أخباركم- أخبارنا
كتب ابراهيم بيرم: سفراء اللجنة الخماسية المولجة أمر الإشراف على انتخاب رئيس جديد في لبنان، عقدوا امس اجتماعاً في مقر السفير الفرنسي في بيروت، واللافت انهم خرجوا ببيان لا يستشف منه أي تطور دراماتيكي جديد، إلا انهم كرروا فيه أنهم في صدد إعادة التأكيد على المضي قدماً في المهمة الاساس المولجة اليهم، وهي “تسهيل ودعم انتخاب الرئيس العتيد الذي يفترض أن ينهي عهد الشغور الرئاسي القاتل”، معلنين انهم سيستأنفون في القريب حراكهم عبر لقاء آخر.
وبطبيعة الحال، تعددت المواقف والتكهنات حيال هذا الموقف غير الحازم والجازم للخماسية التي تعود انطلاقتها الى نحو سنة مضت.
ولقد كان لعضو تكتل لبنان القوي النائب الان عون رأي ينحو الى السلبية حيال مسيرة هذه الخماسية، ويرى صراحة أنها عاجزة عن الوفاء بمهمتها ما لم تفرض “منطق السلة التي تفترض تنازلات من كلا الفريقين لمصلحة خيار ثالث”.
ويقول عون في تصريح لموقعنا: إن حراك الخماسية بدأ اخيراً لابقاء الملف الرئاسي حياً، لكن ما نلحظه أن هذه الخماسية عجزت عن تحقيق اي خرق أكان عبر جناحها الفرنسي مع الموفد جان – ايف لودريان الذي تعثر في مساعيه، أو عبر جناحها القطري عبر موفد الدوحة الخاص “ابو فهد” الذي اخفق ايضاً في يكون بديلاً للموفد الفرنسي.
اضاف عون: ان الموفد الفرنسي لم يتمكن من الخروج من مقاربات نظرية عامة بقيت في حاجة الى ترجمة عملية لم تتوافر. اما الموفد القطري فقد حاول تسويق اسماء مرشحين للرئاسة، بعيداً عن الاضواء متكئاً على وسائل تقليدية مستمدة من تجربة عام 2008 (تجربة مؤتمر الدوحة) السابقة، متجاهلاً أو متناسياً أن الظروف تغيرت وأن اللاعبين ايضاً تغيروا منذ ذلك التاريخ.
واضاف عون: كل هذه الاسباب جعلت محاولات الخماسية ومساعيها تؤول الى اخفاق، وهي ستبقى كذلك ما دام لم يولد بعد الظرف الكفيل بانتاج تسوية كبرى. وفي اعتقادنا انها ليست قريبة المنال ودانية القطوف، الا عندما يصل جميع الافرقاء في لبنان الى قناعة فحواها أن مسألة الشغور الرئاسي لن تجد سبيلاً الى الحل من ضمن منطق السلة الذي يتطلب تنازلات من الفريقين والجهتين. وما دامت الخماسية تركض وراء اسم المرشح بدل السلة، ففي اعتقادنا انها ستبقى تراوح في مكانها بلا جدوى مهما تغيّر الموفدون ومهما طال الزمن.
وفي استنتاج له، يقول عون: مع كل التقدير لهذه الدول (اعضاء الخماسية) الصديقة التي ما انفكت تفصح عن اهتمامها وحرصها على لبنان وهي مشكورة جداً لهذا الجهد الذي لا يستهان بأهميته، إلا أن الخطير هو انها تعطي آمالاً مبالغاً فيها، ان لم نقل خاطئة لبعض القوى السياسية، مما يدفعها إلى الاستمرار بسقوفها العالية ورهاناتها غير الموضوعية، ويشجعها ايضاً على التعويل على جهودها ومساعيها، عوض أن تتواضع وتبدي إستعدادها لملاقاة الطرف الآخر عند منطق التسوية والواقعية.