الثلاثاء, أبريل 22, 2025
22.6 C
Beirut

السنة لسعد: بايعناك بلا مصلحة!

نشرت في

أخباركم – أخبارنا
كتب باسل عيد: ثبت بالدليل الشعبي، الأربعاء، أن غياب سعد الحريري عن المشهد السياسي لسنوات، لم يبدل حقيقة المقولة التي أطلقها هو شخصيا من بيت الوسط قبل اعتكافه عندما قال حينها: “أنا بي السنة في لبنان”.

كثيرون راهنوا على أنه باعتزال الحريري، إندثرت الحريرية السياسية وبات سعد الحريري إسما من الماضي، وهو غاب عن أذهان معظم اللبنانيين لاسيما ابناء طائفته، وباتوا يطيرون الأفكار هنا وهناك من ان سعد “المحظور” مر في تاريخ السياسة اللبنانية وان دوره انتهى، وأن البحث جار عن “خليفة” له في الطائفة.

مرت السنوات والحريري صامت. والشك بدأ يساور جمهوره: هل فعلا مازال الرجل يحظى بتلك الشعبية الواسعة التي كنا نعهدها؟

ترك سعد فراغا ملموسا في الحياة السياسية اللبنانية، شعر به حتى ألد خصومه، وعلى رأسهم من قطعوا له في السابق “وان واي تيكت”، ولسبب معلوم مجهول بدأ “الغزل”: إرجع يا سعد فالبلد بحاجة اليك من أجل التوازن.

أين كان هذا “التوازن” عندما كان سعد في سدة السلطة؟ ألم يكن المغازلون أنفسهم اليوم هم من حرطقوا عليه في السابق؟ وهل ان هذا الغزل نابع عن قناعة او انه مجرد “تمسيح جوخ”؟

بالعودة الى مشهدية 14 شباط 2024. ضربت الحشود التي تدفقت الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحيطه كل ما قيل وقال عن “إنتهاء سعد”. تلك الحشود “المستقبلية” صرخت عاليا لسعد: “إنت بي السنة وزعيم الطائفة”، “نحنا منحبك من دون أي مصلحة”.

ولعل العبارة الأخيرة تختصر في طياتها معان يطول شرحها. “نحبك بلا مصلحة”. الحشود المؤلفة التي تقاطرت من كل لبنان وسدت مداخل العاصمة منذ الصباح وقبل حضور الحريري الى الضريح بساعات، والتي آثرت الوقوف بشيبها وشبابها واطفالها ونسائها تحت المطر الغزير، غير آبهة من البلل وصقيع الطقس، زحفت بمبادرة شخصية منها، فقط لتلقي التحية على دولته. رد الحريري لم يتأخر على وفاء المحبين، فهو رفض ان يحمل مظلة تقيه من المطر بعد قدومه الى الضريح، وفضل ان يتلقى جسده مياه الشتاء، شأنه كشأن عشرات الآلاف الذين كانوا يهتفون باسمه.

بالفعل “لا مصلحة”. فمعظم مؤسسات الحريري مقفلة بسبب ما تعانيه من أزمة مالية. لا مساعدات اقتصادية ولا عينية ولا اجتماعية ولا توظيف، كلها أمور لا تخفى على احد من أن مؤسسات “المستقبل” شبه مفلسة. فلماذا زحفت كل تلك الحشود؟

هي زحفت لأنها وفية. وفية لمن أعاد اعمار لبنان ببشره وحجره وقدم دمه فداء لترابه ولاستقلاله الثاني، ولنجله، صاحب الكف النظيف والقلب الأبيض، المحب بالفعل لبلده، رافع شعار “لبنان أولا”، معاهدينه بأننا سنبقى الى جانبك دوما، فعد الينا وابق بيننا لأن الطائفة ولبنان بحاجة اليك.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

وداعًا لراعي الفقراء… البابا فرنسيس يترجل عن منبر الإنسانية .. قادة العالم ينعونه ويشيدون بإرثه الإنساني!

✍️ بقلم: جميل نعمة – أخباركم / أخبارنا في لحظة مؤثرة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية...

🔍 الجماعة الإسلامية في لبنان: تاريخ من المقاومة وتقاطعات مع حماس وحزب الله

أخباركم – أخبارنا | تحليل سياسي – إعداد: مسعود محمد مقدمة: استهداف لا يمكن فصله...

More like this

وداعًا لراعي الفقراء… البابا فرنسيس يترجل عن منبر الإنسانية .. قادة العالم ينعونه ويشيدون بإرثه الإنساني!

✍️ بقلم: جميل نعمة – أخباركم / أخبارنا في لحظة مؤثرة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية...

برحيل البابا فرنسيس: هل سيتراجع صوت السلام بوصول بابا “ترامبي”؟!

أخباركم - أخبارنا/ الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحيم التوراني خلفت وفاة البابا فرنسيس، بابا...

المدن كالنساء… لكلٍّ جمالها، ولكلٍّ سرّها .. ما بين بيروت ونابلس بعيون أم زهير و بافيا!

أخباركم - أخبارنا/ بقلم: مسعود محمد الى رفاقي وأصدقائي في المنفى .. الى حسين...