنيش على أن “المقاومة في لبنان ليست جزءاً من الألاعيب السياسية الداخلية، وهي لم ترتضِ لنفسها يوماً أن تُدخل قوتها في الحسابات الداخلية أبداً، ولا نقبل لا مساومة ولا إغراء، ومنذ أن حررنا الأرض عام 2000، رفضنا كل الإغراءات، ولم نقبل يوماً أن يكون هناك بديل عن المقاومة، لا منصب حكومي ولا نيابي ولا إداري، فهذه مقاومة هي لمصلحة الوطن وللدفاع عن مصيره ومستقبله وأمنه، ولدرء المخاطر عنه وعن المؤيدين لها وحتى عن المعارضين لها سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوا، وبالتالي، على هؤلاء البعض أن يكفّوا عن مثل هذه المحاولات، التي بعضها ينُم عن جهل، وبعضها متعمّد من أجل تشويه دور وصورة المقاومة، ولكن في النهاية سينكشف ويسقط هذا الزيف، والمقاومة في فعلها واستمرارها تثبت مصداقيتها وحقيقتها”.
وقال: “لنا قواعد عملنا في الشأن الداخلي، ولنا آلياتنا المسموح بها بحسب دستورنا ونظامنا السياسي، ولا نخرج عن هذه الآليات، والدولة لها دورها، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها، ونحترم صلاحيات المؤسسات، وأما المقاومة، فهي شأن آخر لا صلة له بالحديث عن ملفات ومساومات وصفقات”.
وختم: “من يختلف معنا في المواقف الداخلية أو في استحقاق رئاسي أو حكومي أو في سياسات حكومية، فليختلف معنا، ولكن عندما يكون هناك حرب بيننا وبين العدو الإسرائيلي، ينبغي أن يلتفت البعض لأن لا يضع نفسه في الموقع الذي يخدم مصلحة العدو، فنحن نخوض مواجهة، والجميع ينبغي أن يلتفت إلى خطورة ما يواجهه لبنان، وبالتالي ننصح هؤلاء أن يكفوا عن محاولة استدراجنا، لأننا لن نستدرج إلى سجالات مع أحد، فهدفنا واضح، ومسار ونهج هذه المقاومة واضح، وبالتالي كل كلام يحاول أن يزيف الحقائق ويشوّه صورة المقاومة، هو كلام مردود ومرفوض، ولن نعطيه اهتماماً.”