الثلاثاء, يناير 14, 2025
12.4 C
Beirut

لقاءات بري – التيار الوطني…أي نتيجة محتملة؟

نشرت في

كتب ابراهيم بيرم لأخباركم – أخبارنا: منذ اشهر عدة واروقة صرح الرئاسة الثانية في عين التينة تشهد حوارات ولقاءات مضمرة حيناً وعلنية حيناً آخر، بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وعضو تكتل “لبنان القوي” القيادي المخضرم في التيار الوطني الحر غسان عطاالله. وقد تكررت وتنوّعت مواضيع البحث فيها على نحو لم يعد بالامكان ادراجها في خانة الحراك السياسي اليومي، وصار ضرورياً البحث عن خلفياتها وما يمكن ان يبنى عليها مستقبلاً، خصوصاً انها تتم بين قوتين سياسيتين كانتا في حالة صراع طوال عقد ونصف عقد من السنين .

حسب المعلومات، فان صرح عين التينة قد فتح ابوابه اخيراً للمرة الخامسة (وربما السادسة) على التوالي لاستقبال عطاالله، منذ ان شغل الاخير المقعد الكاثوليكي الوحيد عن دائرة الشوف – عاليه في دورة الانتخابات النيابية الاخيرة .

وعليه، صار لزاماً على المتابعين ان يعتبروا ان هذه اللقاءات باتت دورية منتظمة، وتحولت حواراً مفتوحاً، علماً أن طرفيها كانا الى الامس القريب على خلاف، بل وثمة جولات صراع بينهما عبر السجال الكلامي وعبر احتكاك في الشارع كان ابرز محطاتها “غزوة” نظمها محسوبون على حركة “امل” الى المقر المركزي للتيار في الجديدة، في رحلة تحد واستفزاز على الرغم من أن الطرفين كانا حليفين لقوة اساسية هي “حزب الله .”

بناء عليه، يصير التساؤل عن ابعاد هذه اللقاءات المتواترة بين بري وموفد التيار والتبصر في احتمالاتها المستقبلية، امراً مشروعاً جداً .

ليس خافياً ان هذا الحوار المبدئي قد انطلق عملياً في اللحظة التي اظهر فيها التيار البرتقالي تبرّماً وضيقاً من موجبات تفاهمه المعلن مع “حزب الله” في شباط عام 2006، وبدا وكأنه مع دنو موعد خروج مؤسسه العماد ميشال عون من قصر بعبدا ايذاناً بنهاية ولايته الرئاسية، قد اتخذ قراراً نهائياً بالمضي الى افق سياسي آخر “يضمن له” تحرّره “من موجبات وتعهدات مرحلة قد ولّت، خصوصاً وانه خرج خاسراً ومهشماً رغم انه نجح في ايصال مؤسسه الى سدة الرئاسة الاولى، ورغم انه استأثر على مدى اكثر من عشر سنوات بالحصة المسيحية الاوزن في الدولة، من وزراء وكبار المسؤولين .

وبمعنى آخر، وجد التيار نفسه في لحظة ما في حاجة ملحة وعاجلة الى اخضاع ادائه وسلوكه السياسي منذ فوزه الكاسح في انتخابات عام 2005 الى اعادة نظر بسيرته ومساره، لكي يؤمّن موقعاً وحضوراً في ساحته المسيحية بعد تآكل رصيده فيها .

وفي المقابل، ثمة من يرى ان هناك حاجة عند بري للمضي في هذه العلاقة الانفتاحية كونها تؤمّن له وصلاً بالساحة المسيحية التي بدت في الآونة الاخيرة مخاصمة له .

ويؤكد النائب عطاالله، المتولي للقاءات الدورية مع الرئيس بري، في اتصال مع موقعنا بأن رحلاته المستمرة الى عين التينة وعلاقته المنفتحة والواعدة مع سيدها، تعود الى ايام كان فيها وزيراً ثم تعززت بعدما انتخب نائباً عن الشوف في الانتخابات الاخيرة “حيث طلب بري مني أن أكون رئيساً للجنة الصداقة اللبنانية – الغانية، اذ قال لي يومها انني حريص اشد الحرص على تمتين العلاقة مع دول القارة الافريقية، لذا اخترتك ان تتولى هذه المهمة .

اضاف عطاالله: ومنذ ذاك الحين اظهرت حرصاً على استمرار العلاقة والتنسيق معه، وعلى الاستفادة من هذا الوضع لترطيب العلاقة بينه وبين التيار الذي انا احد نوابه. ومن هذا المنطلق، كان حرصي على توضيح الصورة وازالة أي التباس وإزالة اي سلبية تظهر. وهذا ما فعلته عندما اوضحت للرئيس بري بأن موقف رئيس التيار النائب جبران باسيل من المبادرة الحوارية الاولى التي قدمها بري بعيد بدء الشغور الرئاسي ليس رفضاً مطلقاً، بل هو عبارة عن ملاحظات يبديها غايتها الاساس أن تكون المبادرة طريقاً مضموناً لطيّ صفحة الشغور الرئاسي .

وعن توقعاته بشأن نتائج هذا الحوار؟ اجاب عطاالله: ما زلنا في مرحلة توضيح الصورة سعياً الى وضع الامور في نصابها الطبيعي والتأسيس لعلاقة ثابتة ومستقرة، لذا لا يمكن اطلاق وعود حازمة بنتائج ملموسة قريباً.

واستطرد قائلاً: في لقاءاتي الاخيرة مع دولته، اوضحت له وجهة نظرنا القائمة على امرين :

  • ان الصراع الاقليمي المحتدم هو صراع يبدو بلا افق زمني، لذا يتعيّن علينا جميعاً ان نبادر الى بذل جهود للحيلولة دون امتداد النار الى العمق اللبناني من خلال العمل الجاد لتحصين الداخل، ومبتدا الأمر يكون بانتخاب رئيس جديد واعادة تكوين سلطة ثابتة وشرعية .
  • كما اكدت ضرورة ان تجد مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” تحصينات وحوافز داخلية تسمح لها بالاستمرار .

وذكر عطاالله ان زياراته لعين التينة لا تنحصر فقط بهذين الملفين رغم اهميتهما، بل “لدينا رغبة بأن تكون مقدمة لفتح ورشة نقاش وحوار حول العلاقة المستقبلية بين التيار والحركة الى ملفات اخرى من شأنها تطوير النظرة المشتركة الى ملفات اساسية بحاجة الى توافق وطني، خصوصاً ان احداً لا ينكر حراجة المرحلة في المنطقة عموماً بفعل العدوان الوحشي الذي تنفذه اسرائيل منذ اكثر من ستة اشهر على غزة وقطاعها .

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

الاتفاق خلال 24 ساعة (تفاصيل الاتفاق) .. أمير قطر يستقبل وفد حماس .. حماس: تعلن عن تقدم .. القناة 14: إسرائيل وافقت...

أخباركم - أخبارنا/ تقرير فلسطين السياسي يبدو ان الوضع أصبح أقرب من أيّ وقت مضى...

جعجع : سنكون خارج أي حكومة تلحظ في بيانها الوزاري معادلة “جيش وشعب ومقاومة “

أخباركم-أخبارنا أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "القوات اللبنانية" ستكون خارج اي حكومة...

جبران باسيل في حديث لـLBCI: اختيار نواف سلام لرئاسة الحكومة خيار إصلاحي وتوافقي

أخباركم - أخبارنا أكد رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، في مقابلة مع...

وفد من قيادة حركة حماس يلتقي أمير قطر لبحث جهود وقف إطلاق النار في غزة

أخباركم - أخبارنا في إطار الجهود المستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في...

More like this

القصيفي لموقعنا: ما يجري الآن في لبنان يمثل تحولاً كبيراً في مآل الأزمة اللبنانية

أخباركم - أخبارنا/ جميل نعمة إعتبر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، أن ما...

خطاب القسم إنقلاب على الإنقلاب

أخباركم - أخبارنا/ يوسف مرتضى شكّل اتفاق الطائف عام ١٩٨٩ جسر عبور للبنان من...

مسار تشكيل حكومة العهد الجديد ينطلق غدًا فمن سيكون رئبس الحكومة المكلف؟

أخباركم - اخبارنا/ عايدة الأحمدية تتجه الانظار الى مسار تشكيل حكومة العهد الجديد، الذي...