الثلاثاء, أبريل 29, 2025
20.4 C
Beirut

لماذا اغتال “حزب الله” كوكبة من المقاومين والوطنيين؟..ذكرى اغتيال “مهدي عامل “

نشرت في

كتب مسعود محمد لأخباركم – أخبارنا: شهدت ثمانينيات القرن الماضي عدداً من الاغتيالات في صفوف الحزب الشيوعي، بأمر من النظام السوري وبيد عملائه في “أمل” و”حزب الله”، بما مجموعه 18 كادراً قيادياً شيوعياً، عدا عن المقاومين والنقابيين وأهل القرى الواقعة تحت هيمنتهم، فيما اللائحة تطول. أمعن النظام السوري وحلفاؤه من “الممانعين” و”المقاومين”، في استخدام جميع وسائل الترهيب والتخوين والاغتيال لتطويع من يخالفهم الرأي، بعدما قدموا الإغراءات، فسقطت هذه الباقة من الشهداء وهي تواجه ذلك النظام وترفض الخضوع له، ليلتحق بهم لاحقاً قائد ومؤسس المقاومة ضد اسرائيل جورج حاوي. رغم كل تلك الجرائم، لم يستكن النظام السوري، ولم يستكن حلفاؤه، فهم ما زالوا يوزعون الاتهامات يميناً وشمالاً بالتخوين واللاوطنية ضد كل من يخالفهم الرأي، مجرد الرأي.
حول تلك الحقبة القاتمة، كتب كريم مروة في الصفحة 106 من كتابة “فصول من تجربتي”، ما يلي: “كان الهدف من ذلك الصراع معنا، بدعم مباشر من القيادة السورية، إبعادنا عن العمل في المقاومة، وإضعاف دورنا في الحرب الأهلية لجعل الصراع فيها طائفياً ومذهبياً بالكامل”. يكمل الاستاذ مروة وقائع تلك الحقبة في الصفحة 107 ويقول: “كان من أبرز الصدمات ما ووجهنا به من رفض مهذب من قبل حزب الله للعمل المشترك في المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي بقرار ضمني ومعلن من الوصاية السورية التي كانت قد قررت حصر المقاومة بحزب الله دون سواه. جاء ذلك الرفض من خلال ثلاثة لقاءات أجريناها مع ثلاثة أمناء عامين لحزب الله هم الشيخ صبحي الطفيلي، والشهيد السيد عباس الموسوي، والسيد حسن نصرالله”. وكان غازي كنعان في جلسة شهيرة مع جورج حاوي والياس عطاالله، أراد فيها منهما ابلاغه بكل العمليات العسكرية ضد المحتل قبل تنفيذها، قد إتخذ القرار، ونفذ عبر مخابراته مع “أمل” ولاحقاً مع “حزب الله”، قرار تحجيم دور الشيوعيين، عبر إطلاق النار عليهم من الخلف لأنه كان يعلم أن الشيوعي لا يقبل أن يتعامل مع السوري كعميل، وأن زعيم الحزب جورج حاوي ليس من تلك الطبقة السياسية اللبنانية المرتبطة بالنظام السوري بملفات السرقات والفساد حتى يستطيع النظام تهديده او إخضاعه، لذلك تمّ إغتياله لاحقاً من قبل ذلك النظام السوري المجرم لقتل كل أمل بإطلاق حركة تغيير ديموقراطية تأخذ لبنان نحو حكم وطني ديموقراطي.
لم تستهدف سوريا وحدها في تلك الفترة الحزب الشيوعي، بل تقاطعت الرغبة السورية بانهاء دور الحزب مع الرغبة الإسرائيلية بالانتقام من الضربات النوعية التي انزلها الحزب بها، مما اجبرها على الانسحاب من ثلثي الاراضي المحتلة تحت تلك الضربات. فقامت إسرائيل بعملية نوعية ضد الحزب الشيوعي، ونفذت إنزالاً في موقع لقيادة المقاومة في النبي صفا في البقاع الغربي، في 26 كانون الأول 1989. وفي اليوم نفسه، دمّرت بقنبلة فراغيّة من طائرة حربيّة مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الرميلة. لكن يقظة المقاومين في النبي صفا، نبهت الحرس الى الخطر، فكان هو المبادر الى إطلاق النار، ولم تسنح للعدو فرصة استخدام عنصر المباغتة، فتصدى المقاومون للإنزال، بينما أصابت الغارة الجويّة على الرميلة القيادة والقاعدة بالذهول والصدمة، فخسر الحزب الشيوعي ثلة من قادة تلك المقاومة، مما أدى الى إضعاف دوره في المقاومة في ظل تفاهم اسرائيلي – سوري – أميركي – سوفياتي حينها بانهاء دوره في المقاومة.
ليس صدفة أن يتم اغتيال جورج حاوي لاحقاً، فذلك الاغتيال كان من ضمن مخطط إسقاط الحزب الشيوعي ومنعه من لعب دوره الوطني. فقد اغتيل أبو أنيس لقدرته على سبر غور الأمور ولفهمه التناقضات، وقدرته تالياً على التعامل معها. ففي إحدى المقابلات التي أجريت معه على أثر إغتيال الرئيس الحريري، وصف أبو أنيس الوضع بدقة، فقال: “هناك معطلات لهذه الحياة السياسية. أولى هذه المعطلات هي الفعل الخارجي وحجمه وأسلوبه، وعنيت الفعل الخارجي بصراحة، المتمثل بالمساومة الأميركية ـ السعودية ـ السورية التي اوكل إليها تطبيق الطائف والتي أخذت بعين الاعتبار ايضاً حدود المصالح الاسرائيلية بما جعلني اقول اكثر من مرة، أن المساومة الاميركية ـ السعودية ـ السورية ـ الاسرائيلية التي حكمت لبنان، جعلت وزن العامل اللبناني طحلاً وحفيفاً عند وزن اصحاب القرار الدولي”.
لقد اوكل في البداية أمر لبنان الى التحالف الثلاثي الأميركي ـ السعودي ـ السوري، ثم ما لبثت أن انفردت سوريا بالقرار وأعطت اميركا بديلاً في أماكن أخرى، حيث كانت مشاركتها في حرب الخليج الاولى وتغطيتها للتدخل الاميركي في العراق، في مقابل اعطاء الاميركيين سوريا الضوء الاخضر باجتياح بعبدا واسقاط العماد ميشال عون. وهكذا تحولت هذه الوصاية، من وصاية مشتركة إلى تلزيم أميركي لسوريا شؤون لبنان. سارت الأمور على هذا الأساس، فتعطلت الحياة السياسية اللبنانية، وكان المعترضون على السياسة السورية يصطدمون بضغط أميركي يدعوهم الى الخضوع والعودة إلى بيت الطاعة.
وكان السيد ديفيد ساترفيلد نفسه، الذي أتى ليلهب مشاعر “الاستقلاليين اللبنانيين”، قد نصح الذين استقبلوه في أن يبقوا تحت السقف السوري، لأنه في ذلك الوقت، كانت مصالح أميركا وسوريا متطابقة أو منسجمة، وكانت أميركا راغبة في استخدام نقاط ضعف سوريا في لبنان من أجل اخضاعها عراقياً وإيرانياً وفلسطينياً.
كان في نَفَس حاوي كلام لبناني مئة في المئة، الهدف منه لبنان ومصالح اللبنانيين أولاً، وهذا ما لا يناسب طابخي المعادلات الاقليمية للبنان. ففي المقابلة نفسها، ولدى سؤاله عن الحل للأزمة، قال: “نحن امام تعمّق للأزمة خطير جداً، بات بحاجة الى حل من مستوى الذي لا يمكن الترقيع فيه في تشكيل حكومة مؤقتة أو دعوة لمؤتمر وطني للحوار في غير زمانه ومكانه. أنا كنت اكثر المبادرين إلى دعوة لمؤتمر حوار قبل التجديد، ليس بعد التجديد وليس بعد اغتيال الرئيس الحريري، وهذا ما يتطلب فعلاً قراراً من مستوى تغيير جذري في السلطة في لبنان من أجل عودة مناخ يسمح بالتفاهم وبالحوار والمؤتمر الوطني”. بعد قراءة هذه السطور نفهم الدافع الأول وراء قرار اعدام جورج حاوي، وهو حجب الصوت اللبناني الداعي إلى حل لبناني مئة في المئة، يؤسس لاستقرار طويل المدى.
بعد الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، وازدياد المطالبات من الشارع اللبناني بضرورة فرض سيادة الدولة على جميع أنحاء البلاد، ونزع سلاح المليشيات، وإقتصار حمله على الجيش الوطني، وترسيخ مفهوم الدولة المدنية وسيادة القانون، إستشعر حزب الله الخطر على مشروعه المذهبي مثلما استشعر حلفاؤه الاقليميون الخطر على نفوذهم وهيمنتهم على لبنان، فشنّ موجة الاغتيالات تلك لإسكات كل صوت حر ينادي بسيادة الدولة الوطنية وإنهاء التقسيم الطائفي والمذهبي للبلاد. وعندما لم توقف هذه الجرائم الارهابية الدعوات لنزع سلاح (ا ل ح ز ب)، بل افقدته الدعم العسكري السوري القوي حين اجبرت دمشق بفعل ضغط المجتمع الدولي على سحب قواتها من لبنان، عمد (ا ل ح ز ب) عام 2008 الى الكشف عن نيّاته الحقيقية في اختطاف الدولة اللبنانية برمّتها، فاجتاح بيروت بالسلاح واحتل مؤسسات الدولة، واخضع الجميع بالقوة لنهجه الاستقوائي، فسقط قناع آخر عن وجه الفتنة القبيح.
جرائم “حزب الله” الارهابية لم تقتصر على الداخل اللبناني، بل عمد الى تعميم مشروعه المذهبي على العديد من الدول العربية، خصوصاً تلك التي ينتمي جزء من مواطنيها الى المذهب الشيعي. فقد سعى (ا ل ح ز ب)، تنفيذاً لبرنامج تصدير الثورة الايرانية، إلى زرع بذور الفتنة في المجتمعات العربية، وإضعاف وحدتها الوطنية كجزء من مخطط ايران الرامي إلى إنهاك الدول العربية بصراعات داخلية لكي تصبح هي القوة الأولى في المنطقة والمهيمنة على مقدرات شعوبها.
من ضمن اغتيالات حقبة الثمانينيات، كان اغتيال احد عقول ومنظري الحزب البروفسور حسن حمدان (مهدي عامل) تلميذ الفيلسوف الماركسي لوي بيير ألتوسير. الذي ولد في الجزائر ودرس في مدرسة الأساتذة العليا في باريس، حيث أصبح بعد سنوات أستاذاً للفلسفة فيها. كان ألتوسير عضواً في الحزب الشيوعي الفرنسي لفترة طويلة، واعتبر أحد أهم المنظرين الماركسيين في القرن العشرين. جادل في طروحاته التهديدات، من وجهة نظره، للأسس النظرية للماركسية والتوجهات الاشتراكية الإنسانية والإصلاحية التي بانت في انحرافات في الأحزاب الشيوعية الأوروبية، بالإضافة إلى مشكلة “عبادة الشخصية” وعبادة الأيديولوجية نفسها.
ومن الماركسيين الأوروبيين تأثر حمدان بفرانتس فانون، ونظريات التبعية وسمير أمين، وغيرهم.. وأعطى الأولوية لدور النظرية في الممارسة السياسية، والاهتمام بتمييز الاستقلال النسبي للنصاب السياسي، وأهمِّية الهيمنة ونقد الأيديولوجيا، والعناية الخاصَّة بتفسير المسألة الطائفية، والموقف النقدي من “أنظمة البرجوازية الصغيرة” (الناصرية والبعث)، والدعوة إلى قيادة الطبقة العاملة لحركة التحرُّر الوطني العربية.
قاتل حمدان ليس مجهولاً، فقد كنا كقوى يسار نطلق عليه حينها إسم “القوى الظلامية”، فكان ولا يزال “حزب الله” يمارس ظلاميته ولم يخرج فكره من الظلام.
قُتل مهدي عامل (حسن حمدان) في أحد شوارع بيروت. وكنا نشعر حينها بأننا بدأنا السقوط في هاوية العتمة التي يفترسها الدم. لقد استشهد من أجل فكره وموقفه، بين ناسه وعلى أرض وطنه. إن إغتيال الشهيد في 18 أيار 1987 يعني الكثير بالنسبة إلى المثقفين والمناضلين على امتداد الساحة العربية، ذلك لأن فكر مهدي عامل ومنهجه يقولان الكثير لأبناء الوطن الممتد من البحر إلى البحر، بعضه يغوص في ماضيهم، وبعضه في صراع حاد مواجهاً مشكلات أمتهم، وبعضه يطرح رؤية للمستقبل .
فحزب الله الذي يرفع شعار المقاومة (…)، انطلق بسلسلة اغتيالات حينها طالت رموزاً وطنية لبنانية ومقاومين حقيقيين لاسرائيل. فبدأت فرق اغتيال الحزب بتصفية ابرز منظري المقاومة الوطنية اللبنانية، وعلى رأسهم المفكر حسن حمدان الملقب بمهدي عامل، والمفكر حسين مروة والطبيب لبيب عبد الصمد والصحافي اللامع سهيل طويلة، وخليل نعوس، وغيرهم.
هكذا انطلق “حزب الله” بمشروع مذهبي مرتبط عضوياً بالثورة الخمينية في ايران. فالاغتيالات تلك قدمت الخدمة الأكبر للإحتلال الاسرائيلي، حين استهدفت مذهب المقاومة وجعلتها حكراً على جنود ولاية الفقيه، وعمدت إلى تصفية الآخرين بدل التحالف معهم وتوحيد جبهة المقاومة، الذي لو حدث، لربما لم تتمكن اسرائيل من مواصلة إحتلالها لجنوب لبنان على مدى اكثر من 18 عاماً.
من هو مهدي عامل؟
مفكر ومناضل شيوعي ولد في بيروت عام 1936 من بلدة حاروف قضاء النبطية.
اسمه الحقيقي حسن عبدالله حمدان .
عام 1955 انهى مرحلة الدراسة الثانوية في مدرسة المقاصد في بيروت.
عام 1956 سافر الى فرنسا ونال من جامعة ليون شهادتي الاجازة والدكتوراه في الفلسفة.
عام 1960 انتسب الى صفوف الحزب الشيوعي اللبناني.
عام 1963 سافر الى الجزائر وعمل لمدة اربع سنوات في التعليم في دار المعلمين بمدينة القسطنطينية، وكتب بالفرنسية مقالات عدة نشرت في مجلة الثورة الافريقية الصادرة في الجزائر.
عام 1968 درّس مادة الفلسفة في ثانوية صيدا الرسمية للبنات وبقي في عمله الى اأن انتقل عام 1976 الى الجامعة اللبنانية – معهد العلوم الاجتماعية، ليدرّس فيها مواد الفلسفة والسياسة والمنهجيات.
تعتبر هذه الفترة (1968-1976) من الفترات المهمة في حياة حسن حمدان، حيث بدأ فيها ممارسة مشروعه الفكري والكتابة باللغة العربية، في وطنه، لدراسة واقعه الاجتماعي دراسة علمية وتمييز كونية قوانين الماركسية فيه، لتبدأ، بحسب حسن حمدان، صيرورة الفكر العربي فكراً علمياً مبتعداً عن القولبة وتكرار المقولات الجاهزة. لقد ادرك خطورة ما يقوم به بقوله: “إنها لمخاطرة كبرى أن يفكر الواحد منا واقعه باللغة العربية”.
لقد كانت بداية حسن حمدان في مجلة الطريق تحت اسم مهدي عامل، الذي أصبح يُعرف به في ما بعد.
عام 1972، صدر كتابه الاول مقدمات نظرية لدراسة اثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني وتألف من قسمين: القسم الاول في التناقض والقسم الثاني في نمط الانتاج الكولونيالي الذي صدر عام 1976. تكمن اهمية هذا الكتاب في ان مهدي بحث فيه في مجال جديد في الفكر الماركسي، هو انتاج أدوات المعرفة، وتحديد طبيعة الانتاج في مجتمعاتنا العربية. وهناك جزء ثالث من الكتاب بعنوان في تمرحل التاريخ، لم يكمله. باختصار، يمكننا القول بأن مهدي عامل عمل في كتابه مقدمات نظرية على تمييز كونية القوانين الماركسية في مجتمعاتنا، لينتج ويرسي الاساس النظري لنظامه الفكري الذي وجّه جميع كتبه ومقالاته.
عام 1973، صدر كتابه ازمة الحضارة العربية ام ازمة البرجوازيات العربية، وفيه انتقد اعمال الندوة الفكرية التي عقدت في الكويت تحت عنوان ازمة التطور الحضاري في الوطن العربي، كاشفاً بنقده لأعمال تلك الندوة، الشق الذي يحول بين الفكر العربي والتطور.
عام 1979، صدر كتابه النظرية في الممارسة السياسية، بحث في اسباب الحرب الاهلية في لبنان، ويعبّر عنوان الكتاب عن عملية الربط، التي قام بها عامل، بين النظرية والممارسة السياسية، والتي مارسها في نضاله اليومي، وكشف في الوقت نفسه القانون الذي يحكم الاحداث ويولدها.
لم يقتصر نضال مهدي على الكتابة، بل مارس ما يقوله بتنقله بين القرى والمدن، محاضراً ومناقشاً وشارحاً للناس وبلغة واضحة وبسيطة، قضايا متعددة مثل مسألة الوطنية وحركة التحرر.
عام 1980، صدر كتابه مدخل الى نقض الفكر الطائفي – القضية الفلسطينية في ايديولوجية البرجوازية اللبنانية، عرض فيه المفاهيم الاساسية التي تكوّن ايديولوجية البرجوازية اللبنانية، وانتقدها من موقع نقيض لها، هو موقع الطبقة العاملة، مظهراً بنقده البعد السياسي الذي تغيّبه أيديولوجية البرجوازية في نظرتها الى القضية الفلسطينية.
عام 1982، بقي مهدي عامل في بيروت المحاصرة من قبل الجيش الاسرائيلي الذي اجتاحها في ما بعد، وفي تلك الفترة قاوم وناضل وكتب مقالاً رائعاً في مجلة الطريق تحت عنوان لست مهزوماً ما دمت تقاوم.
عام 1984 صدر ديوانه شعره الثاني فضاء النون تحت اسم هلال بن زيتون.
عام 1985 صدر كتابه في علمية الفكر الخلدوني وهو عبارة عن تمرين، بحسب قوله، لقراءة نص تراثي بفكر مادي علمي. وفي العام نفسه صدر له ايضاً كتاب بعنوان “هل القلب للشرق والعقل للغرب؟ ماركس في استشراق ادوارد سعيد”.
عام 1986 صدر كتابه في الدولة الطائفية الذي حلل فيه طبيعة النظام السياسي – الطائفي القائم في لبنان، بهدف كشف الصراع الطبقي الذي تحجبه الإيديولوجية الطائفية بمظهر طائفي، لتؤيد الانتماء للطائفة لا للوطن، لتأييد النظام السياسي-الطائفي واعادة انتاجه.
عام 1987 كان مهدي عامل يعتزم إنهاء القسم الاخير في عدم وجود نمط معين من الانتاج يمكن تمييزه بأنه نمط انتاج اسلامي في كتابه القيّم نقد الفكر اليومي، إلا أن رصاصات الاغتيال الآثمة منعته من ذلك واردته شهيداً في شارع الجزائر، أحد شوارع بيروت الوطنية، في 18 ايار 1987. يتميز كتابه نقد الفكر اليومي بأنه من الكتب النادرة في اللغة العربية التي تناقش وتتعقب الفكر الموجود على صفحات المجلات والصحف، بهدف نقده وكشف توجهاته الفكرية والسياسية.
على إثر استشهاد مهدي عامل، أجمعت الهيئات الثقافية والاعلامية والجامعية على اعتبار يوم 19 أيار من كل عام، يوم الانتصار لحرية الكلمة والبحث العلمي.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

اشتباكات في جرمانا بسبب تسجيل صوتي مسيء.. ماذا قالت الداخلية السورية؟ بيان للاشتراكي ! (فيديوهات)

أخباركم - أخبارنا شهدت مدينة جرمانا في سوريا توتراً أمنياً واسعاً على خلفية انتشار...

اشتباكات في جرمانا على خلفية تسجيل صوتي مسىء للنبي الفاعليات الدرزية تستنكر وتحذر من مندسين لايقاع الفتنة

أخباركم ــ أخبارنا/ تقرير سوريا شهدت مدينة جرمانا بريف دمشق اشتباكات عنيفة، استخدم خلالها الأسلحة...

ماذا سيحمل جيفرز غداً الى بيروت؟

خاص: أخباركم - أخبارنا سيصل غدًا الأربعاء رئيس هيئة المراقبة الدولية المشرفة على تطبيق...

الغارة على الضاحية تشعل المشهد السياسي … وترقب لنتائج زيارة جيفرز والانتخابات البلدية في مهب التصعيد … عناوين ومقتطفات واسرار من الصحف

أخباركم - اخبارناهيمنت التطورات الأمنية والسياسية على عناوين الصحف اللبنانية اليوم، في ظل التصعيد...

More like this

الضربة الجوية الاسرائيلية بلا قيمة عسكرية فما هي مقاصد تل أبيب السياسية من التصعيد؟

كتب ابراهيم بيرم لـ "أخباركم - اخبارنا"كانت الضربة الاسرائيلية الاخيرة على الضاحية الجنوبية الأكثر...

مسارات التطبيع في عنق الزجاجة الأميركي

أخباركم - أخبارنا / كتب د. وفيق ريحان: يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تعاني منذ...

هياف ياسين ومقاربته للسنطور

هالة نهرا/ أخباركم - أخبارنا بين السنطور الفارسي والسنطور المشرقي العربي وفي العالم صلة...