شيخ العقل يدعو للوحدة واحترام الدستور دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى الى رفض الاصوات المنادية بصيغة التشرذم والتقسيم واكد ان لبنان لا يبنى الا على قاعدة ذهبية ثالثة وهي ان تحافظ كل طائفة على شريكتها في الوطن وللتصدي لاي اعتداء على الوطن منبها من خطورة استقواء أي مجموعة وطنية على أخرى، مهما كانت الدوافع والمبررات ، مطالبا باحترام الدستور والإسراع في عمليات الانتخاب والتعيين وفق الأصول الدستورية. مواقف شيخ العقل جاءت في كلمته خلال الافطار الجامع الرسمي والروحي ، الذي أقيم في دار طائفة الموحدين الدروز في بيروت، بدعوة من مشيخة العقل والمجلس المذهبي وقال الشيخ ابي المنى” أجدها مناسبة للتعبير عما يجول في خواطرنا، كقادة روحيين، ولا أظن أحدا منا يعارض أحدا، وإن كنا لم نفلح حتى الآن في عقد قمة روحية منتظرة بسبب تسارع المستجدات، لكنها قائمة باستمرار في ما بيننا، وما زلنا نشرع الأبواب لها ولأي لقاء جامع يترجم حقيقة وحدتنا الروحية والاجتماعية والوطنية ومضمون رسالتنا الأخلاقية والإنسانية، وقد آلينا على أنفسنا في لقاءاتنا الثنائية التي عقدناها أن نعمل معا لتمتين روابط العيش الواحد في ما بين عائلاتنا الروحية، ولتهيئة المناخات الإيجابية في البلاد وفتح الطريق أمام المسؤولين للتلاقي الفعال والتعاون الصادق من أجل إنقاذ الوطن والنهوض بالدولة.” ولفت الى ان” هذا البلد له حق علينا بأن نفهمه بعمق وأن نحسن إدارته والاستفادة منه، وأن نرفض الأصوات المنادية بأية صيغة من صيغ التقسيم والتشرذم المناطقي أو الطائفي، وأن نتحمل مسؤولية الحفاظ على ميثاقه وعلى رسالته الإنسانية الراقية وعلى وجوده.”وقال شيخ العقل لقد طالبنا مرارا باحترام الدستور والإسراع في عمليات الانتخاب والتعيين وفق الأصول الدستورية، وبأكبر قدر ممكن من التفاهم والاتفاق، صونا للدولة من التفكك القاتل، وحماية للمؤسسات من الشلل الكلي، رافضين التسويف والانتظار ووضع الفيتوات الداخلية والاستسلام للتسويات الآنية، التي وإن كانت جميلة أحيانا، إلا أنها غالبا ما تكون محكومة لا تنتج سوى حلول ضعيفة ومسؤولين محكومين، وقد بات التفكك الداخلي مدعاة للتوغل الخارجي، وكأن لبنان أضحى عدو نفسه؛ فالخارج، وإن كان مهتما بنا عبر لجنة خماسية أو اتصالات فردية أو مبادرات ثنائية أو ثلاثية، لكن لا يتوهمن أحد أننا في رأس قائمة اهتماماته لكي ننام على حرير الوعود والانتظارات والأوهام، وكأننا لسنا المعنيين بإنتاج الحلول وإنقاذ الوطن.”تابع،” لقد طالبنا ونطالب المسؤولين، وكل من مكانه وعلى قدر مكانته، وبالرغم من الفراغ المؤلم في سدة الرئاسة الأولى، بضرورة الاهتمام بالوضع المعيشي والاجتماعي باعتباره أولوية، والمبادرة إلى استنباط الحلول الممكنة للتخفيف من معاناة اللبنانيين والحد من هجرة الأدمغة والطاقات. ولقد نبهنا، كما نبه سوانا، إلى جملة مخاطر وتحديات، لعل النزوح السوري في طليعتها، بما يتبعه من تفلت الحدود وعمليات التهريب، وهو ما يستدعي توحيد الرؤية حول كيفية التعاطي مع النازحين واللاجئين بما يكفل سلامة لبنان أولا من الانعكاسات السلبية، اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وسياسيا، وما يحفظ كرامة النازحين واللاجئين وأمنهم المرتجى وعيشهم المقبول من جهة ثانية.كما نبهنا، وما زلنا ننبه إلى خطورة استقواء أي مجموعة وطنية على أخرى مهما كانت الدوافع والمبررات، فلبنان لا يبنى إلا على قاعدة أخلاقية ذهبية ثابتة، تقضي بأن تحافظ كل عائلة روحية على شريكتها في الوطن، لا على نفسها فحسب، وهذا ما يتطلب العمل لتعزيز ثقافة المواطنة كبديل عن أية ثقافة فئوية، بالإضافة الى تعزيز ثقافة الانتماء الوطني وثقافة الدفاع عن النفس والتصدي لأي اعتداء على الوطن، انطلاقا من وحدة داخلية محصنة بجيش قوي وإرادة شعبية متماسكة تشكل جميعها قوة ردع لمن يحاول استباحة الكيان، ولا تغرق الوطن في مغامرات غير محسوبة ومنازعات داخلية وأزمات لا طاقة له على تحملها.”واضاف ابي المنى” لقد أكدنا، على صعيد آخر، ضرورة الاعتماد على النفس، وتحفيز اللبنانيين الميسورين والمغتربين ورجال الأعمال المقتدرين، للاستثمار في لبنان والمشاركة في رفع نسبة الإنتاج المحلي والاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى أهمية استثمار أراضي الأوقاف التابعة للطوائف بما يحقق الغاية منها ويؤكد الواجب الديني تجاهها، وبما يساعد في تأمين فرص العمل للشباب اللبناني والمساهمة في عملية النهوض الاقتصادي.كما دعونا معا إلى التصدي لخطر لا يقل شأنا عن أي خطر سياسي أو أمني أو اقتصادي، وهو خطر التفلت الأخلاقي وانتشار ثقافة هدم الأصول، وهو ما يتعارض مع ثقافتنا وتقاليدنا الشريفة، وقال شيخ العقل :”لقد اعتدنا وإياكم أن ندعو إلى اعتماد الحكمة والشورى في اتخاذ القرارات الوطنية، وفي التعاطي مع القضايا المرتبطة بالنزاعات الإقليمية، بما يكفل عدم فصل لبنان عن محيطه العربي وعن قضايا الأمة، وعدم انحيازه إلى محاور متنازعة تعرضه لحروب ومواجهات مدمرة، وقد رفعنا منذ البداية شعارنا القائل ب”الحياد عن كل ما يفرق والانحياز إلى كل ما يجمع”، على أمل تطبيق اتفاق الطائف بأكمله، وتأسيس مجلس الشيوخ الذي يتولى هذه المهمة دستوريا، راجين أن يكون صمود الجنوب وألم الجنوبيين ودم الشهداء الميامين حافزا لنا للتيقظ والتفاهم وصيانة الدولة، وأن يكون وجع الناس المعيشي دافعا لنا لتبني المبادرات الواقعية والمعالجات الجدية.” وكرر ابي المنى التضامن مع غزة المظلومة، وإدانة العدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب العربي الفلسطيني واستباحة أرضه واغتصاب حقوقه وانتهاك كرامته وممتلكاته ودماء أطفاله ونسائه وشيوخه، وإدانة الاعتداءات السافرة المتكررة على جنوب لبنان وعلى الشعب اللبناني وعلى قوات “اليونيفيل” مؤخرا، وحمل المسؤولية للمجتمع الدولي وللدول صاحبة القرار بالعمل لوقف هذه الاعتداءات والقفز فوق القرارات الأممية والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والشعوب، مطالبين بردع العدوان وقطع سبل دعمه، وإيجاد الحلول النهائية العادلة للقضية الفلسطينية، لتكون للفلسطينين دولتهم الموحدة والمستقلة والكاملة السيادة.