أخباركم – أخبارنا
وَجَّهَ مفتي الجمهوريةِ اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، كلمةً لمناسبةِ ذِكرى استشهادِ مفتي الجمهوريةِ اللبنانية، الشيخ حسن خالد، الآتي نصُّها: المفتي الشهيد حسن خالد، هو مِنَ الرجالِ الذين صَنَعُوا التاريخ، ليسَ بِاستِشهَادِه فَحَسْب، بل بِفِكرِهِ وَعَمَلِه ، وفي إنجازاتِه الإسلاميَّةِ والوطنِيَّة، بعضُ الرِّجَالِ يَذكُرُهُمُ التَّاريخ، وَقِلَّةٌ مِنهُم يصنعون هذا التاريخ .
وقال: إنَّ إحياءَ ذِكرَاهُ الطيِّبَةُ اليوم، هو تجديدُ التزامِ مَسِيرَتِهِ في العَمَلِ مِن أَجلِ الوَحدَةِ بَينَ المسلمين، وَمِن أَجلِ الوَحدَةِ بينَ اللبنانيين كذلك، ودفاعًا عَن هُوِيَّةِ لبنانَ وَرِسَالَتِهِ الإنسانِيَّة.. بَلَدِ الانْفِتَاحِ وَالمَحَبَّة، وَالعَيشِ الوَطَنِيِّ المُشتَرَك .
اضاف: لقد كتب المفتي الشهيدُ دِراسَاتٍ إِسلامِيَّةٍ وَوَطَنِيَّةٍ عديدة. وَلَعَلَّ أَهَمَّ مَا كَتَبَه، لم يَكُنْ بِالقَلَمِ وَالحِبر، بل بِدَمِهِ الزَّكيّ الذي كتبَ بِهِ الوفاءَ لِلقِيَمِ وَالمَبَادِئ ، وكتبَ الالتزامَ القومِيَّ وَالوَطَنِيّ ، وَسَطَّرَ أَسْمَى مَعانِي التَّضحِيَةِ وَالوَفاء ، وطلبَ الشهادةَ في سبيلِ الله …
تابع: كانت حياةُ المفتي الشهيدِ مَدرَسَةً لكلِّ من طلبَ المعالي، وقدوةً في استشهاده. ونحن إذ نُحيِي ذِكرَى اسْتِشهَادِه اليوم، فَلِأَنَّنا نُؤمِنُ بِأنَّ الاسْتِشهَادَ بِدايَةٌ لِحياةٍ أَشرَفَ وَأَكرَم، واللهُ سُبحانه وتعالى يُخبِرُنا في قُرآنِهِ الكريم عنِ الشَّهادةِ فيقول: “ولا تحسبنّ الذن قُتلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً، بل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقون”. ومَن يُرزَقْ عِندَ ربِّه يَكُنْ مِنَ الأَخيارِ الذين أَنعَمَ اللهُ عليهم .
فالمفتي الشهيدُ حيٌّ باستشهادِه، يُرزَقُ عِندَ رَبِّه .. وهو حَيٌّ كذلكَ في ضَمَائرِنا، وفي مَنْهَجِنَا الإسلامِيِّ وَالوَطَنِيّ، الذي نَعَضُّ عليه بِالنَّوَاجِذ .
ليسَ مِنْ أجلِ لبنانَ الحاليِّ اسْتُشْهِدَ المفتي حسن خالد رَحِمَهُ الله، إنما استُشهِدَ حتى لا يُستَدرَجَ لبنانُ إلى ما هوَ عليه اليوم. وفي يَقِينِنا أَنَّ لبنانْ حَسَنْ خالد، لنْ يَخرُجَ مِنْ مَأْسَاتِهِ الحَالِيَّةِ، إِلا بِالعَودَةِ إلى القِيَمِ الأخلاقِيَّةِ السَّامِيَةِ دِينِيّاً ووطنِيّاً وإنسانِيّاً، التي كان يَتَمَتَّعُ بِها المُفتِي الشَّهيد، التي كان يدعو إليها، وَيَعمَلُ مِن أَجلِها .
وقال دريان: إنَّ إحياءَ ذِكرَاُه اليوم، هو دَعوَةٌ لِإِحيَاءِ هذِه القِيَمِ السَّامِيَة، وَلِتَجدِيدِ الالتزَامِ بِها، فَمَعَها يكونُ لبنان، وَمِن دُونِها لا يكون .
ختم: رَحِمَ اللهُ المُفتِي الشهيد، وَأَنقَذَ لبنانَ مِمَّا ارْتَكَبَهُ السُّفُهَاءُ مِنْ جرائمَ أَخلاقِيَّةٍ ووطنيةٍ بِحَقِّ الإنسانِ والوطن .