أخباركم – أخبارنا
كرت سبحة الدول، خصوصا الأوروبية، التي باتت تعترف بفلسطين دولة مستقلة لها وجودها الكامل في الأمم المتحدة، وهو ما يعزز القول المأثور: ما ضاع حق وراءه مطالب.
فبعد اعتراف 8 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية، وهي بلغاريا وبولندا والتشيك ورومانيا وسلوفاكيا والمجر والسويد، إضافة إلى قبرص، إنضمت إليهم الأربعاء كلا من: إسبانيا والنرويج وأيرلندا الذين اعترفوا رسميا بالدولة الفلسطينية، وذلك في خطوة ستدخل حيز التنفيذ في 28 أيار الجاري.
خطوة الدول ال3 تلك لاقت ترحيبا فلسطينيا واسعا، قابله غضب عارم من قبل إسرائيل، التي تصدم يوما بعد آخر بالقرارات الدولية المنحازة للقضية الفلسطينية المحقة.
النرويج
رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره، أكد إن بلاده ستعترف بـفلسطين كدولة مستقلة اعتبارا من 28 أيار الجاري، مضيفا أن الهدف من الاعتراف هو إقامة دولة فلسطينية متماسكة سياسيا أساسها السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن حل الدولتين من مصلحة إسرائيل.
وأكد ستوره أنه يتعين الإبقاء على البديل الوحيد الذي يوفر حلا سياسيا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وهو دولتان تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.
وشدد رئيس الوزراء النرويجي على إن الحرب في غزة جعلت من الجلي أن تحقيق السلام والاستقرار لا بد أن يستند إلى حل القضية الفلسطينية.
وزارة الخارجية النرويجية
أما وزارة الخارجية النرويجية، فأكدت في بيان، إنه تم إبلاغ السلطات الفلسطينية والإسرائيلية بقرار الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين.
وقال إسبن بارث إيدا، وزير الخارجية النرويجي، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون عاملا مساعدا في إحلال السلام بالمنطقة، مشيرا إلى أنه “كان ممكنا تفادي المأساة والقتل الحالي بغزة لو تم الاعتراف بفلسطين بعد اتفاق أوسلو”، مشددا على أن بلاده قررت الاعتراف بفلسطين “لنتقدم على مسار أقل عنفا يؤدي للتسوية وإرساء السلام”.
إسبانيا
الدولة الثانية التي اعترفت بفلسطين هي إسبانيا، الذي أعلن رئيس وزرائها بيدرو سانشيز أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية يوم 28 أيار الجاري، قائلا: “نحن شعب مسالم وهذا ما يظهره آلاف المتظاهرين في الاحتجاجات ضد مجازر غزة”، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة تدمير غزة وبأنه يعرض حل الدولتين للخطر.
أيرلندا
أما في أيرلندا، فقال رئيس وزرائها سايمون هاريس إن دبلن ستعترف بدولة فلسطينية، مضيفا أنه يتوقع من دول أخرى الانضمام إلى أيرلندا وإسبانيا والنرويج في اتخاذ هذه الخطوة خلال الأسابيع المقبلة.
أجتماع ثلاثي
وعقد الزعماء الثلاثة للحكومة الائتلافية، وهم رئيس الوزراء سايمون هاريس، ووزير الخارجية مايكل مارتن، ووزير المواصلات إيمون رايان، مؤتمرا صحفيا أمام مبنى الحكومة لإعلان القرار.
وشدد هاريس على أن شعب فلسطين يستحق مستقبلا مليئا بالأمل والسلام، مؤكدا أنه “لا مستقبل للنسخة المتطرفة من الصهيونية التي تغذي عنف المستوطنين والاستيلاء على الأراضي”.
رئيس الوزراء الأيرلندي أضاف، أنه “لا يمكن أن يكون هناك سلام من دون المساواة، ومن المهم ألا يتم تفسير قرارنا بشكل خاطئ”.
ترحيب الرئاسة الفلسطينية و”فتح”
بعد صدور القرار الثلاثي، رحبت فلسطين، الأربعاء، بإعلان رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين واستكمال إجراءات صدور مراسيم الاعتراف يوم 28 أيار الحالي.
وقالت الرئاسة الفلسطينية -في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (وفا)- “نثمن عاليا مساهمة هذا القرار من النرويج في تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه وفي أخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين”.
وأضافت أن “مملكة النرويج دعمت حقوق الشعب الفلسطيني بثبات على مدار السنوات الماضية وصوتت لصالح هذه الحقوق في المحافل الدولية ليأتي هذا القرار المبدئي تتويجا لهذه المواقف واتّساقا مع مبادئ القانون الدولي التي تقر بحق الشعوب في التخلص من الاستعمار والاضطهاد والعيش بحرية وعدالة واستقلال”.
أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ -في بيان- “شكرا لدول العالم التي اعترفت وسوف تعترف بدولة فلسطين المستقلة، ونؤكد أن هذا هو السبيل للاستقرار والأمن والسلام في المنطقة”.
“حماس”
أيضا، رحبت حركة حماس بإعلان كل من النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين، واعتبرتها “خطوة مهمة لتثبيت حقنا في أرضنا”.
ودعت الحركة “الدول للاعتراف بحقوقنا الوطنية ودعم نضال شعبنا الفلسطيني في التحرر والاستقلال وإنهاء الاحتلال”.
الجامعة العربية
بدوره، رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط “بالخطوة الهامة” التي تضع هذه الدول الثلاث “على الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الصراع”.
الأردن
ورحب الأردن على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي “بالقرارات التي اتخذتها دول أوروبية صديقة اليوم”. وقال “نحن نثمّن هذا القرار، ونعتبره خطوة مهمة وأساسية على طريق حل الدولتين الذي يجسّد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران من عام 1967”.
غضب إسرائيلي عارم والغاء فك الإرتباط بشمال الضفة
في مقابل الفرحة والترحيب الفلسطيني والعربي، أبدت إسرائيل غضبا كبيرا جراء قرار الدول الثلاثة الاعتراف بفلسطين، فاستدعت سفيرَيها في إيرلندا والنرويج “لإجراء مشاورات طارئة” بعد تحرك هذين البلدين نحو الاعتراف بدولة فلسطين.
من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس -في بيان- “أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنرويج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك. أصدرت التعليمات لعودة السفيرين الإسرائيليين في دبلن وأوسلو إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات”.
سموتريتش يطالب بإقامة مستوطنة مقابل كل دولة تعترف بـ”دولة فلسطين”
من جانبه طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأربعاء، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، باتخاذ إجراءات عقابية فورية ضد السلطة الفلسطينية، ردًا على قرارات النرويج وإسبانيا وإيرلندا بالاعتراف بدولة فلسطين.
ودعا سموتريتش، إلى عقد اجتماع فوري لمجلس التخطيط الاستيطاني في الضفة الغربية، للمصادقة على عشرة آلاف وحدة استيطانية لتكون جاهزة للتقدم المهني، بما يشمل المنطقة المسماة E1، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وطالب، بالمصادقة على قرار في جلسة الكابينيت، غدًا الخميس، بإقامة مستوطنة مقابل كل دولة تعترف بالدولة الفلسطينية، كما وجّه ما تسمى مديرية الاستيطان بإعداد خطة استراتيجية لتخطيط ثلاث مستوطنات تمهيدًا للمصادقة عليها.
كما سيعرض أيضًا قرارًا آخر يهدف إلى إلغاء “المسار النرويجي” الذي أقره الكابينيت قبل بضعة أشهر، لافتًا إلى أنه ينوي التوقف عن تحويل الأموال إليها والمطالبة بإعادة جميع الأموال المحولة.
إلغاء فك الارتباط
وفي تطور جديد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلغاء خطة “فك الارتباط” بشمال الضفة ما يتيح إعادة بناء 3 مستوطنات.
من جهته اقتحم وزير الأمن القومي الاسرائيلي إيتمار بن غفير ساحات المسجد الأقصى لأول مرة منذ بدء الحرب على غزة.
فرنسا.. الظروف غير متوافرة الآن
أما وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه فرأى الأربعاء، أن الاعتراف بدولة فلسطين “ليس من المحظورات” بالنسبة لفرنسا لكن باريس تعتبر ان الظروف غير متوافرة “الآن ليكون لهذا القرار تأثيرا فعليا” على العملية الهادفة إلى قيام دولتين.
وأكد في تصريح مكتوب لوكالة فرانس برس “يجب أن يكون قرار كهذا مفيدا أي السماح بتسجيل تقدم حاسم على الصعيد السياسي. في هذا الإطار، يجب أن يحصل هذا القرار في الوقت المناسب” ليحدث فرقاً.
يذكر ان 140 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، تعترف بفلسطين كدولة مستقلة، بما في ذلك روسيا، وتوجد سفارات وبعثات دائمة لفلسطين في 95 دولة حول العالم.