بقلم ناديا شريم – توفي الجندي الأميركي آرون بوشنيل بعد أن أضرم النار في جسده على مدخل السفارة الاسرائيلية المؤقت في العاصمة الأميركية بقدّاحة صغيرة أشعل بزّته العسكرية فيها.
أخي آرون…
بالطبع أنا لا اعرفك وبالتأكيد أنت لا تعرفني لكنك أنت أخي بالإنسانية مهما كان جنسك أو لونك أو دينك ،ربما تكون ملحدا أو مؤمنا ،مسيحيا أو يهوديا أو مسلما ،
أنت أخي بالإنسانية التي سقطت اليوم وانت تسقط شهيدها أمام باب سفارة دولة يدعي شعبها بأنه “شعب الله المختار “.
وإن سألتني عن وطني ،فأنا من لبنان من البلد الذي ما زال مصلوبا منذ أن وصل اليهود إلى فلسطين مدعين انها وطنهم وأن لهم حقوقا تاريخية فيها فقتلوا ودمروا وشردوا وهجروا واستباحوا الأرض والعرض وكل ذلك لأنهم “شعب الله المختار”.
أن سألتني عن وطني ، فأنا من صيدا وصور حيث وطأت أقدام المسيح ،انا من قانا حيث صنع اعجوبته الاولى أنا من الجنوب المعذب منذ خمس وسبعين عاما ، انا من لبنان الذي كتب عليه أن يكون جارا ل “شعب الله المختار”.
أن سألتني عن وطني ، فأنا من حيفا ويافا ، انا من غزة ،انا من بيت لحم حيث ولد المسيح ،من القدس ،من كنيسة القيامة ،من المسجد الأقصى الذي يستبيحه كل يوم “شعب الله المختار” ، فإلى متى؟
آرون…انت اليوم شهيد ، شهيد قريب من الله الذي يمثل الحق والحقيقة فإسأله:
اي شعب هذا الذي اختاره ليقتل النساء والاطفال ؟
اي شعب هذا الذي اختاره ليهدم منازل العزل ويشردهم؟
اي شعب هذا الذي اختاره ليمتص دماء البشر ويلعب بجثث الابرياء؟
أخبر الله يا آرون بأن “شعبه المختار”يختار الموت ويدمر الحياة…
أخبر الله يا ارون بأن “شعبه المختار”اغتصب وطنه،اغتصب فلسطين وصلبها وما زالت على درب الجلجلة…
أخبر الله يا آرون بأن هيرودس عاد إلى فلسطين وقتل أطفال غزة ولم يشبع من الدم من بعد…
أخبر الله يا آرون بكل شيء، اخبره ماذا يفعلون
أخبره كي لا يغفر لهم لأنهم يدرون ماذا يفعلون …
