تقرير لبنان من أخباركم – أخبارنا
وكأن البلد المهتز اقتصاديا وأمنيا وسياسيا واجتماعيا وعسكريا لم يكن ينقصه سوى حادثة خطف منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان الذي اختفى أثره في بلدة حاقل الجبيلية أثناء توجّهه من بلدة الخاربة حيث كان يقدّم واجب العزاء الى بلدته ميفوق وهو كان بمفرده في سيّارته، في حين تخوفت مصادر “قواتية” من أن نكون أمام حادثتي رمزي عيراني والياس الحصروني أخريتين.
وفيما تابع رئيس حزب القوات سمير جعجع مجريات التحقيقات بعملية الخطف من مركز الحزب في مستيتا، عثرت الأجهزة الأمنيّة مساء الأحد على هاتف المخطوف باسكال سليمان مرميّاً في مسقط رأسه ميفوق.
وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عملية الخطف وطلب في سلسلة اتصالات مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وقائد الجيش العماد جوزيف عون ومع القادة الامنيين تكثيف التحقيقات والتنسيق في ما بين الاجهزة الامنية لكشف ملابسات القضية في اسرع وقت واعادة المواطن سالما الى عائلته.
الحادثة أثارت غضب مناصري مناصري “القوات” الذين تجمعوا امام عدد من مراكز الحزب في قضاء جبيل، فيما صدرت دعوات للتهدئة ولعدم استباق نتائج التحقيقات لاسيما في ظل الوضع الدقيق الذي يعيشه لبنان، فكتب النائب وضاح الصادق على “إكس”: “مع كامل استنكاري لعملية الخطف التي تعرض لها باسكال سليمان، من الضروري الهدوء وعدم استباق الأحداث وإعطاء الأجهزة الأمنية الوقت المناسب لمعالجة الموضوع وإعادة باسكال سالماً، وتوقيف كل من قام بهذا العمل الدنيء وإحالته إلى القضاء. البلد في وضع حساس جداً ولا يحتمل أي خطاب تصعيدي حتى معرفة الحقيقة وعندها لكل حادث حديث”.
واعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ان عملية الخطف في جبيل تطور خطير جدا داعيا لكشف ملابسات ما حصل.
وحذر النائب فؤاد مخزومي من المرحلة الدقيقة التي نمر بها التي تتطلب حفظ الأمن والأمان مطالبا الأجهزة الامنية والحكومة وكافة المعنيين، “تحمل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم وبذل الجهود وتكثيف عمليات البحث عن سليمان حتى عودته سالمًا وكشف ملابسات ما جرى ومحاسبة الفاعلين”. كما اعتبر النائب اللواء أشرف ريفي أن خطف سليمان “يضع لبنان أمام مخاطر أمنية مع إمكانية وقوع حرب إسرائيلية مع تفرد “ا ل ح ز ب” بقرار السلم والحرب وغياب السلطة اللبنانية بشكل كامل”.
فيما دعا النائب نعمت افرام الأجهزة الأمنية مضاعفة جهودها وتسريعها لكشف سريع للموضوع وجلائه لخطورة انعكاسه على السلم الأهلي في هذا الظرف الدقيق.
اما النائب غسان سكاف فأكد ان عملية الخطف تحتم على الأجهزة الامنية “استنفارًا شاملًا نظرًا لما يمكن ان يترتب على هذا العمل الاجرامي من نتائج خطيرة”.
على صعيد الوضع في الجنوب، فإن التهديدات الاسرائيلية لم تقتصر على ايران، بل تشمل لبنان. اذ اعلن الجيش الاسرائيلي الأحد انه يستعد للانتقال من الدفاع الى الهجوم على الجبهة الشمالية مع لبنان.
التهديد الاسرائيلي الجديد استدعى موقفاً لافتا من الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد لقائه الرئيس نبيه بري، الذي أمل في “العودة الى اتفاق الهدنة لعام 1949 الذي يُملي على الفريقين اللبناني والإسرائيلي منطقة معينة من الحدود فيها حد من التسلح والى التوصل الى تسوية مقبولة لتنفيذ القرار 1701”.
الاوضاع في الجنوب الى جانب ملف الرئاسة حضرت في عظات الاحد. فالبطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي توجه الى من سماهم “أمراء الحروب المتعطشين للدماء” بالقول: لا تعتقدوا بأنكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء! وأضاف: السلام الإلهي لا يسمح باللجوء إلى الحرب بقرار شخص أو حزب أو فئة من المواطنين.
اما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة فشبه غالبية القادة السياسيين في لبنان بالقادة الذين حكموا على المسيح بالصلب ظلما وافتراء، خوفا من خسارة منصب. فكما غسل بيلاطس يديه وتبرأ من جريمته، هكذا يفعل قادة هذا البلد الذي أمعن به قادته فسادا واستغلالا وإجراما، وما كان منهم إلا أن غسلوا أيديهم من كل ما حل بالبلد لأن المسؤولية بالنسبة لهم كرسي ومجد أرضي، فيما هي خدمة محبة ودفاع عن الحق والعدل والحرية والقانون.
جنبلاط: الذين يرفضون الحوار عم “يغلطوا” مش نحنا
في المواقف السياسية قال النائب السابق وجنبلاط بعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة:”فوق الصعاب صعوبة المرحلة وفوق الضجيج ضجيج الحرب أتيت لزيارة دولة الرئيس نبيه بري لتقديم واجب العزاء بشهداء حركة امل وشهداء المقاومة والاهالي وشهداء سائر التنظيمات وتضامنا مع اهل الجنوب”.
اضاف جنبلاط :”تحدثنا قليلاً عن الأوضاع الحالية، ونأمل دائماً أن نجد أفقاً لإختراق جدار الكراهية والوصول الى التسوية المقبولة لتنفيذ القرار 1701 والعودة الى اتفاق الهدنة عام 1949، الذي اذا ما قرأناه بشكل مفصل يملي على الفريقين اللبناني والاسرائيلي منطقة معينة من الحدود فيها حد من التسلح، إذا صح التعبير وهذه قد تكون انطلاقة”.
ورداً على سؤال عن إرتباط ملف الرئاسة بحرب غزة والجنوب ؟ أجاب جنبلاط : “هذا الأمر لم أسمعه، والملف الرئاسي ملف لبناني والذين يرفضون الحوار عم “يغلطوا” مش نحنا”.
وأكد جنبلاط انه لم يبحث اليوم الملف الرئاسي.
يزبك: المقاومة لم تفتح بعد مخازن أسلحتها
اكد رئيس الهيئة الشرعية في “ا ل ح ز ب” الشيخ محمد يزبك الأحد، “ان المقاومة لم تفتح بعد مخازن أسلحتها ولم تستخدم امكانياتها”. وتابع: “نريد لأهلنا وشعبنا ان يعيشوا حياة الكرامة والعزة وان يشعر الإنسان بإنسانيته، ونحن نريد لبنان القوي بجيشه وشعبه ومقاومته لا لبنان القوي بضعفه”.
وقال: “ليس هناك أحد أحرص منا على انتخاب رئيس للجمهورية لتنتظم كل المؤسسات، ولكن ليس كيفما كان او لإرضاء أميركا أو غيرها، فنحن شركاء ولنا رأي في هذا البلد”.
ودعا إلى “اختيار الشخصية القادرة والقوية والعزيزة، التي لا تنهزم أمام أي صوت أميركي أو إسرائيلي أو ما شابه”.
فياض: إسقاط المسيرة الإسرائيلية رسالة عملية ورمزية في آن
أشار النائب علي فياض إلى أن “مجاهدي المقاومة أسقطوا بالأمس طائرة مسيَّرة ومسلَّحة هي من الأكثر تطوراً في ترسانة العدو، ولم يكن في حسبان العدو أنها قابلة للإسقاط، ولقد تفاجأ العدو بذلك، وهذه المفاجأة إنما هي رسالة عملية ورمزية في آن، على ما لم تظهره المقاومة من قدراتها بعد، وما تحتفظ به المقاومة، إحتساباً للآتي من الأيام، وأن المقاومة لم تزج بأسلحتها الإستراتيجية في المعركة بعد، وما قامت به المقاومة، إنما هو قولها الميداني في مواجهة الثرثرة والهذيان والهلوسات الإسرائيلية” .
المفتي عبد الله: ملتزمون الثوابت التي تحفظ لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه ورفض التوطين
أكد مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله ممثلا الرئيس نبيه بري خلال تشييع شهيد “أمل” محمد وهبي في الخيام، “تمسك حركة أمل بالثوابت التي اعلنها الامام السيد موسى الصدر وأكدها الرئيس بري في أكثر من مناسبة حيال مختلف القضايا المتصلة بحفظ لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، ورفض التوطين وحل أزمة النازحين والعمل من أجل إعادة ثقة اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، بالدولة ومؤسساتها”، داعيا الدولة الى “تحمل مسؤولياتها في دعم صمود الجنوبيين في مواجهة العدوانية الإسرائيلية”. مشددا على “ضرورة الحوار والتوافق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي والابتعاد عن منطق السجال والمناكفات في مقاربة القضايا الخلافية”.
حماده: دمنا المسفوك لن يبقى دون ثمن
اشار النائب ايهاب حمادة الى ان المقاومة في كل لحظة أشد وأمنع وأقوى وأكثر استعداداً وجهوزية عديداً وعتاداً من كل لحظة وهي في تطور مستمر وإن المعركة التي تهددنا بها في قابل الأيام لن تكون معركة تخسر بها جولة أيها (الإسرائيلي) إنما ستكون معركة تحفر عميقاً في وجودك وفي كيانك لتمهد لانحلال وزوال هذا الكيان، وإن دمنا المسفوك سواء في لبنان أو فلسطين أو دمشق أو في أي مكان آخر لن يبقى دماً دون ثمن، ونحن الذين اعتدنا أن نعوّض عن دمنا بأن نحقق الإنجازات الكبرى، إنجازاً تلو إنجاز، فكونوا على ثقة بأننا مقبلون على الشمس، على ضوء لا يمكن لغيمة من هنا أو سحابة من هناك أن تحجبه، ولذلك هو نصر عزيز مؤزر محسوم”.
يوميات الجنوب
نعى “ا ل ح ز ب” الأحد الشهيد عبد الأمير حسن حلاوي “علي الرضا” مواليد عام 1976 من بلدة كفركلا في جنوب لبنان.
وفيما كثفت اسرائيل من اعتداءاتها على القرى والبلدات الجنوبية الأحد، نفذت المقاومة سلسلة عمليات ضد مواقع الاحتلال، فاستهدفت عند الساعة (11:10) قبل ظهر الأحد مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
كما استهدفت المقاومة عند الساعة ( 1:45 ) من بعد ظهر الأحد مربضاً مُستجداً لمدفعية العدو في محيط موقع المنارة بقذائف المدفعية.
وأعلنت المقاومة انها نفذت عند الساعة ( 4:10 ) من عصر الأحد هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على تجمع مُستحدث لجنود العدو وآلياته خلف موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة وأصابت هدفها بدقة.
واستهدفت المقاومة عند الساعة (6:32) من عصر الأحد ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية.