كتب مسعود محمد: الضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية حسب الرواية السورية، ومبنى خارج القنصلية كما نشر بعض الناشطين ويقال ان المبنى سابقاً كان باسم “ادارة الشركة السورية الليبية للاستثمار الزراعي والحيواني”، هي ضربة لا تبشر بالخير وتؤكد استعمال نتنياهو لـ “التصعيد الاستراتيجي”، الإعلام الإسرائيلي أكد ان “إسرائيل” عززت استنفارها في ممثلياتها الدبلوماسية في العالم خشية من ردّ إيراني على هجوم دمشق.
بالمقابل، إيران أكدت بلسان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره السوري فيصل المقداد
“إن طهران تحمل إسرائيل المسؤولية عن تبعات الهجوم على قنصليتها في دمشق”.
واشدد على “أن الهجوم على مبنى القنصلية يشكل “خرقا لكل المواثيق الدولية”، واكد” أن إيران تحتفظ بحق الرد على الهجوم الإسرائيلي”.
المعارض الإيراني البارز السكرتير الاسبق للحزب الديمقراطي الكردستاني عبد الله حسن زاده قال لموقعنا اخباركم اخبارنا عن ضربة إسرائيل للقنصلية ” اولاً هذا خرق للقانون الدولي ولكن لا نتوقع من ايران الرد فهي تمارس الصبر الاستراتيجي كما تقول وهذا الصبر هو احد أصول الديانة الزرادشتية، وكذلك هي تفاوض مع الولايات المتحدة وهذا تحديداً ما يزعج نتنياهو، فهو يعلم ان ايران هي خلف كل ما يحصل في المنطقة”.
وعن “الصبر الاستراتيجي ” و علاقتها بالزاردشتية قال “تعلم الزرادشتية بأن النفس البشرية هي في صراع بين الخير والشر ولذلك توجد حرب داخلية في كل شخص لإختيار الخير ولنبذ الشر. ولكن الشيطان يوسوس دائما في أنفس البشر وعقولهم ويُحاول أن يُبعد الناس عن القرار الصحيح”.
وقال “لقد وسوس الشيطان كثيراً بعقل إيران ودفعها لاحتلال العراق وسوريا ولبنان واليمن كما تقول وهي تساهم بحرب اغرقت المنطقة بالآلام ودفع ثمنها 2 مليون فلسطيني وسقط منهم الآلاف ما بين قتلى وجرحى ولاجئين، آن أوان عودة ايران الى طريق الصواب وان ينتصر “اهورمازدا” على “أهريمان””.
وقال “لقد أبدعت الزرادشتية في تقديم الفلسفة الكاملة للحياة وعرف مؤسسها زرادشت بكونه الفيلسوف الذي لم يُفرّق بين الديانة والحياة. فإذا أخذنا اسم الله (أهورامزدا) وحللناه فسوف نجد أن الإسم مركب من (أهورا) وهو أسم مذكر في الفارسية القديمة ويعني (الحياة). والاسم الثاني(مازدا)، يعني الحكمة السامية أو العظيمة وهو أسم مؤنث. والمعنى الكامل للأسم (الواهب العظيم للحكمة والحياة) أو كما يترجمه معظم الباحثين (أهورامزدا ـ رب الحكمة والحياة). وهو اله واحد مطلق. وباستعمال الأسم المركب من المذكر والمؤنث معا يعني أن الله في الحقيقة، كائن مطلق، لا يُمكن تحديد جنسه أو حصره في جنس واحد. وإكراما لهذا المفهوم لأله النور الفارسي، يُقال بأن نوعا من المصابيح الكهربائية سُميّت(مازدا). وكذلك السيارات اليابانية التي تسمى (مازدا) فإن صانعها قصد بتسميّتها (السيارات الحكيمة). وأما أهريمان فهو الإله الباطل، رب الخراب والشرّ، واقف بالمرصاد لكل الأعمال الخيّرة التي يقوم بها أهورامازدا. وصراعه مع الخير والنور هو صراع الموت مع الحياة. والحكيم هو من يختار الأحسن، ولكن الأحمق يختار الأسوأ.
وتعتقد الزرادوشتية ان الله، إله الرحمة والحكمة والخالق لكل شىء حسن في العالم، ليس مسؤولا عن الشرّ الموجود في العالم. لأن الشرّ من صنع إله الشر أهريمان، ولا يعني هذا وجود أكثر من إله، لأن العالم مُنقسم الى عالم النور وعالم الظلمة، عالم الخير وعالم الشر، عالم الفوق وعالم التحت. ولذا تعتقد الزرادشتية بوجود صراع أبدي بينهما، ينتهي هذا الصراع بفوز النور على الظلمة، والخير على الشر، وفوز (أهورمازدا) وأعوانه وملائكته على(أهريمان) وأعوانه وشياطينه”.
سألنا زادة عن احتمالات تصعيد الحزب قال ” حزب. الله هو عنصر اساسي في الحرس الثوري وهو من ضمن عديده ويتبعه بالتراتبية ومالياً وسياسياً وعسكرياً وهو محكوم بالسقف الايراني، ويمارس الصبر ببراعة ويقدم الضحايا بدون تردد لتسلم وتبقى ايران، وهو يعلم ان قطار التغيير قادم الى المنطقة وان ايران ستركب هذا القطار وبالتالي هو سيكون بشكل طبيعي داخل هذا القطار والا ستكون هذه آخر حرب سيخوضها الا ان ايران لن تضحي به بسهولة فهو ابنها الشرعي ويشكل امانها ووجودها على حدود اسرائيل”.
منشد الحزب علي بركات عبر صفحته على منصة “إكس”، تعليقا على استهداف إسرائيل قنصلية إيران في دمشق كتب: “اذا الايراني ما بيضرب اسرائيل بطريقة مباشرة رح يضل الاسرائيلي مستوطي حيطه وكل كم يوم يضرب اهداف اله بسوريا انشالله هالمرة يكون الرد بشكل مباشر عالكيان مش عا مصالح اسرائيلية خارج الكيان”.
هل ينتصر آهورمازدا وبالتالي الخير على الشر؟ ايران تعرف المناورة وهي تفاوض لتنقذ نفسها وتكرس موقعها نحن نعارضها ولكن نعلم مدى صبرها وقدرتها على المناورة .