بعد أيام يزور مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان السعودية حيث يلتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لمناقشة تطورات الاوضاع في المنطقة من جهة ومحاولة ترميم العلاقات الأميركية-السعودية من جهة أخرى خصوصا وأن هذه العلاقات تعرضت للكثير من الاهتزازات منذ بدء الحرب بين حركة حماس والإسرائيليين في السابع من شهر اوكتوبر الماضي ،لكن ماذا في تفاصيل هذه الزيارة؟
بحسب تقرير لموقع “أكسيوس”الاميركي فأنها سنناقش صفقة ضخمة محتملة” تشمل التطبيع مع إسرائيل ومعاهدة دفاعية بين واشنطن والرياض
ونقل الموقع عن 4 مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن زيارة سوليفان “تأتي ضمن جهود البيت الأبيض للعمل على صياغة معاهدة دفاعية بين أميركا والسعودية، وتفاهمات تتعلق بدعم الولايات المتحدة لبرنامج نووي مدني سعودي”.
وأضاف التقرير” أن المسؤولين الأميركيين يأملون في التوصل خلال الزيارة إلى “اتفاق ثنائي” مع السعودية، يتم عرضه بعد ذلك على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الجانب الإسرائيلي من الاتفاق “يتضمن الالتزام بمسار يقود إلى حل الدولتين”.
في هذا الوقت رفض البيت الأبيض التعليق ل “أكسيوس” بشأن التقرير،و لم تستجب السفارة السعودية في واشنطن على طلب من الموقع للتعليق حول المسألة ، صرح مسؤول إسرائيلي للموقع الأميركي: “كان هناك تقدم كبير في المحادثات بين الولايات المتحدة والسعودية حول مسودة معاهدة الدفاع الخاصة بهما. يريدون إنهاء الجانب الخاص بهم من الصفقة قبل وضعها على طاولتنا، ويقولون لنا: اقبلوها أو اتركوها”.
يذكر ان محادثات التطبيع كانت قد توقفت في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل والرد الإسرائيلي المتمثل بعمليات عسكرية مدمرة في القطاع الفلسطيني. لكن المحادثات استؤنفت في الأشهر القليلة الماضية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله، إن سوليفان “يعتزم إجراء محادثات مع ولي العهد السعودي بخصوص هذه القضية، لكنه لا يتوقع تحقيق انفراجة كبيرة”.
وذكر مسؤول أميركي ثان، أن سوليفان سيجري مشاورات واسعة النطاق بشأن عدد من الأمور، موضحا: “لم يزر السعودية منذ فترة وهناك الكثير مما يمكن مناقشته”.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد قال في 21 اذار الماضي، إن الولايات المتحدة والسعودية حققتا “تقدما جيدا” في المحادثات بشأن تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل، دون تقديم جدول زمني لإبرام اتفاق.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد صرح خلال فعالية لجمع التبرعات لحملته الانتخابية في نيويورك، الأسبوع الماضي، بأن السعوديين “على استعداد للاعتراف الكامل بإسرائيل”، وفق” أكسيوس”.
وأضاف بايدن: “لكن يجب أن تكون هناك خطة بشأن غزة، ويجب أن هناك مسار للوصول إلى حل الدولتين. لا ينبغي أن يحدث ذلك اليوم”.
ولا تعترف السعودية بإسرائيل، ولم تنضم إلى الاتفاقات الإبراهيمية التي طبّعت بموجبها الإمارات والبحرين والمغرب علاقاتها مع إسرائيل ،رغم أن إدارة بايدن بذلت جهودا حثيثة لإقناع السعودية بتطبيع العلاقات.
كما أنها تضع عدة شروط للتطبيع، من بينها حصولها على ضمانات أمنية من واشنطن، ومساعدتها في تطوير برنامج نووي مدني ، ومطالبتها بقيام دولة فلسطينية، وهو أمر جددت التأكيد عليه بعد الحرب في قطاع غزة.
أما نتانياهو فقد أعرب أكثر من مرة عن رفضه إقامة دولة فلسطينية، بالرغم من الدعوات الأميركية والدولية أيضا لتطبيق حل الدولتين ، فهل سيكون نتانياهو مرة أخرى المعرقل الأساسي لمخططات واشنطن في المنطقة ام ستنجح واشنطن هذه المرة بإحداث خرق بالتعاون مع حليفتها الاستراتيجية الرياض ؟