كتب ابراهيم بيرم: خلت التقارير الواردة من جبهة الجنوب من انباء عن أي انشطة أو عمليات عسكرية لمجموعات حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” من الاراضي على طول الحدود الجنوبية الساخنة ضد المواقع والنقاط العسكرية الاسرائيلية في منطقة الجليل الاعلى في الاراضي المحتلة، وهما اللذان نفذا على مدى الاشهر الثلاثة الماضية عشرات العمليات المتنوعة والنوعية.
وعليه، اثير السؤال عما اذا كان هذا التوقف المفاجىء أتى بعد جردة حساب اجرتها قيادة الحركتين، كل بمفردها، ام انه نتيجة تشاور تم في غرفة العمليات المشتركة التي تجمعهما معاً حتماً بممثلي “حزب الله” وتنسق الخطوات الميدانية بينهم، خصوصاً وان ثمة من يشير إلى أن التجربة الفلسطينية الاخيرة في الجنوب شابتها نقاط ضعف وثغر عديدة، بل كانت محاطة بشبهات وثغر أمنية في محطات معينة؟ أو أن الأمر عابر ومرحلي وأن استئناف الانشطة والعمليات مرهون باعتبارات وحسابات عائدة الى طبيعة الميدان وتقلبات الاحوال والمعطيات فيه؟ أم أن مشاركتهما قد ادت غرضها الاساسي وهو “تأمين” غطاء فلسطيني كان الحزب يحتاجه لحظة اطلق العنان لعملياته، وهو غطاء اكتمل نصابه عندما وجدت مجموعات لبنانية اعلنت ولوجها الميدان.
وتشير التقديرات الى أن مجموعات الفصيلين الفلسطينيين قد نفذت عمليات نوعية، اذ تفردت بعمليات تسلل واقتحام جريئة لمواقع العدو الاسرائيلي ونقاطه في عمق الاراضي المحتلة، وهو أمر لم يقدم عليه (ا ل ح ز ب) لسبب او لآخر. ومما يذكر ان اولى عمليات الاقتحام تلك نفذتها مجموعة من حركة “الجهاد الاسلامي” مستهدفة الموقع الاسرائيلي الحصين (الجرداح وعرب العرامشة) قبالة بلدة الضهيرة الحدودية، وقد نجح افراد تلك المجموعة في الوصول الى الموقع والاشتباك للفترة مع حاميته. وقد اعترفت اسرائيل بمقتل ضابط وعنصر آخر من عناصر الموقع وسقط للمقتحمين عنصران، فيما قالت الجهاد ان آخرين عادوا بسلام الى قاعدة انطلاقهم. ووفق التقديرات نفسها، فان كلا الفصيلين خسرا ما لا يقل عن 26 عنصراً بينهم قياديون محترفون.
وكان من الطبيعي ان يكون النشاط الميداني الاخير لكلا الفصيلين، قد ساهم في ارتفاع اصوات معترضة في الداخل اللبناني، مبدية خشيتها الصريحة من تكرار تجربة مرت وفجّرت تناقضات في الداخل اللبناني.
وبناء على ما تقدم، فان السؤال عن الاسباب الجوهرية التي افضت اخيراً الى تجميد كلا الفصيلين لنشاطهما العسكري يكتسب شرعية وأهمية؟
القيادي في حركة “حماس” في لبنان وليد كيلاني، يكشف في تصريح لموقعنا اخباركم اخبارنا، بأن التجميد الظاهر للانشطة العسكرية لا يرتبط بقرار سياسي اتخذ بوقفها بقدر ما هو مرتبط بتطورات الميدان وتحولاته والوقائع المستجدة فيه.
ويضيف كيلاني: عندما اتخذنا قراراً بالمشاركة الميدانية لم تكن تساورنا أي رغبات بتكرار التجربة الماضية، بل كنا نحاذر مثل هذا الامر. فنحن كفلسطينيين مقيمين في لبنان منذ زمن بعيد، شئنا أن نعرب عن تضامننا ومساندتنا لشعبنا في غزة الذي يتعرض لحرب ابادة حقيقية ضجّ بها العالم وسارع الى التنديد بأهوالها ووحشيتها. وقد قلنا مراراً وتكراراً ومنذ زمن بعيد، اننا حرصاء على استقرار الاوضاع في لبنان، واننا لسنا في وارد تكرار تجربة مضت بصرف النظر عن رؤيتنا وتقييمنا لها، فبالنسبة الينا انتهى الى غير رجعة زمن النضال من الخارج الى الداخل عندما ولدت حركتنا (حماس) وفصائل ومجموعات اخرى في الداخل عام 1987، وانطلقنا منذ ذلك الحين في رحلة المواجهة من الداخل المحتل.
واستطرد قائلاً: وبالعموم، نحن قلنا ان مشاركتنا في الميدان الجنوبي هي مشاركة تضامنية وتحت سقف المقاومة اللبنانية التي يقودها “حزب الله” وبالتنسيق معه.
وخلص كيلاني الى القول: سبق واعلنا ان نشاطنا في الميدان الجنوبي سيتوقف تماماً عندما يتوقف العدوان الوحشي الاسرائيلي على شعبنا في غزة.
ما الاسباب الجوهرية وراء إيقاف “حماس”و”الجهاد” لعملياتهما من الجنوب أخيراً؟
نشرت في
