أخباركم – أخبارنا
كتب حنا صالح: في صبيحة اليوم الـ1668 على بدء ثورة الكرامة
الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وبحقه بدولة مستقلة وحل الدولتين، رغم صعوبة هذا المسار، هو الأمر الذي تقدم ما عداه مع دخول حرب التوحش الصهيوني على غزة شهرها الثامن!
- منذ إغتيال إسحاق رابين، خاض نتنياهو، الذي أمضى أكبر فترة زمنية في رئاسة حكومة العدو، الحرب ضد إتفاقات أوسلو وضد حل الدولتين. ساهم بقوة برسم صورة تعذر وجود شريك فلسطيني بعدما لعبت تل أبيب دوراً مؤثراً في إحداث الشرخ بين الضفة والقطاع. عبر مكتبه كانت تمر عشرات ومئات ملاين الدولارات القطرية إلى حماس! وعلى الأرض أطلقت الحكومات التي تزعمها نتنياهو أكبر عملية إستيطان في الضفة الغربية، شملت مئات ألوف المتطرفين، بهدف تقويض أوسلو من خلال إبتلاع الأرض!
- طيلة أكثر من 15 سنة وتخوض حماس الحرب ضد حل الدولتين، وتدعي عدم قبول التخلي عن سنتم واحد من أرض فلسطين التاريخية. بالأموال القطرية وتمويل جماعات الإخوان وبدعم إسرائيلي ومن محور الممانعة بقيادة إيران، تمكنت من محاصرة السلطة الفلسطينية ومن توجيه ضربة شديدة لإتفاقات أوسلو، وقد سهل ترهل قيادات فتح والسلطة ومنظمة التحرير المهمة، وبعد طوفان الأقصى أين أصبحت هذه العناوين!
— في عز حرب التوحش على الغزاويين قال وزير خارجية إيران عبد اللهيان أن طهران تلتقي مع تل أبيب على رفض حل الدولتين. إنه اللقاء الموضوعي لمثلث إسرائيل وإيران وحماس، على رفض حل الدولتين! فهل سيكون هذا الحل، الصعب التحقق خصوصاً في مدى قريب، هو ما سينجم عن أبشع إبادة جماعية وأبشع عملية تدمير مبرمج ممنهج للعمران في غزة ووضع الغزاويين الذين تم إقتلاعهم أمام إحتمال تهجير قسري إلى المجهول!
- نعم إنه أفق مطروح بقوة ويحظى بتأييد غربي أوروبي وأميركي لاتيني لم يتأمن في أي مرحلة سابقة. لكن الواقعية تفرض رؤية كل المشهد اليوم. لقد إنتهكت تل أبيب إتفاقات كمب ديفيد، وإكتفت القاهرة بالإستنكار. أرسلت جيشها إلى محور فيلادلفيا، وإحتلت الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وفرضت حصاراً مطبقاً على غزة، وتستهدف إحتلال الأرض وتمزيق القطاع وفي مخططها مشروع تهويد شماله. إنه مخطط تقزيم مساحة القطاع ووضع الغزاويين أمام أخطر إستحقاق وهو نزوح أعداد كبيرة منهم إلى المنافي وفق مخطط ضرب قوة العدد الفلسطيني المؤثر. هنا يصبح لو وافق نتنياهو شكلياً على وقف للنار وإنصاع للضغوط الأميركية والغربية بقبول أفق محتمل لحل الدولتين، فإن الواقع السياسي في إسرائيل لا يوحي بأي ثقة بإمكانية وصول حكومة إسرائيلية قوية تكون جاهزة للسلام، السلام الفلسطيني والسلام الإقليمي.. ومعروف أن إدارة بايدن التي عادت وإكتشفت فجأة أن حل الدولتين هو خشبة خلاص لسلام إسرائيلي فلسطيني عربي، وهو طريق إنهاء التطرف، ليست قادرة على فرض هذا المنحى رغم حطام غزة وإتساع القناعة بأن لا حلول أمنية مستدامة!
- قبل نصف قرن، أخبر الرئيس الأميركي نيكسون حكومته، بأنه ” يجب ألاّ تكون للولايات المتحدة سياسات.. تسمح لهوس دولة واحدة(قاصداً إسرائيل) بتدمير وضعنا في الشرق الأوسط”! إنتفاضة النخب الطلابية في الدامعات الأميركية، رغم كل صنوف القمع، هي إلى الرفض العارم للإبادة الجماعية والتمسك بعنوان وقف الحرب، دعم حقيقي لسياسات أميركية مغايرة وهي ستفرض إملاآت أخرى مغايرة على صناع السياسة في واشنطن.. الإنتفاضة الأميركية تتسع وتتعمق وفي هوليوود إلتهاب ضد الإنحياز الرسمي الأميركي وضد التطرف الصهيوني. المخرج الأميركي أوليفر ستون الذي خدم كجندي محارب في حرب الفيتنام وقدم أبرز أعماله عن الحرب مديناً مجازر أنزلت بالمدنيين بوحشية يقول عن الحرب على غزة: “لم أشاهد في حياتي مجازر مماثلة”!
أما أنطوني هوبكنز فيرى أن إسرائيل هي رديف للحرب والدمار ونحن في أميركا خلف هذه الحرب ويضيف” أخجل من كوني أميركي”!
فيما يقول الباتشينو: “يكفي إلقاء نظرة على تاريخ إسرائيل لمعرفة حقيقة الإرهاب”! وتحذر أنجلينا جولي من أن حقوق الإنسان في العالم كذبة كبيرة! وتدعو سينتيا نيكسون إلى إضراب عن الطعام دعما لفلسطين ومن أجل وقف لإطلاق النار!..وتطول لائحة أسماء ابرز نجوم العالم الذين أطلقوا الموقف الشاجبة لإسرائيل والمواقف المؤيدة للحق الفلسطيني. - وبعد، مع إقرار جلسة نيابية الأربعاء لمناقشة رشوة المليار أورو على أربع سنوات مقابل طي صفحة النزوح السوري وما فيها من شوائب تفترض جدية في معالجة هذا الملف الضخم والثقيل. والبحث عن مقاربات مختلفة بعيداً عن مناخات عنصربة طغت في الأسابيع الماضية، أعجز من أن تغطي القصور العام،الحكومي والسياسي، فالأكيد أنه لا بديل عن مواجهة التفات الواسع بتطبيق حقيقي للقوانين بعيداً عن أي إستنسابية..هناك نزوح كبير تم في السنوات الماضية بعدما تراجعت أو إنتهت الأعمال القتالية في سوريا، يفترض تعاطٍ مختلف ولا بديل عن ذلك.
وبعد البعد وبرسم زعيم المحرومين كتب الصحافي منير يونس:”بلشنا بمحرومين ومستضعفين و(مقاومين)، وإنتهينا بحماية أبشع منظومة حكم بتاريخ لبنان”!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.