كتب توفيق الشعار لأخباركم- أخبارنا: نشر موقع “أخباركم أخبارنا” يوم 31 مارس 2024 عن مصادر موثوقة، ان وفد وزارة الخزانة الاميركية المتخصص في مكافحة عمليات تبييض الاموال ما زال موجودا في بيروت منذ ثلاث اسابيع وهو يتابع تنفيذ مهمة اوكلت اليه وعنوانها البحث في سد السبل التي تستغلها منظمات ومجموعات ارهابية لتهريب اموالها في الاسواق المالية اللبنانية التي تنتشر فيها بشكل واسع عمليات التحويل عبر شركات صيرفة بعيدا عن المسارب المصرفية المراقبة والمرصودة، نظرا للشلل الذي اصيبت به مصارف لبنان بعد ازمة الانهيار المالي قبل اربعة اعوام وسيادة نظام “الكاش موني ”.
وذكر الموقع أيضاً انه من المقرر ان يلتقي الوفد الامريكي قبل ظهر الغد مع جمعية المصارف في مقرها في وسط بيروت التجاري؛ وأن الوفد قد قرر تمديد فترة مهمته في بيروت “مما يوحي بأنه جاد في مهمته وليس في وارد التهاون”.
من الواضح ان حل هذه المسألة يتطلّب لجم اقتصاد “الكاش موني” الذي يزداد تفاقماً مع غياب الحلول الجادة حكومياً وعلى مستوى مجلس النواب لإعادة القطاع المصرفي في لبنان الى سابق عهده ونشاطه. إلا ان تفعيل المسار المصرفي لأجل ضبط حركة الأموال يتطلّب بادئ ذي بدء عودة الثقة بالمصارف وهذا أمر لا يمكن ان يمرّ دون إعادة الودائع للمودعين فوراً ولو بأقساطٍ لا تتجاوز الثلاث سنوات. دون ذلك لا يمكن عملياً لجم سيادة نظام “الكاش موني” وما يتخلّلها من عمليات تبييض الأموال. ان استمرار الوضع على ما هو عليه وتخاذل كل السلطات اللبنانية في معالجة عودة عاجلة لحقوق المودعين سوف يضرب كل جهود الوفد الامريكي بكل عوامل الفشل ويغادر لبنان صفر اليدين من أي إنجاز. أما إذا عمل الوفد الأمريكي مع المسؤولين اللبنانيين على عودة الودائع لأصحابها وعودة حقهم الدستوري والقانوني في صرفها والتصرّف بها ولو بضوابط عادلة ومعقولة، يمكن عندها ان تعود حركة تحويل الأموال عبر المسارب المصرفية مع عودة الثقة بالمصارف اللبنانية.
بكلام أوضح آن الأوان ان تُرفع العقوبات غير المعلنة على اللبنانيين وان يتم ضخ الأموال الى القطاع المصرفي من دول صديقة وشقيقة تهدف الى تمكين المصرف المركزي والمصارف من اعادة الحقوق لأصحابها دون إبطاء أو تلكّوء. انه الحل الذي خرجت به دول سبقتنا في الانهيارات المالية التي ضربت مصارفها كاليونان على سبيل المثال ولم يدفع المودعون فيها الأثمان الباهظة التي دفعها المودعون في مصارف لبنان.
ساعدوا لبنان كما ساعدتم غيره من البلدان، ترتاحون وتلتقي المصالح الخيّرة وتتحقق العدالة للمودعين بعيداً عن مكائد الحكومة وفذلكات جمعية المصارف المشبوهة وتقصير نواب الأمة.