كتب ابراهيم بيرم لأخباركم – أخبارنا: ابلغت مصادر على صلة، الى موقعنا، ان زعيم تيار المردة والمرشح الحصري للثنائي الشيعي وحلفائهما الى الرئاسة الاولى سليمان فرنجية، افصح امام البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته الاخيرة قبيل ايام الى بكركي برفقة النائب فريد هيكل الخازن، انه التقى إبّان رحلته الى باريس اخيراً بموفدين اميركيين، في جلسة نقاش مطولة نسبياً تركزت على الاوضاع في لبنان ولا سيما ملف الانتخابات الرئاسية، وذلك في ضوء التطورات المتفجرة منذ اكثر من ستة اشهر في غزة وعلى طول الحدود الجنوبية للبنان.
ووفق المصادر اياها، فان فرنجية قدم مداخلة عن الاسباب التي تجعله متمسكاً بترشحه للرئاسة الاولى، والتي تدفعه الى التعاطي بسلبية مع اي دعوات او مناشدات توجه اليه لكي ينسحب من السباق الرئاسي، كمقدمة ضرورية لذهاب جميع الافرقاء السياسيين في لبنان بأريحيّة وسلاسة الى خيار المرشح الثالث الذي يتعيّن ان يكون مرشحاً وسطياً وفاقياً غير محسوب على اي فريق.
وعلى ذمة المصادر إيّاها، فان فرنجية عدّ هذ الحوار والنقاش الذي دار بينه وبين الموفدين الأميركيين تطوراً ومؤشراً ايجابياً بالنسبة اليه، اذ وجد فيه استكمالاً للقاء الذي جمعه قبيل اسابيع بالسفيرة الاميركية في بيروت، والتي كانت قد قصدت مقر اقامته في بنشعي في الشمال، في زيارة تعارف بروتوكولية، كونها كانت قد بدأت لتوها مهماتها الديبلوماسية في لبنان خلفاً للسفيرة السابقة.
حينها، وبحسب المعطيات، استغل فرنجية اللقاء لكي يعرض للزائرة الاميركية برنامجه السياسي وتوجهاته المستقبلية في حال قيّض له بلوغ قصر بعبدا.
ووفق المعطيات عينها، فان فرنجية قال للسفيرة الاميركية، صحيح انه مرشح فريق بعينه للمنصب الشاغر منذ عام وبضعة اشهر، لكنه يتعهد بأمرين أساسيين:
الاول، ان لا يكون رئيساً صدامياً أو رئيس تصفية الحساب مع اي فريق سياسي بصرف النظر عن توجهاته، وهو قد بدأ منذ اعوام سياسة الانفتاح على الجميع من دون استثناء بمن فيهم خصوم الامس.
الثاني، انه سيستغل ثقة الاطراف التي ايدت ترشيحه للرئاسة الاولى ولم تتراجع عن ذلك، لينطلق بعدها في رحلة “تسييل” سياسي لهذه الثقة في سبيل تبديد الاحتقان وتجسير الهوة، تمهيداً لفرض تنازلات على هذا الفريق تؤمّن الوصول الى تسويات للقضايا المتراكمة والملفات العالقة، واستطراداً تؤمّن انقاذاً للبلاد من ازماتها التي تكبر وتتعقد منذ اكثر من اربعة اعوام.
وعليه، يضيف فرنجية، ان صفة انه مرشح فريق بعينه والتي يتعامل معها البعض اداة لرفضه، بالامكان تحويلها الى ورقة قوّة ودعم وعامل إسناد لولايته الرئاسية انطلاقاً من اعتبارين:
الاول، ان الفريق الذي اصر على ترشيحه لن يتخلى عنه مهما تكن الظروف، بل سيؤمّن له ظروف نجاح مسيرته وسيسير معه الى النهاية.
الثاني، ان تلك الثقة الممنوحة له من هذا الفريق ستجعله قادراً على انتزاع تنازلات منه اذا وجد لذلك ضرورة، خصوصاً انه سيكون رئيس حل وليس رئيس ادارة ازمة.
وبالعموم، يشعر زوّار فرنجية في الآونة الاخيرة انه يبدو مرتاحاً جداً، وهو يقيم على ثقة بأن رياح التطورات في الداخل والخارج على حد سواء، تصبّ لمصلحة ترشيحه اكثر من أي وقت مضى وتعزز حظوظه بالوصول الى سدة الرئاسة الاولى.
