الثلاثاء, أبريل 22, 2025
22.6 C
Beirut

قرار كندا رمزي اسرائيل لا تشتري اسلحة منها!

نشرت في


كتب حلمي موسى : يسعد صباحكم. وتمضي الايام تأخذ منا وتعطينا والامل يتعاظم فينا بأن نهاية النفق قريبة وأن شمس حريتنا لا بد آتية. ورغم المعانيات والآلام فإن الفرج قريب والصبح قريب والحرية قريبة.

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تدهور مكانة إسرائيل في الحلبة الدولية. ويمكن لكل متابع للصحافة أن يدرك حجم الخلافات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو ليس فقط حول مجريات الحرب وإنما كذلك حول اليوم التالي. وسرعان ما انتقل الخلاف بين الإدارة وحكومة نتنياهو إلى الكونغرس والذي تجلى في خطاب رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر والسجالات التي نشأت بعده مع نتنياهو. كما من الملاحظ أن التظاهرات المؤيدة لفلسطين في كبريات المدن والعواصم في العالم تشهد على تغيير واسع في موقف الرأي العام العالمي وهو ما بدأ يؤثر حتى على قرارات الدول بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقد أضيف إلى ذلك مؤخرا مسلسل حظر تصدير السلاح إلى إسرائيل من عدد من الدول الأوروبية ومنها ما يعلن صداقته لإسرائيل. وقد انضمت لهذا المسلسل كندا في قرار لبرلمانها وحكومتها وتهديد ألمانيا باللجوء إلى هذا الخيار.
وبديهي أن إسرائيل في نظرتها الاستراتيجية ترى كل العالم في كفة وأمريكا في كفة أخرى. ولكن مع تفاقم التوتر مع الإدارة الأمريكية وخسارة مواقع نفوذ هامة في الشارع وجامعات النخبة وحتى في الوسطين الإعلامي والفني فإن إسرائيل صارت أشد حساسية للمواقف الأوروبية. ورغم أن وزراء إسرائيل يحاولون في تصريحاتهم الإيحاء بأن لا شيء يهمهم وأنهم قادرون على تجاوز كل الظروف إلا أنهم في قرارة أنفسهم يخشون من “أثر الدومينو” في مواقف الدول الأوروبية. وهذا يضعهم في حالة عجز عن محاولة موازنة العلاقة مع أمريكا خصوصا إذا لم تفلح مساعي اللعب على الخلاف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وقد كتبت “يديعوت” أنه حتى لو لم يكن للقرار الكندي أي معنى تقريبا على أرض الواقع، فإنه يعلمنا مكانة إسرائيل في العالم اليوم – بعد أقل من ستة أشهر من 7 أكتوبر. ونقلت عن مصادر مطلعة على العلاقة قولها: “كان العنوان مكتوبا على الجدار”. وقالت أن مصدر القلق: لن تكون كندا آخر من يغير سياستها.
وأشارت يديعوت إلى أنهم في إسرائيل، يخشون أن يؤدي قرار كندا أمس الأول بفرض حظر على الأسلحة على إسرائيل إلى إحداث تأثير الدومينو ودفع الدول الصديقة الأخرى إلى أن تحذو حذوها. هناك بالفعل دلائل مثيرة للقلق على أن الدول الصديقة الأخرى تغير سياساتها وتفكر في تأخير أو حظر الأسلحة على إسرائيل، بما في ذلك بريطانيا – التي ربما تعتبر ثاني دولة صديقة لإسرائيل في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية. كما تؤجل هولندا إرسال الأسلحة إلى إسرائيل. قطع غيار لطائرات إف-35، والحكومة تعمل على تغيير القرار.
ومن المهم التأكيد على أن القرار الكندي رمزي في المقام الأول. إسرائيل لا تشتري أسلحة من كندا، ولم تشتر كندا أسلحة من إسرائيل في العقد الماضي، من بين أمور أخرى، بسبب قوانين تصدير الأسلحة الصارمة التي يفرضها الكنديون. ومنذ اندلاع الحرب، أخرت كندا بيع 11 مركبة مدرعة للشرطة الإسرائيلية، كما منعت إرسال معدات للرؤية الليلية إلى جيش الدفاع الإسرائيلي.
مشكلة القرار هي أنه تعبير عن الوضع الصعب الذي تعيشه إسرائيل، ويظهر بشكل أساسي كيف أن العالم، الذي وقف إلى جانب إسرائيل بعد 7 أكتوبر، ينسى بسرعة. وتقول مصادر مطلعة على العلاقات بين إسرائيل وكندا إن «الكتابة كانت على الحائط» كما يقولون. ووفقا لهم، فإن المشكلة في كندا تنبع من النمو الكبير في التركيبة السكانية الإسلامية. وتعتمد الحكومة، التي تعتبر ودية للغاية، على الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليساري.
وبحسب أحد المصادر فإن “مشكلة مكانة إسرائيل في كندا تتعلق في المقام الأول بالتغير الديمغرافي في البلاد وتطرف الحزب الوطني الديمقراطي”. بالإضافة إلى ذلك، تقود النقابات العمالية في كندا منذ بعض الوقت خطًا قاسيًا مناهضًا لإسرائيل، مما يضغط على العناصر اليسارية في الحزب الليبرالي الحاكم والحزب الوطني الديمقراطي.
ومن جهة أخرى، أجرى السفير الألماني لدى إسرائيل شتيفان زايبرت، أمس (الأربعاء)، مقابلة مع قناة الأخبار 12، وقال إن: “ألمانيا ستدرس أي قرار بشأن بيع الأسلحة لإسرائيل”. بالإضافة إلى ذلك، قال زايبرت: “إن القيام بعملية عسكرية في رفح يكاد يكون غير وارد من وجهة نظرنا”.
وجاء رد إسرائيل سريعا على قرار كندا حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. إذ أعلن وزير خارجيتها إسرائيل كاتس أنه “من المؤسف أن الحكومة الكندية تتخذ خطوة تقوض حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ضد قتلة حماس الذين ارتكبوا جرائم فظيعة ضد الإنسانية وضد المواطنين الإسرائيليين الأبرياء، بمن فيهم كبار السن والنساء والأطفال. سوف يحكم التاريخ بقسوة على التحرك الحالي للحكومة الكندية. وستواصل دولة إسرائيل النضال حتى يتم القضاء على حماس وإعادة جميع المختطفين إلى ديارهم”.
وكتب زعيم المعارضة رئيس حزب “يش عتيد” يائير لابيد على حسابه على موقع X أن “قرار كندا بتعليق توريد الأسلحة إلى إسرائيل هو قرار خاطئ وضار وخطير. إن إسرائيل تشن حربا ضد منظمة إرهابية متطرفة وقاسية، والكنديون ببساطة لا يفهمون ما يحدث هنا حقا. وهذا لا يغير من حقيقة أننا نتوقع انهيار علاقات إسرائيل الخارجية بسبب حكومة شريرة ومهملة تديرها بطريقة فظيعة ومروعة”.
وكان زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومرقد عمد إلى تصفية الحساب مع نتنياهو بعد أن حمل عليه الأخير وفتح الباب لحملة تشنيع ضده بعد خطابه الذي قال فيه أن نتنياهو ضل الطريق وأنه يجب إجراء انتخابات مبكرة. إذ أفادت Punchbowl News أن نتنياهو طلب من شومر ترتيب اجتماع له عبر الفيديو مع أعضاء الكونغرس الديمقراطيين لكن شومر رفض الطلب. وعلل شومر رفضه بأن “هذه المحادثات لا ينبغي أن تتم “بطريقة حزبية”.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

وداعًا لراعي الفقراء… البابا فرنسيس يترجل عن منبر الإنسانية .. قادة العالم ينعونه ويشيدون بإرثه الإنساني!

✍️ بقلم: جميل نعمة – أخباركم / أخبارنا في لحظة مؤثرة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية...

🔍 الجماعة الإسلامية في لبنان: تاريخ من المقاومة وتقاطعات مع حماس وحزب الله

أخباركم – أخبارنا | تحليل سياسي – إعداد: مسعود محمد مقدمة: استهداف لا يمكن فصله...

More like this

🔍 الجماعة الإسلامية في لبنان: تاريخ من المقاومة وتقاطعات مع حماس وحزب الله

أخباركم – أخبارنا | تحليل سياسي – إعداد: مسعود محمد مقدمة: استهداف لا يمكن فصله...

🔍 العلاقة بين سرايا القدس والسلطات السورية: من الحاضنة إلى التوتر الصامت .. الجهاد: حضور متماسك وفعالية صاروخية محسوبة

تقرير سياسي – إعداد: مسعود محمد | أخباركم – أخبارنا لطالما شكلت سوريا قاعدة دعم...

#همسة_صباحية | السلاح الذي فقد وظيفته

✒️أخباركم - أخبارنا بقلم: مصطفى أحمد لم تعد المفردات مهمة كثيرًا: "نزع"، "تسليم"، "مصادرة"،...