في ذكرى 14 آذار، اعتبر رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل أنّ الذكرى تمثل إثباتًا تاريخيًا على قدرة الشعب اللبنانيّ على الاجتماع حول قضايا وطنية جامعة.
وقال الجميّل: “حضرت غالبية المكونات وعدد كبير من الأحزاب السياسية، في رسالة واضحة أنّ الجزء الأكبر من اللبنانيين متفق على سيادة الدولة ونهائية الكيان.”
ورأى الجميل في مقابلة مع “اندبندنت عربية” أنّ سياسة “تدوير الزوايا” مع رموز الاحتلال السوريّ، الذين بقوا متشبثين بإبقاء الجيش السوريّ في لبنان، أدت إلى التنازلات السياسية وتحييد رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود عن المواجهة. كما أدّى “التحالف الرباعيّ” في الانتخابات الأولى، التي تلت الانسحاب السوريّ في الـ26 من نيسان 2006، بين “تيار المستقبل” و”الحزب التقدميّ الاشتراكيّ” مع “ا ل ح ز ب” و”حركة أمل” إلى إضعاف وتفكك تحالف “14 آذار” وإفراغه من جوهره.
وتابع الجميّل: “توجّهت الضربة القاضية إلى تحالف “14 آذار” بالتسوية الرئاسية، التي حصلت بين معظم القوى السياسية عام 2016، والتي بموجبها انتخب ميشال عون رئيسًا للبلاد.”
وأكّد الجميّل أنّ “الخطيئة الكبرى” تكمن في التضحية بالمعارضة الشيعية، عند إبرام “التحالف الرباعيّ”، إذ همش دورها بشكل كامل.
وأشار إلى أنّ “مجموعة المعارض حبيب صادق ورفاقه كانوا يشكلون وزنًا كبيرًا، إذ حصدوا حوالى 70 ألف صوت في مناطق الجنوب. لو احتضنهم تحالف “14 آذار” لكانت اليوم معارضة واسعة وفعالة وكسرت هيمنة الثنائيّ على الطائفة الشيعية.”
وشدّد الجميّل على أنه “لو حظيت تلك المعارضة بالاحتضان الصحيح، لكانت اليوم تشكل نسبة من مقاعد الطائفة الشيعية في مجلس النواب وكسرت قدرة “الثنائيّ” على تعطيل العملية السياسية في البلاد.”
وقال الجميّل: “صحيح أن هناك أخطاء عديدة ارتكبها أركان هذا التحالف، إلا أنّ العوامل المحيطة كانت قاسية ومكلفة إلى جانب الضغط النفسيّ والأمنيّ.”
وأضاف: “في عام 2006 تسبب “ا ل ح ز ب ” بحرب مدمرة مع إسرائيل، ثم انتقل إلى محاصرة السراي الحكوميّ في وسط بيروت، لمواجهة الحكومة، التي انسحب منها حينها، ولاحقًا احتل العاصمة في السابع من أيار 2008، تزامناً مع سلسلة اغتيالات سياسية.”
وبالنسبة لثورة 17 تشرين، رأى الجميّل “أنها كانت محقة وتحظى بإجماع شعبي لكنها تعرضت للوحشية والعنف من قبل “ا ل ح ز ب” الذي استخدم كل الوسائل لحمايته للمنظومة الحاكمة وإفشال الثورة.”
وقال الجميّل: “لو كنا في بلد طبيعيّ حصلت داخله ثورة مماثلة على الفساد والأداء السيء لكانت نجحت وحققت أهدافها.”
وأوضح أنّ من يحمي “المنظومة الحاكمة هو “ا ل ح ز ب”، “الذي استخدم العنف والتظاهرات المضادة والاعتداء على المتظاهرين وتهديدهم باستعمال السلاح وافتعال مشكلات طائفية.”
واعتبر الجميّل أنّ “ا ل ح زب ” مستعد لضرب أية ثورة تهدد “المنظومة” لأنها واجهة سياسية يتحكم بها وتؤمن له الحماية والسيطرة على الدولة.