تقرير لبنان من أخباركم – أخبارنا
رغم ان مصير مصير الرئيس الإيراني ورفاقه طغى على التطورات الإقليمية والمحلية أمس، الا ان المشهد اللبناني بدا مقبلا على “خليط” من الأولويات المتزاحمة بدءاً بالمواجهات الميدانية في الجنوب حيث تعلو التهديدات الإسرائيلية بحرب واسعة، مرورا بترقب مسار التحركات المقبلة لسفراء المجموعة الخماسية في شأن الأزمة الرئاسية بلوغاً الى اشتعال عاصفة بين المفوضية الأممية للاجئين وجهات رسمية وسياسية لبنانية.
الخلاف مع مفوضية اللاجئين
خرجت إلى العلن بوادر أزمة مرشحة لأن تكبر وتتطور بين الدولة اللبنانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، إثر توجيه الأخيرة انتقادات قاسية للإجراءات التي بدأت تطبقها وزارة الداخلية والبلديات ضد النازحين، بعد أخذ الوزارة غطاء من توصية مجلس النواب في جلسته الأخيرة، والتي دعت الحكومة إلى تطبيق القوانين على جميع المقيمين على الأراضي اللبنانية، خصوصا المقيمين بشكل غير شرعي.
وعبرت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين (المفوضية في لبنان)، في بيان لها، عن “قلقها الشديد إزاء الممارسات التقييدية والتدابير التمييزية ضد اللاجئين في لبنان”.
وجاء في البيان:
” يشهد لبنان حاليا زيادة في التوتر بين الفئات المختلفة، وبالأخص في العنف ضد اللاجئين، مما يؤدي الى تصاعد اعمال العنف على الأرض في عدد من المناطق والأحياء.
جعجع يطالب وزير الداخلية باتخاذ اجراءات قانونية بحق رئيس مكتب المفوضية السامية للاجئين
في المواقف الأحد، طالب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، ب”اتخاذ الإجراءات القانونية كافة بحق رئيس مكتب المفوضية السامية للاجئين في لبنان، بسبب انتهاكه السيادة اللبنانية، وتدخله في تطبيق القوانين اللبنانية، محاولا عرقلة التدابير والإجراءات التي اتخذت”.
وقال في بيان: “من المؤسف جدا الدرك الذي أوصلت الشرعية اللبنانية نفسها إليه، إلى حد مكّن رئيس مكتب المفوضية السامية للاجئين في لبنان، ومن دون ان يرف له جفن، من ان يوجِّه كتابا إلى وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي يطلب فيه وقف الممارسات اللاإنسانية، كما سماها، وان تتراجع الإدارات الرسمية اللبنانية عن التدابير التي اتخذتها بحق اللاجئين السوريين غير الشرعيين، وكأنه أصبح صاحب البيت وأصبحنا ضيوفا عنده”.
وقال: “لن نقبل بما قام ويقوم به رئيس مكتب المفوضية السامية للاجئين، فالأرض أرضنا والبلاد بلادنا، والسيادة في هذه البلاد هي للشعب والدولة اللبنانية، وليس في إمكانه التذرُّع بالاعتبارات الإنسانية، لأنه ليس من شعب في العالم تعاطف مع اللاجئين أكثر من الشعب اللبناني، ولا التذرُّع بالاعتبارات الدولية، لأن مذكرة التفاهم الموقعة بين الدولة اللبنانية والأمم المتحدة في العام 2003 واضحة ولا تحتمل التأويل”.
الهم الرئاسي
وعاد الهم الرئاسي الى الواجهة مجددا، من دون ما يؤكد بأن الدينامية التي اطلقها بيان سفراء الخماسية ستتحول الى واقع.
وفي الأيام المقبلة ستتكثف حركة الاتصالات، حيث ستتواصل “كتلة الاعتدال” مع عدد من سفراء الخماسية، كما سيزور السفير الفرنسي عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري، فيما ذكرت معلومات صحافية ان السفيرة الاميركية ستزور واشنطن في نهاية الشهر.
البعريني: هناك فجوة كبيرة في الملف الرّئاسي نعمل على تخطّيها
قال عضو “كتلة الاعتدال” النائب وليد البعريني: “ما كنا نقوله عن الاستحقاق الرّئاسي في مبادرتنا كتكتّل باتت تقوله اليوم لجنة السفراء الخماسية، فهل ستستمع القوى السياسيّة لمناشدة الخارج بعدما صمّت آذانها عن مبادرات الداخل؟”.
أضاف: “سنقوم بتحرّك جديد وسنطرح من خلاله تطبيق المسار الذي تمّ اعتماده في ملف النازحين على ملف الرّئاسة لجهة اللقاء التشاوري الذي حصل والذي مهّد لجلسة مجلس النواب الأخيرة. سنطرح هذا المسار على الأطراف كافة لمعرفة من سيتجاوب معه ومن سيعارضه. وحتى اللحظة هناك فجوة كبيرة في الملف الرّئاسي، نعمل مع الأطراف كافة على تخطّيها، على أمل أن نصل الى نهاية سعيدة”.
تطور أمنى
ومساء الاحد حمل حدثا أمنيا، تمثل بإطلاق مجهولين كانوا بداخل سيارة، النار على بيت الكتائب في منطقة الصيفي في وسط بيروت ومن ثم فروا إلى جهة مجهولة.
مواقف محور المقاومة
رعد: مطمئنون للمرحلة التي وصلنا إليها
من حهة أخرى، أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، أننا “مطمئنون للمرحلة التي وصلنا إليها، بحيث أن الأهداف التي طرحها العدو الصهيوني، سيحقق عكسها، وسنصل بعد هذه الأشهر من الحرب إلى نتيجة مفادها، أن الأسرى الصهاينة الذين هم بين أيدي المقاومين وشعبهم، أصبحوا أكثر تهديداً من قبل، ويمكن أن لا يخرج منهم أحد، وبالتالي لا يوجد تحرير للأسرى، وأما بخصوص الهدف الثاني الذي طرحه العدو الإسرائيلي، فإنه سواء دخل إلى رفح أو لم يدخل إليها، سيفاوض حركة حماس التي تعهّد في بداية الحرب العدوانية على سحقها، ولن يجد من يفاوضه من أجل تحرير ومبادلة أسراه إلاّ حركة حماس”.
حمادة: لن يُفرض على الجنوب أي حرف من خارج معجمه المنتمي إلى المقاومة
أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إيهاب حمادة أن “ثرواتنا كلها ستعود وسنستثمرها، والتراب اللبناني كله سيعود ولن نفرط بحبة رمل واحدة”.
وأضاف: “لا أحد منكم يرتبك، ولا أحد منكم يعيش هاجسا أو يخاف”.
وختم حمادة: “لا تأخذكم ورقة فرنسية ولا ورقة أميركية إلى أي مكان، الجنوب لن يكون إلا من هذه المقاومة الثابتة الحاضرة القوية والمقتدرة، ولن يفرض عليها أي أمر، كذلك الجنوب لن يُفرض عليه أي حرف من خارج معجمه الذي انتمى تاريخيا إلى المقاومة”.
خريس: الموقف العربي يجب أن يتضمن تهديداً للعدو الاسرائيلي
أشار عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي خريس أن “وحدة الموقف هي الأساس في لبنان للخروج من جميع الازمات”، قائلاً لبعض القيادات: “عودوا الى رشدكم ووطنيتكم، فبالوحدة يمكن أن نواجه هذا العدو”.
وأمِل لو “لم تنعقد قمة عربية بالشكل الذي رأيناه، خصوصا أمام ما يحصل في غزة، اذ يجب أن يكون الموقف العربي واضحاً وصريحاً، ويتضمن تهديداً للعدو الاسرائيلي”.
وختم خريس: “إن قتل الأبرياء هو عمل مسموح لهذا الجيش المعادي، ولكن ثقتنا بالمقاومة الفلسطينية ثقة كبرى، وهي موجودة في كل قطاع غزة، والعدو يتلقى ضربات موجعة، ولن يصل الى نتيجة، وستنتصر المقاومة في النهاية”.
يوميات الجنوب
استمرت التصعيد سيد الموقف جنوبا الأحد، وواصلت اسرائيل قصف القرى والبلدات الحدودية، فيما ردت المقاومة بسلسلة عمليات مستهدفة مواقع الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة.
وقد نعت المقاومة الأحد الشهيدين: علي هادي سلامة “صادق” مواليد عام 2006 من بلدة المجادل في جنوب لبنان، والشهيد حسن يحيى نعمة “روح الله” مواليد عام 1990 من بلدة محرونة في جنوب لبنان.
توازيا، ورداً على عملية الإغتيال التي حصلت في مجدل عنجر، شنَّت المقاومة بعد ظهر يوم الأحد، هجوماً بمسيرة إنقضاضية على مقر قيادة سرية إستطلاع من كتيبة 6551 تابعة للواء 551 مظليين إحتياط (قوة نخبة) في مستعمرة المطلة وحققت إصابات مؤكدة وأوقعت عدداً من جنود العدو بين قتيلٍ وجريح. كما اعلنت انه، وبعد رصد دقيق وترقب لقوات العدو الإسرائيلي في موقع المالكية، وعند دخول جيب عسكري من نوع “همر” اليه، استهدفه عناصرها بصاروخ موجه، أصابه إصابة مباشرة، وتم تدميره وايقاع طاقمه بين قتيل وجريح، وبعد تجمع جنود العدو لتفقد الإصابات استهدفهم عناصر المقاومة بقذائف المدفعية وحققوا فيهم إصابات مؤكدة.
أيضا، وبعد رصد ومراقبة دقيقة للحدود في منطقة المطلة وعند وصول 3 من جنود العدو الإسرائيلي ودخولهم الى نقطة تموضعهم الحدودية مقابل مطار الخيام، استهدفهم عناصر المقاومة بصاروخ موجه، سقط بينهم وأوقعهم بين قتيل وجريح.
كذلك أعلنت المقاومة استهداف التجهيزات التجسسية المستحدثة المرفوعة على رافعة في موقع المالكية بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابةً مباشرة وتم تدميرها، الى جانب استهداف موقع جل العلام بقذائف المدفعية والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع راميا بالأسلحة المناسبة وأصابتها إصابة مباشرة وتم تدميرها. كما أعلنت المقاومة انها استهدفت الأحد، موقع الرمثا بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة.