أخباركم ــــ أخبارنا
أفادت جمعية “إمبرايس” – بيروت أن ” لبنان شهد عام 2023 ارتفاعاً مثيراً للقلق في معدلات الانتحار، حيث وصل إجمالي الوفيات إلى 168 حالة، وفقاً لأحدث البيانات التي جمعتها قوى الأمن الداخلي في البلاد”. ورأت أن “هذه الوفيات زيادة مثيرة للقلق بنسبة 21.7% عن العام 2022 وارتفاعاً كبيراً بنسبة 46% عن العام 2021. وتقترب هذه الأرقام من أرقام العام 2019، الذي شهد العدد الأكبر من حالات الانتحار خلال العقد الماضي. ذلك يؤكّد الحاجة الملحّة لمعالجة المخاوف المتعلّقة بالصحة النفسية، وتعزيز التدخل الفعال للحد من ارتفاع هذه المعدّلات”.
وأشارت إلى أن “الزيادة في حالات الانتحار لا يمكن أن تعود إلى سبب واحد. إضافة الى ذلك، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت هذه الزيادة تشير إلى ارتفاع حقيقي في عدد حالات الانتحار، أو أنها تعكس تحسناً في آلية التبليغ عن هذه الحالات. فالحديث عن الانتحار لا يزال من المحرّمات لدى كثر في لبنان، وغالبًا ما يتم إخفاء هذا الموضوع من أفراد العائلة أو البيئة المحيطة. والجدير ذكره أن حالات الانتحار لا يتم توثيقها كلها بدقة، وقد تختار بعض العائلات أو تطلب أن يتم الإبلاغ عن سبب وفاة الشخص بشكل مختلف”.
وذكرت إنها “بالتعاون مع معهد عصام فارس للسياسات العامة في الجامعة الأميركية في بيروت، نشرت في أيار 2023 وثيقة دقت من خلالها ناقوس الخطر أن العام 2023 قد يشهد زيادة في المعدل السنوي للانتحار. هذا التحذير استند إلى ملاحظة مفادها أنه في شهر آذار من العام 2023، شهد لبنان طفرة في التغطية الإعلامية لحالات الوفاة بالانتحار في البلاد، وأظهرت هذه التقارير الإعلامية فشلاً ملحوظاً في التزام المبادئ التوجيهية لأخلاقيات إعداد التقارير. وفي الشهر نفسه (آذار 2023) تم الإبلاغ عن 17 حالة انتحار”.
وقالت أن “الأبحاث أظهرت أن عدم التزام التقارير الإعلامية (التي تغطي حالات الوفيات بالانتحار) المبادئ التوجيهية الأخلاقية الدولية، قد يؤدي إلى ظاهرة تعرف باسم عدوى الانتحار، الأمر الذي قد يساهم في ارتفاع معدل الانتحار على المستوى الوطني”، لافتة إلى أنها “استجابة لهذه المخاوف، بادرت في أيار 2023 الى التعاون مع أصحاب المصلحة الوطنيين بما في ذلك البرنامج الوطني للصحة النفسية، والجمعية اللبنانية للطب النفسي، والنقابة اللبنانية للمعالجين النفسيين، وعقدت مؤتمرًا صحافيًا بالتعاون مع وزارة الإعلام ووزارة الصحة العامة، بهدف تسليط الضوء على أهمية تتبّع وسائل الإعلام المبادىء التوجيهية الأخلاقية خلال تغطية موضوع الانتحار”.
وأعلنت أن “1564 هو الخط الوطني الساخن للدعم النفسي والوقاية من الانتحار في لبنان”، وقالت:”إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه تعانون أفكارًا انتحارية، فإن خط الحياة الوطني يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ويوفر الدعم النفسي للأشخاص الذين يعانون ضائقة نفسية أو أفكارًا انتحارية، كما يحيلهم عند الحاجة إلى خدمات الصحة النفسية المتخصصة. إذا كنت صحافياً تقوم بتغطية عن موضوع الانتحار، فإن ذكر رقم خط الحياة الوطني (1564) في نهاية تقريرك سيساعد في إنقاذ الأرواح والحدّ من مخاطر انتشار عدوى الانتحار وينصح بالاستناد الى المبادئ التوجيهية لتغطية موضوع الانتحار الموثقة على هذا الرابط:
http://chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://www.aub.edu.lb/ifi/Documents/Ethical-Reporting-of-Suicide-in-the-Media-in-Lebanon.pdf
وتعليقا على التقرير قال النائب ملحم خلف في تصريح في يومه الـ412، في مجلس النواب: “هالني ما قرأته في الصحف الصادرة يوم أمس حول دراسة أعدتها احدى الجمعيات المتخصصة والتي احصت 168 حالة انتحار حصلت في لبنان خلال العام 2023، بزيادة 21,7 في المئة عن العام 2022”.
اضاف: “ما صدمني في هذه الدراسة انها تشير بشكل واضح وصريح الى ان هذه النسبة المرتفعة هي نتيجة الازمة العميقة التي يمر بها الوطن. وما آلمني أكثر هو انها تطال بشكل مرتفع الفئة العمرية ما بين 23 و32 سنة، اي الفئة التي من المفترض ان تكون الاكثر انخراطا وانتاجا لمشاريع تأسيسية لمستقبل يحلمون ببنائه”.
وتابع: “ان هذه الارقام الصادمة مع ما يترافق معها من نتائج للعدوان الاسرائيلي على قرانا واهلنا في الجنوب من قتل وتهجير، يجب ان يحثنا على اتخاذ القرارات العاجلة بتحصين الجبهة الداخلية من خلال قرار وطني تشاركي نواجه به الاخطار ونعيد انتظام الحياة العامة”.
وشدد على ان “استمرار الأزمة يزيد من أعداد حالات اليأس لدى الشباب اللبناني الذي أوصل عددا منه الى حد الانتحار”.
وقال: “إن مجتمعنا يستصرخ ضمائرنا، مجتمعنا يحتضر، وما الأعداد التي ظهرت إلا رأس جبل الجليد لمجتمع نازف قهرا ويأسا”.
واوضح “في العام 2023 حصلت 172 ألف حالة هجرة من القوى الحية. في العام 2023 أيضا، حصلت 168 حالة انتحار”.
وختم: “ما يعيشه الشعب اللبناني من هجرة وموت ويأس ومن انسداد أفق هو نتيجة الأزمة التي يتخبط بها الوطن، وهذه الأزمة المتمادية هي مسؤولية النواب الذين لا يأبهون لوضع حد لها وقد تجذرت بفعل عدم انتخاب رئيس للجمهورية. إن شعبنا يستغيث، شبابه يهاجر وبعضهم مات والآتي أعظم”، أقل ما يمكن عمله هو البدء فورا بانتخاب رئيس للبلاد يتبعه تكليف فتأليف حكومة. لعلها تكون صدمة إيجابية لبدء الخروج من الازمة”.