تصعيد غير مسبوق وصفي الدين مهددا: لن تمر.. حرب استنزاف مفتوحة في الجنوب، سقط نتيجتها الاربعاء 3 شهداء مدنيين وآخر من (ا ل ح ز ب) في استهداف اسرائيلي ردا على قصف انطلق من داخل الحدود اللبنانية واستهدف قواعد عسكرية اسرائيلية في صفد.
ورغم ان (ا ل ح ز ب) لم يتبن الهجوم، يطرح السؤال عن الجهة التي نفذته، في وقت طالب عدد من الوزراء الاسرائيليين بتغيير قواعد الاشتباك مع (ا ل ح ز ب) والدولة اللبنانية.
فرئيس الأركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي هاليفي أعلن من الحدود مع لبنان، ان “انجازات جيشنا امام (ا ل ح ز ب) كبيرة جدا جدا، وهذه ليست النقطة التي يجب التوقف عندها، وردنا متواصل”.
أما عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس فأكد أن “المسؤولين عن إطلاق الصواريخ من لبنان “ليسوا فقط (ا ل ح ز ب) أو العناصر الإرهابية، بل أيضا الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية التي تسمح بإطلاق الصواريخ من أراضيها”.
أما مستشار الأمن القومي الأميركي بالبيت الأبيض جاك سوليفان فأشار الى اننا “قلقين بشأن إمكانية مزيد التصعيد بين إسرائيل و(ا ل ح ز ب)”.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أنه بدأ سلسلة ضربات على لبنان ردا على استهداف صفد، الذي أدى إلى سقوط قتيلة (مجندة اسرائيلية) وإصابة 8 آخرين.
في المقابل، لفت ما أعلنه وزير الطاقة الإسرائيلية إيلي كوهين عن أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع (ا ل ح ز ب)، موضحًا أن حلفاءنا لا يريدون اندلاع حرب على جبهة لبنان ويحاولون إيجاد صيغة اتفاق.
وكثفت إسرائيل من اعتداءاتها على المناطق الجنوبية الأربعاء حيث تسبب بمجزرة سقط ضحيتها 6 شهداء في حصيلة غير نهائية في مدينة النبطية مساء بعدما نفذت مسيرة اسرائيلية عدوانا جويا حيث شنت غارة على المدينة، مستهدفة شقة سكنية ضمن مبنى مؤلف من 3 طبقات بمحاذاة محطة فلسطين في شارع مرجعيون في المدينة واطلقت باتجاهها صاروخا موجها احدث اضرارا فادحة، وتسبب بوقوع مجزرة راح ضحيتها عائلة مؤلفة من 6 اشخاص من ال برجاوي، معظمهم من النساء والاطفال.
وفي السياق، نعت جمعية هونين الخيرية حسين أحمد ضاهر برجاوي وعائلته الذين مضوا شهداء جرّاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على منزلهم الكائن في مدينة النبطية، وهم:
-زوجته أمل محمود عودة
-ابنته اماني حسين برجاوي
-ابنته زينب حسين برجاوي
-اخته فاطمة أحمد برجاوي وابنتها غدير عباس ترحيني، في حين تمكنت فرق الاغاثة من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الانقاض حيا بعد اكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين. كما تم نقل صهر برجاوي علي عامر واكثر من 6 جرحى الى مستشفيات النبطية.
وتسببت الغارة بأضرار ايضا في المباني المجاورة وفي السيارات المركونة جانبها وبشبكة الكهرباء.
ونتيجة الاستهداف الذي تعرضت له النبطية، صدر قرار مساء الاربعاء بإغلاق جامعات المدينة ومدارسها الخميس بالاضافة الى مؤسساتها ودوائرها الرسمية والخاصة.
واستهدف عدوان جوي اسرائيلي بعد ظهر الاربعاء بلدة عدشيت أدى الى ارتقاء شهيد وجرح 10 مواطنين، كما خلّف دمارا كبيرا في المؤسسات التجارية والمحال والمنازل والسيارات.
وفي التفاصيل أن الغارة المعادية التي استهدفت قرابة الثانية من بعد الظهر مبنى على طريق عام بلدة عدشيت الجنوبية، أدت الى تدميره بالكامل واحدثت اضرارا كبيرة في المؤسسات التجارية والمحال والمنازل المحيطة به، وحولت الشارع العام والمنطقة المستهدفة الى ساحة حرب حقيقية، حيث ارتفعت سحب الدخان والغبار، وانتشرت الردميات على طول الطريق، ووقعت اشرطة الشبكة الكهربائية والهاتفية على الارض وتضررت مباشرة، وتسبب عصف الغارة بدمار واضرار في كل المنطقة والسيارات المركونة في المحيط وعلى طول الطريق بمسافة اكثر من 300 متر.
وأدى العدوان الاسرائيلي الى ارتقاء الشهيد حسن علي نجم، وقد نعاه (ا ل ح ز ب) في بيان، كما عملت فرق الاسعاف التابعة للهيئة الصحية الاسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية والصليب الاحمر واسعاف النبطية على نقل 10 اصابات الى مستشفيات النبطية، فيما عملت فرق من الدفاع المدني على رفع الردميات والركام الذي تسببت به الغارة.
العدو الاسرائيلي ارتكب ايضا مجزرة في بلدة الصوانة الجنوبية، ذهبت ضحيتها عائلة المواطن جلال حسين محسن.
وفي التفاصيل ان الطيران الحربي الاسرائيلي نفذ قرابة الثانية الا ربعا من بعد ظهر الاربعاء عدوانا جويا حيث استهدف منزلا يقطنه المواطن جلال حسين محسن في بلدة الصوانة بصاروخين ما أدى الى تدميره وارتقاء ابنه الفتى حسن جلال حسين محسن (13 عاما) وزوجته روعة المحمد (سورية) وابنهما الرضيع أمير (عامان).
وعملت فرق الاسعاف التابعة للهيئة الصحية الاسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية والدفاع المدني والصليب الاحمر على رفع الردم من المنزل المدمر ونقل الجثامين الى مستشفيات في المنطقة.
كما استهدفت غارة معادية في بلدة الشهابية، منزلاً حيث توجهت سيارات الاسعاف الى المنطقة. كذلك استهدفت غارة اخرى منزلا على طريق ديرسريان- الطيبة، بالاضافة الى استهداف منزل بين الجبين ويارين. واغار الطيران الحربي الاسرائيلي على اطراف بلدات جباع ، سنيا، وخراج بلدة زحلتا في قضاء جزين.
وبالاضافة الى الشهيد علي نجم الذي استشهد في غارة عدشيت ونعته المقاومة، نعت المقاومة ايضا في وقت لاحق الاربعاء، شهيداً جديداً وهو ابراهيم حسين المستراح “كميل” مواليد عام 1978 من بلدة الطيبة في جنوب لبنان.
من جانبه اعتبر رئيس المجلس التنفيذي ل(ا ل ح ز ب) السيد هاشم صفي الدين، أن “العدوان الذي حصل اليوم (الأربعاء) في الجنوب اللبناني والذي استشهد جراءه عدد من المدنين والأطفال، لا يمكن أن يمر دون رد على الإطلاق”. وقال: “حتما سيكون هناك رد وهذا الرد سيكون بالمستوى المطلوب والمناسب، وإذا كان البعض يتخيل أن بإمكانه أن يحقّق أهدافا وغايات عجز عن تحقيقها في 2006 أو خلال سنوات المعادلات بين 2006 و2023، وأنه بإمكانه أن يحقّق هذا الغايات الآن، نقول له أنت مخطئ مرة أخرى، لن يتمكن العدو أن يحقق أيا من هذه الأهداف، مازلنا هذه المقاومة القوية المقتدرة الحاضرة في كل الجبهات”.