كتبت عايدة الاحمدية: حظيت زيارة الزعيم وليد جنبلاط إلى روسيا باهتمام بالغ، نظراً لِما حملته من رسائل سياسية هامة في ظلّ التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة. ففي خضمّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والاعتداءات المتواصلة على لبنان، والتهديدات بشنّ حرب شاملة، تأتي زيارة جنبلاط لتؤكد على أهمية الحوار والتنسيق مع الدول الفاعلة على الساحة الدولية، سعياً لِوقفِ العدوان وِحمايةِ الاستقرار في المنطقة.
تناولت زيارة جنبلاط مختلف المستجدات الدولية، حيث شرح وجهة نظره في هذه القضايا، واستمع إلى الموقف الروسي، من الحرب في أوكرانيا، إلى المستجدات في المنطقة، إلى ما يجري من عدوان إسرائيلي وحشي بحق غزة، وسبل وقف هذا العدوان، إلى الملف اللبناني.
وفي الملف اللبناني، كان تقديرٌ لمواقف جنبلاط وللحركة التي يقوم بها وحراك الحزب التقدمي الإشتراكي، والتشديد على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت، ووقف حالة الشلل الحاصلة على مستوى الحراك الرئاسي، وتحصين مؤسسات الدولة، خصوصاً في ظل الضغوط المتزايدة على الواقع اللبناني برُمّته، اقتصادياً كما أمنياً.
وتكتسب زيارة جنبلاط أهمية خاصة حيث تُعدّ روسيا من الدول المؤثرة على الساحة الدولية، ولها دور هام في الملفات الإقليمية، خاصةً في سوريا ولبنان.
كما ان زيارة جنبلاط أرسلت رسائل سياسية واضحة، أهمها، التأكيد على أهمية الحوار والتنسيق مع روسيا، خاصةً في ظلّ الظروف الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة.
وفي هذا الاطار اكد سفير لبنان في روسيا شوقي بو نصار ل “الأنباء” “أهمية الزيارة ، خاصةً وأنها تأتي في هذا الوقت الدقيق في ظل الظروف الشديدة الخطورة التي يعيشها لبنان والمنطقة نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية والتوترات التي ترافقها في أكثر من مكان، سواء في العراق وسوريا وصولاً الى اليمن والبحر الأحمر، وهو ما ينذر بانفجار واسع من شأنه تهديد الأمن والاستقرار العالمي”.
ولفت الى ان “كل ذلك يؤكد متانة وعمق العلاقات التاريخية التي بدأت أيام الاتحاد السوفياتي مع المعلم الشهيد كمال جنبلاط واستمرت وتعززت مع وليد بك وستبقى بالتأكيد مع تيمور جنبلاط، وفق ما يؤكد عليه المسؤولون الروس الذين يعبّرون دوماً عن موقف روسيا الثابت تجاه دعم لبنان واستقراره وأمنه. “
في الختام لا بد من التأكيد ان زيارة جنبلاط إلى روسيا خطوة هامة في الاتجاه الصحيح، وتصب في اطار المخافظة على العلاقات الجيدة مع جميع الدول، سعياً لِوقفِ العدوان الاسرائيلي وِحمايةِ الاستقرار في المنطقة وانجاز الاستحقاق الرئاسي كمدخل اساسي لاعادة انتظام الوضع في لبنان.