خاص – “اخباركم اخبارنا”
تدور في اوساط الطائفة الشيعية “ازمة سياسية ” بعيدة عن الانظار، انطلقت وسرت سريان النار في الهشيم في اعقاب زيارة قام بها القائم بمهمات رئيس المجلس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب الى المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم في دارته ببيروت.
فما إن سرى نبأ هذه الزيارة، حتى انطلقت موجة إنتقادات حادة لما اقدم عليه الشيخ الخطيب انطلاقاً من امرين:
الاول، كون هذه الزيارة من الخطيب للواء ابراهيم غير لائقة بروتوكولياً، اذ انه يمثل الرئاسة الاولى للمرجعية الروحية الرسمية للطائفة الشيعية في لبنان، فيما اللواء ابراهيم كان على رأس جهاز امني رسمي مرموق، لكنه انتهى منذ ما يقرب من عام الى التقاعد، وبذلك لا يجوز للشيخ الخطيب أن يقوم بزيارته بشكل علني ورسمي.
الثاني، ان زيارة الخطيب للواء ابراهيم تشكل على نحو أو آخر، نوعاً من التحدي والاستفزاز لفريق شيعي سياسي اساسي يبدي ريبة من الحراك والطموح السياسي الواسع للواء ابراهيم، ويتوجس من سعيه الى اخذ مكان سياسي في منطقة جنوبية محسوبة بالكامل على حركة “امل” ورئيسها الرئيس نبيه بري. ومما يذكر ان ثمة في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى مَن يتهم الحركة وجمهورها بالوقوف وراء تنظيم هذه الحملة الشرسة على الشيخ الخطيب، خصوصاً ان الخطيب متهم من هذه الجهة السياسية بأنه عمل منذ تسلمه مهماته الحالية على اقصاء كل الجزء الاكبر من العاملين والموظفين في المجلس الشيعي وفي المؤسسات التابعة له، في محاولة مكشوفة منه لانهاء نفوذ الحركة على هذه المؤسسة التي أسسها وبعث الروح فيها مؤسسها الامام موسى الصدر.
وقد ظهرت حينها تباينات بين الطرفين لم تخفت الا بعد جهود بذلها مقربون من الطرفين، وفي مقدمهم القاضي السابق وعضو المجلس الدستوري الحالي عوني رمضان. وقد انتهت تلك الجهود الى زيارة قام بها الشيخ الخطيب الى الرئيس بري في مقره في عين التينة، فعدّ الأمر نوعاً من الهدنة والمصالحة “المشروطة”.