أخباركم – أخبارنا
جاء في نداء الوطن: بعد أن كان السبب الأول لإغراق لبنان بأعداد هائلة من النازحين السوريين، الذين تدفقوا إليه هربا من أتون الحرب المشتعلة في بلدهم، يسعى النظام السوري اليوم للتدخل في سعي السلطات اللبنانية لمعالجة ملف النزوح الذي بات يثقل كاهل جميع اللبنانيين من دون استثناء.
وقد كشفت الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قبل أيام الى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب أنّ دمشق ما زالت تتعامل مع لبنان، بالطريقة نفسها قبل انسحاب الجيش السوري في العام 2005.
فالمقداد دعا في رسالته بو حبيب الى عدم تقديم “تعهّدات” في مؤتمر بروكسل هذا الشهر، المخصص للنزوح السوري من دون “التنسيق مع الحكومة السورية، مبررا إملاءات نظامه على لبنان بما سمّاه “التغييب المتعمّد” لنظام الأسد عن المؤتمر الأوروبي.
في غضون ذلك، ذكرت معلومات أنّه على هامش مؤتمر القمة العربي في دورته الـ33 في المنامة في البحرين الخميس المقبل، سيعقد لقاء بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوفد السوري المرافق للرئيس الأسد.
وأثارت هذه المعلومات تساؤلات عن “التعليمات” التي سيقدمها وفد الأسد لميقاتي قبيل مؤتمر بروكسل.
وقد علم أن الرئيس ميقاتي تراجع عن المشاركة بمؤتمر بروكسل مفضلاً تجنب “وجع الراس”.
وعلى صعيد التحضيرات الجارية لعقد الجلسة النيابية الأربعاء، تشير المعلومات إلى أن التواصل جارٍ على قدم وساق بين جميع الكتل كي يتجاوز الكلام في الجلسة موضوع “هبة الميار يورو” المثيرة للجدل، الى حد وصفها بأنها “رشوة” قدمها الاتحاد الأوروبي الى لبنان كي يبقي النازحين السوريين على أرضه، وأن الاتصالات الجارية أظهرت أنّ الهبة هي “مسألة تفصيلية وتقنية بعدما تبيّن أنها ليست موجهة للنازحين، بل هي مساعدات للقوى الأمنية والعسكرية”.
وتشير مصادر إلى إنّ “خطأ ميقاتي أنه لم يوضح منذ اللحظة الأولى الهدف من هذه الهبة”، مؤكدة بأنه “لن يكون هناك أي توافق على أي هبة بمليار أو مليارات يبيع من خلالها الشعب اللبناني أرضه وبلده”.
وأشارت الى أنّ هناك “محاولة للانتقال بالبحث في جلسة الأربعاء من هبة المليار التي ستعتبر نوعاً من حق للبنان، الى صدور توصيات عن مجلس النواب للخروج بموقف وطني عام يركّز على أنّ قضية النازحين ليست قضية طائفية أو مناطقية أو حزبية، بل هي قضية وطنية، وأنه لا يجوز استمرار النزوح السوري في لبنان، إذ اصبح يشكل خطراً وجودياً”.