نشرت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية تقريرا عن شبكة أنفاق سرية ومتطورة يمتلكها (ا ل ح ز ب)، أكثر تطورا من تلك التي لدى “حماس” في غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن طول تلك الانفاق يبلغ مئات الكيلومترات ولها تشعبات تصل إلى إسرائيل وربما أبعد من ذلك وصولا إلى سوريا.
ونقلت الصحيفة عن باحثين ومواقع إسرائيلية قولهم إن (ا ل ح ز ب) أنشأ خطة دفاعية مع عشرات من مراكز العمليات المجهزة بشبكات محلية تحت الأرض تربط ما بين بيروت والبقاع والجنوب اللبناني.
ويعود التقرير الى فترة الستينيات، حين بدأت المجموعات الفلسطينية التي كانت تبحث عن ملجأ في لبنان ونفذت هجمات صاروخية واقتحامات في شمال إسرائيل في حفر الأنفاق. استمر (ا ل ح ز ب) في هذا التقليد.
ويضيف التقرير، بأنه على عكس “حماس”، لم يحفر الحزب في الرمل والخرسانة وكان عليهم أن ينحتوا من خلال الصخور باليد، باستخدام مطارق الهواء أو الآلات الهيدروليكية التي تعمل بصمت.
كذلك، وبحسب التقرير، فإنه وبعد حرب تموز في عام 2006، وضع (ا ل ح ز ب) خطة دفاعية في حالة غزو إسرائيلي. تشمل هذه الخطة إنشاء عدة مراكز تشغيلية مجهزة بشبكات سرية محلية وأنفاق بين المناطق الرئيسية في بيروت ووادي البقاع وجنوب لبنان. في هذه المنطقة وحدها، يمتد طول الأنفاق التراكمي على مسافة عدة مئات من الكيلومترات. حتى بعض الممرات تخترق مئات الأمتار داخل الأراضي الإسرائيلية، مما يؤمّن طرق إمداد لوجستية في حالة إغلاق الطرق.
كذلك كشف عن وجود أدلة تشير إلى أن كوريا الشمالية، بخبرتها التاريخية في بناء الأنفاق داخل المناطق الجبلية والصخرية، قد ساعدت (ا ل ح ز ب) في وقت مبكر، في الثمانينيات والتسعينيات.
واشار تقرير الصحيفة الى شركة الجهاد للإنشاءات، التي كانت في الواقع مسؤولة عن حفر الأنفاق، بالاضافة الى منظمة “الأخضر بلا حدود” اللبنانية تعرضت قبل بضعة أشهر لعقوبات من الولايات المتحدة، بتهمة تغطية بناء المستودعات السرية وأنفاق تخزين الذخائر تحت الأرض.
واشار التقرير الى ان اسرائيل قامت بتحديد “الأنفاق القريبة”، وهي ممرات بسيطة تسمح للعناصر النخبوية في (ا ل ح ز ب) بشن هجمات مفاجئة على معسكرات إسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، هناك “أنفاق تكتيكية” أكبر حجمًا، مصممة لتسهيل إطلاق الصواريخ البالستية الإيرانية ذات المدى القصير (مثل Fateh 10) من تحت الأرض.
كما يضيف التقرير، بأن إسرائيل تعترف أيضًا بوجود “الأنفاق الناسفة” التي تم حفرها استراتيجيًا، وأُغلقت، وتركت في حالة سكون لسنوات. تم ملؤها بالمتفجرات التي يمكن تفجيرها عند الحاجة، مما يتسبب في الزلازل والانهيارات الأرضية وفيض دماري من التربة والحجارة – وهي تكتيك يُذكّر بالحرب العالمية الأولى.