يبرز الإستحقاق الرئاسي في لبنان كمصدر قلق أساسي لحزب الله و سبب لتشنّجه المتزايد لإنهاء هذا الإستحقاق لمصلحة مرشّحه في أقرب فرصة. فمع تزايد التوقّعات حول إمكانيّة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يأتي تأخير الانتخابات الرئاسية اللبنانية كعامل قد يغيّر بشكل جوهري من سيناريوهات القوى السياسية في لبنان، خصوصاً “حزب الله”. ترامب، المعروف بموقفه الصارم و سياساته المتشدِّدة تجاه إيران، قد تشكِّل عودته تحدّياً مباشراً لقدرة “حزب الله” على تعزيز موقعه في الساحة السياسية اللبنانية و الإقليمية.
خلال فترة ترامب الرئاسية السابقة، شهدنا انسحاب الولايات المتّحدة من الاتّفاق النووي مع إيران و تشديد العقوبات عليها، ممّا أدّى إلى تعزيز العزلة الدولية لإيران و بالتالي تأثيرها على الجماعات المتحالفة معها مثل “حزب الله”. تُعتبر الانتخابات الرئاسية في لبنان فرصة لـ”حزب الله” لتعزيز موقفه، و لكن مع احتماليّة عودة ترامب، يبدو أنّ الحزب يسعى اليوم لضمان مستقبله و مستقبل ترسانته العسكريّة من خلال البحث عن تسويات و اتّفاقيّات تضمن مصالحه، و ذلك قبل الإنتخابات الأمريكيّة.
يشير الوضع الراهن إلى أنّ “حزب الله” يواجه تحدّيات مُعقّدة في ضوء المعارضة الداخلية الرافضة لأيّ تنازل في الملفّ الرئاسي. في هذا السياق، يظهر الهجوم الشرس على القوى السيادية هو جزء من استراتيجيّة أوسع للتفاوض من موقع قوّة، محاولاً تطويق المعارضة و دفعها للتنازل عن مطالبها.