كتب حلمي موسى: يسعد صباحكم. رغم كل محاولات حكومة نتنياهو خلط الاوراق ونشر رواية تعادي الواقع والحقيقة عن دولة تدافع عن نفسها يفلح العالم بما في ذلك وفي مقدمتهم الكثير من يهود العالم في فضح هذه الكذبة. فنشأة اسرائيل اعتداء على الحق والحقيقة واستمرار الغطرسة ورفض اعادة للحقوق لاصحابها استمرار للعدوان والاستيطان ورفض الشرعية الدولية تكريس للعدوان. العالم بدأ يفهم الصورة اكثر من اي وقت مضى.
تشير المعطيات التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى تحول كبير في موقف المفاوض الإسرائيلي من إنهاء الحرب وتبادل الأسرى. وإذا صحت هذه المعطيات فإن في ذلك إشارة واضحة إلى وجهة يصعب العثور، حتى الآن، على أسانيدها على الأرض داخل الحكومة الإسرائيلية وفي الحلبة العامة. ورغم التظاهرات المتزايدة ضد نتنياهو وحكومته والمطالبات بقبول الصفقة المعروضة والتساوق مع التوجهات الأمريكية إلا أن من يعرف أن هذه ستكون “مدفن” اليمين الإسرائيلي يعرف أن هذا اليمين سيناطح ضد هذا التوجه بكل قوته. وهكذا فإن عنوان مقالة المراسل السياسي لموقع “والا” باراك رافيد يكشف هذه الوجهة: “الاقتراح الإسرائيلي: بعد إطلاق سراح المختطفين – الاستعداد لبحث “السلام الدائم” في قطاع غزة”.
وبحسب رافيد فإن الاقتراح الجديد يتضمن تنازلات كبيرة من جانب إسرائيل، بما في ذلك لأول مرة استعداد ضمني لمناقشة إنهاء الحرب. ومن بين أمور أخرى، عُرض على حماس: الاستعداد لإعادة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم بشكل كامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يعبر القطاع، وكما ذكرنا، الاستعداد لوقف دائم لإطلاق النار في المستقبل.
وأشار إلى أنه في نهاية المحادثات يوم الجمعة بين وفد المخابرات المصرية وفريق التفاوض الإسرائيلي، قدم المصريون إلى حماس اقتراحاً جديداً يتضمن استعداد إسرائيل لتقديم المزيد من التنازلات المهمة، بما في ذلك الاستعداد لمناقشة “مواصلة استعادة السلام” إلى قطاع غزة بعد تنفيذ المرحلة الأولى والإنسانية من الصفقة، بحسب مسؤول إسرائيلي كبير يلتزم الصمت بشأن التفاصيل.
وشدد رافيد على أن هذه هي المرة الأولى التي تعرب فيها إسرائيل عن استعداد ضمني لمناقشة إنهاء الحرب في غزة في المراحل المقبلة من المفاوضات. وقال المسؤول الإسرائيلي إن الاقتراح الجديد تمت صياغته بالاشتراك بين طاقم المخابرات المصرية وفريق التفاوض الإسرائيلي، مع الأخذ في الاعتبار مواقف حماس ومجالات المرونة لدى المنظمة.
على سبيل المثال، يتضمن الاقتراح الجديد الاستجابة لمطالب حماس الأساسية، مثل الاستعداد لإعادة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم بالكامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يعبر القطاع، والاستعداد للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاقية.
ونقل رافيد عن المسؤول الإسرائيلي قوله: “نأمل أن يكون ما اقترحناه كافياً لإدخال حماس في مفاوضات جدية. ونأمل أن يكون هذا اقتراحاً يفهمون من خلاله أننا جادون في التوصل إلى اتفاق – ونحن جادون”. عليهم أن يفهموا أنه من الممكن أنه إذا تم تنفيذ المرحلة الأولى، سيكون من الممكن التقدم إلى المراحل التالية والوصول إلى نهاية الحرب”. وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن إسرائيل تعتقد أن حماس تعتبر التهديد المتمثل في الغزو الإسرائيلي لرفح بمثابة تهديد حقيقي – وهو أمر قد يشجع على التوصل إلى اتفاق.
وتأمل إسرائيل أن يكون رد حماس الذي من المتوقع أن يصلها في الأيام المقبلة هو الرد الذي يؤدي إلى فتح مفاوضات مكثفة حول التفاصيل، خاصة عدد المختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الإنسانية وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل ذلك.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن: قد نشر تغريدة له مع صورة لطفلة إسرائيلية كانت في الأسر في غزة: “لن أرتاح حتى يعود كل رهينة، مثل أبيجيل، إلى أحضان أحبائهم. لديهم كلمتي، وعائلاتهم لديها كلمتي”. ومن المؤكد أن بايدن كان مطلعا على تطورات المفاوضات بين المخابرات المصرية وطاقم المفاوضات الإسرائيلي. وقد أشار مسئولون إسرائيليون إلى أن الطاقم المصري تبلغ أن إسرائيل مستعدة لإعطاء فرصة أخيرة للتوصل إلى صفقة تبادل، ولكن إذا لم يتم إحراز تقدم فسوف تشن عملية في رفح، وفقًا لما ذكره مسؤول إسرائيلي كبير. وأشار المسؤول نفسه إلى أن المحادثات مع المصريين كانت جيدة. ووفقا له، أوضح المصريون أنهم يعتزمون الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وأوضحوا أنهم يفهمون الشعور بالإلحاح فيما يتعلق بعملية رفح.
كما ذكر أن إسرائيل أبدت مرونة كبيرة في كافة بنود الصفقة، وأنها مهتمة بالإفراج عن 33 مختطفاً هم في نظرها من الفئة الإنسانية، في حين أن عدد أيام وقف إطلاق النار – ستكون حسب وعدد المختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وبعد انتهاء زيارة الوفد المصري لإسرائيل مساء الجمعة، قالت حماس: “لقد تلقينا الرد الإسرائيلي الرسمي على موقفنا من مفاوضات وقف إطلاق النار الذي قدمناه إلى الوسطاء المصريين والقطريين في 13 إبريل/نيسان الماضي”. سندرس الرد الإسرائيلي ونرد عليه”. غير أن أوساطا إسرائيلية قالت أن الدولة العبرية لن تبقى في حالة انتظار لرد حماس وأنها تتوقع وصول ارد خلال يومين أو ثلاثة أيام. وفيما يلتزم نتنياهو الصمت ويترك لليمين المتطرف داخل الحكمة وخارجها فرصة الاشتباك مع المقترح الجديد توحي وسائل الإعلام بأن أغلبية المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل تؤيد المقترح الجديد. لكن نتنياهو شخصيا ليس بين المؤيدين لهذا المقترح وهو متهم من داخل الحكومة والكنيست وأوساط المتظاهرين بأنه يعرقل التوصل إلى اتفاق وأنه لا يريد إنهاء الحرب.
وأحدث نشر حماس لشريط فيديو يعرض لأول مرة إشارات حياة من ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين لديها ضجة كبيرة في إسرائيل بين من اعتبروه فرصة للضغط على الحكومة لإعادة الأسرى أحياء بعد فشل الخيار العسكري وبين من يعتقدون أن هذه حرب نفسية. ولكن الشريط عزز من قوة المناهضين لموقف نتنياهو والضاغطين من أجل إبرام صفقة لإعادتهم أحياء مهما كان الثمن.
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، كما ورد في “يديعوت”، فإن “هذا هو السبب وراء نداء (المختطفين) في مقاطع الفيديو للجمهور للضغط على أصحاب القرار هنا”. وبينما لا تزال حماس “تدرس” الاقتراح الإسرائيلي الذي تم تقديمه إلى المنظمة الإرهابية من خلال الوسطاء، تقول إسرائيل إنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى طبيعة رد حماس. وقالوا: “على الرغم من الحماس والجهود التي تبذلها مصر والتي تبدو كبيرة، إلا أنه يتعين علينا التحلي بالصبر”. وأضاف “كانت هناك محادثات جيدة خلال اليومين الماضيين. نأمل أن نكون على الطريق الصحيح نحو التوصل إلى اتفاق. وعلى حماس أن ترد على رد وهي تتعرض أيضا لضغوط من الدخول المتوقع إلى رفح.”
من جانبها ذكرت صحيفة “معاريف” أن إسرائيل تحافظ على غموض استراتيجي في كل ما يتعلق باقتراح صفقة شاملة تؤدي إلى إنهاء الحرب. وينبع الغموض من سلسلة من الأسباب الواضحة: إسرائيل ليست مستعدة لإرسال أي إشارة إلى حماس بشأن استعدادها لمناقشة نهاية الحرب في حين أن حماس لم تقبل بعد الاتفاق الإنساني. السنوار يريد ربط المرحلتين ببعضهما، وإسرائيل تريد الفصل بينهما. ناهيك عن الوضع داخل الائتلاف، حيث يعتبر “إنهاء الحرب” بالنسبة لبن غفير وسموتريتش خطا أحمر. ولهذا السبب فإن إسرائيل ليست مستعدة للتعامل بأي شكل من الأشكال مع مرحلة الصفقة الشاملة، فهم لا يقولون “نعم” ولا يقولون “لا”، ببساطة – لا يقولون.
وخلصت معاريف إلى أن إسرائيل أعطت الضوء الأخضر للشق الإنساني الذي بالنسبة لنا ليس “مرحلة”، بل صفقة في حد ذاته. وتطالب إسرائيل بالإفراج عن 33 مختطفاً: نساء، بينهم جنود، وبالغون، وجرحى. الرسالة الإسرائيلية نقلت إلى مصر ومن هناك تصل إلى حماس. الرد المتوقع بالنسبة لإسرائيل هو بين يومين وثلاثة أيام.